الجزء التاسع والاربعون: ليست نهاية وانما بداية

411 31 11
                                    


‏⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀ - في عام ٢٠١٧ .. بعد ثلاث سنوات -
‏⠀
فتحت عيناها بلطف ونظرت ليدها وقد كانت تمسك كتاباً منذ البارحة وقالت في نفسها " يبدو بانني نمت وانا ادرس مرة اخرى " ..
اغلقت الكتاب ووضعته اسفل وسادتها ثم نهضت لتستحم .. وبعد انتهائها ارتدت ملابسها ولمحت هاتفها الذي كان ملقى بجانب سريرها " يبدو بانه سقط من يدي مرة اخرى " .. اقتربت منه والتقطته .. وقد كان هناك ثلاث مكالماتٍ لم يرد عليها .. اتصلت مرة اخرى وقالت: صباح الخير ايريكا .. ايريكا: اي صباح تقصدين .. انه الليل الان .. ميو: اه اسفة .. لقد نسيت اختلاف التوقيت بيننا .. على اي حال .. ما اخبار علاجك .. ايريكا: لقد اكملته تقريباً .. فقد اصبحت اسيطر على انفعالاتي اكثر من ذي قبل .. ميو: اه حقاً ! ان هذا جيد .. اذاً متى ستعودين من اميريكا .. ايريكا: سوف يكون موعد الرحلة غداً في الساعة الخامسة .. لذا سأصل بعد غد .. ميو: اذاً ساستقبلك عند وصولك .. ايريكا بحماس: لا اصدق باني سأراك اخيرا .. لقد اشتقت لك كثيراً .. ميو: لاتبالغي في هذا .. فلم يمضي شهر منذ اخر لقاء لنا .. ايريكا بتذمر: ولكنه كان اطول شهرٍ مررت به في حياتي .. ضحكت ميو بخفة: موه توقفي عن تذمركِ هذا .. ايريكا: اذاً هل ستذهبين للقاء هيرو سان اليوم .. ميو بتذكر: اه اجل .. سيعود اليوم من رحلته .. لذا سأذهب لمقابلته في المطار .. ايريكا بخبث: هييه ! يبدو بانكما اصبحتما قريبان جداً .. ميو بغطرسة: لاتسيئي الفهم .. موه لامفر من ذلك .. فقد اصر على مقابلتي اليوم .. انه حقاً مزعج .. ضحكت ايريكا قائلة: انكما لم تتغيرا حقاً ..

ميو باستياء: ان واصلتي في الحديث عن ذلك سأغلق حقا .. بدأت ايريكا بالعبث مع ميو: هييه انكِ تتهربين مرة اخرى .. عندها اغلقت ميو الخط ونظرت ايريكا لشاشة هاتفها: اه .. لقد اغلقت .. من الممتع اغضابها حقاً .. عند ميو القت بهاتفها على السرير بغضب .. وخرجت من غرفتها وتوجهت للمطبخ ثم اخفت غضبها واستعدت للدخول بابتسامة .. وعندما دخلت رأت والدتها شاردة الذهن ثم اقتربت منها بهدوء وقالت: صباح الخير امي .. التفتت لها ڤينا: اه .. ميو هل استيقظتي ثم قالت بخيبة: عن اي صباحٍ تتحدثين انها الساعة الثانية ظهراً .. نظرت ميو للساعة وصدمت: وااه يبدو بانني تاخرت حقاً هذه المرة .. تنهدت ڤينا: للاسف انكِ لاتملكين اي مسؤولية ابدا .. عندها فقط لاحظت ميو بطاقة في يد والدتها .. وقد لاحظتها والدتها واعطتها البطاقة قائلة: فلتقرئيها .. اخذتها ميو وما ان قرأتها حتى صرخت بصدمة: ماهذااا !! منذ متى وعمتي قد قررت الزواج .. بل ومن ماتسوزاكا .. ولكن اليس ذلك الشخص كان متزوجاً .. انه يبدو حقاً شخص لعوب .. ڤينا: عمتك ايضاً كانت متزوجة .. نظرت ميو لوالدتها بأدراك: اه معك حق .. اذا هذا هو المعنى الحقيقي لجملة تقع الطيور على اشكالها .. تصنعت ڤينا الاستياء: ميو !! .. كيف تتكلمين عن عمتكِ هكذا .. ميو: ايه ! .. هل اغضبتك .. ولكنها الحقيقة فكلاهما كانا متزوجان سابقاً .. ڤينا بصرامة: ميو !! .. ميو باستسلام: اه حسناً حسناً سأتوقف .. ثم وضعت البطاقة على الطاولة التي بجانبها ..

ونظرت للساعة باستسلام: يبدو بانني لن اصل في الوقت المناسب !! .. ڤينا: لقد تبقى نصف ساعة تقريباً على ابتداء العرض .. يمكنكِ الوصول في الوقت المناسب ان ذهبتِ الان .. ميو بتفكير: معكِ حق " لابد بان سينباي ستغضب كثيراً !! " .. اسرعت ميو لغرفتها واخذت حقيبتها وهاتفها ثم خرجت وركبت السيارة .. ثم فتحت هاتفها لتتصل بـ اكامي-سينباي ولكنها توقفت واخذت تنظر لاول جهة اتصال لديها ' ساكيرو هانا ' .. " منذ ذلك اليوم هو لم يتصل بي مرة اخرى .. انه اناني حقاً !! .. ولكنني لا الومه على ذلك فقد ادركت كيف كان يشعر وقتها .. ولكنني ادركت ذلك بعد فوات الاوان " ..

وبعد وصلوها للمكان المحدد .. نزلت من السيارة وقد كان الناس يخرجون من المكان عندها توجهت للباب الخلفي ودخلت وحالما رأتها اكامي نظرت لها باستحقار قائلة: لقد انتهى العرض ايتها الحمقاء .. نظرت لها ميو باستغراب: ايه ! .. ولكن اليس من المفترض بان يبدأ الان .. اكامي: لقد ارسلت لكِ رسالة البارحة وكتبت لكِ بانه قد تم تقديم موعد العرض .. ميو: اه حقا لم ارها .. اكامي: انكِ بلا فائدة حقاً .. موه لم اعد اريدكِ في فريقنا بعد الان .. كانت ميو تبتسم بمجاملة لها ولكنها لم تعد تتحمل بعد الان وقالت بتذمر: مووه اخرسي فقط .. لقد حاولت ان اسايرك ولكنك قد تعيدتي الحدود ايتها الحمقاء .. هل تظنين بانكِ افضل شخصٍ هنا لانكِ الاكبر سناً .. انكِ مجرد حثالة لاتستحقين اي احترامٍ مني .. في الحقيقة ليس عليكِ ان تطرديني من الفريق .. فانا لا اريد ان اعمل معك بعد الان .. كانت اكامي تنظر لميو بصدمة فهي لم تكن تعرف حقيقتها قبل الان .. عندها خرجت ميو بغضب " مووه ماهذا اليوم المقرف .. لماذا كل شيئ يسير بشكل خاطئ " .. ثم نظرت لساعة هاتفها وقد كانت الساعة الثالثة وتنهدت قائلة: مووه لابد بان يومي سيستمر من السيئ الى الاسوء .. بالطبع عندما اذهب لهيرو الان سيجعلني احمل له حقائبه الى ان نصل الى المنزل .. بالطبع لايوجد اسوء من هذا ..

عندها ركبت السيارة وتوجهت للمطار .. وعندما وصلت توجهت لمكان استقبال المسافرين واخذت تبحث عن هيرو في هذا الازدحام .. وفي مكان ليس ببعيد عنها كان هيرو يتكئ على السور الزجاجي وينظر لميو من الطابق الثاني .. اقترب منه يامادا واعطاه كوباً من القهوة .. اخذه هيرو بهدوءه المعتاد واخذ يشربه .. يامادا: اراك هادئاً جداً .. حتى بعد مافعلته .. الا بأس في ذلك حقاً ! .. اخذ هيرو رشفة من القهوة ثم قال بكل هدوء: لقد وصل .. نظر يامادا للاسفل وقد كان المكان مزدحماً جداً ولكنه استطاع ان يميز ذلك الشخص وقال: واااه ! لقد قمت بتدبير اللقاء حقاً .. في هذه الاثناء صرخت ميو بصوت خافت حينما داست احدى الفتيات على قدمها وواصلت سيرها حتى دون اعتذار .. نظرت لها ميو بصدمه: كيف تجرؤ على المشي على قدمي بهذه الطريقة اه .. حقا ماهــ .. لم تحظى ميو بفرصة لاكمال تذمرها فقد لمحت شخصاً كانت تعرفه في ذلك الحشد الكثيف .. اخذت تحدق فيه بصدمة وتحركت شفتاها تلقائياً لتنطق اسمه: هانا !! .. لم يلاحظ هانا وجود ميو في البداية فقد كان المكان مزدحم جداً وقد كان يبدو وكأنه يبحث عن شخص ما .. هانا: تشه ! اين هو ذلك المتعجرف .. لماذا بحق الجحيم طلب مني لقائه في مكانٍ كهـ .. في تلك اللحظة بالذات وقعت عيناه على ميو واخذ يحدق فيها بصدمة .. كان الاثنان يحدقان في بعضهما و لم يعرف اي شخص منهما كيف يتصرف .. ظلت ميو واقفة مكانها ولم تتحرك .. وقد تقدم هانا نحوها وما ان اصبح قريباً منها حتى اسقط اغراضه واحتضنها بدون اي كلمة ..، نظر يامادا لهيرو: الن تندم حقاً .. هيرو وهو ينظر لهما: بالطبع لن افعل .. فعندما افكر بمشاعري تجاهها ..
‏⠀
ارى بانها مجرد شخص كنت اريد ان اتمسك به لكي لا اصبح وحيداً .. فقد كانت ميو هي الشخص الوحيد الذي يمر بنفس ظروفي .. لذا لم اكن اريد فقدانها او ابتعادها عني .. فمشاعري تجاهها لم تكن تمد بالحب باي صلة .. فقد اكتشفت هذا بعد ان عشت معها لمدة ثلاث سنوات .. صمت قليلاً ثم ظهرت على وجهه ابتسامة هادئة: بمعنى اخر .. لقد كانت ميو سبباًً لعدم شعوري بالوحدة .. فلو لم تكن ميو موجودة لكنت قد وقعت في يأس الوحدة منذ زمنٍ بعيد .. لذا فهذا اللقاء الذي تحظى به الان هو هدية شكر مني لبقائها بجانبي .. يامادا: وااه اشعر بانك اصبحت شخصاً ناضجاً في السنوات الاخيرة .. استدار هيرو وقذف بكوب القهوة الفارغ نحو سلة القمامة التي كانت تبعد عنه بمقدار ثلاثة امتار .. واخذ يمشي متوجها للخارج .. لحق به يامادا: اوي انتظرني .. انني اسحب كلامي حقاً عندما قلت بانك قد نضجت .. فانت لم تتغير ابداً .. هيرو: اتسائل حول ذلك .. يامادا: انك حتى لازلت تقول نفس الجملة منذ ثلاث سنوات الى الان !! انك لم تتغير حقاً ..
‏⠀
كان هانا يحتضن ميو بشدة وقد احس بانه كان على وشك كسر عظامها .. ثم ابتعد عنها وقال بصوت خافت: اسف هل المتك ؟ .. كانت ميو تنظر له بدون اي كلمة ثم تحاشت النظر له وحاولت الا تظهر ابتسامتها .. هانا: لا تحاولي اخفاء ذلك .. انه واضح على وجهك .. نظرت له ميو بانكار: وماهو الواضح ؟ .. هانا بثقة: من الواضح بانكِ سعيدة جداً .. لاتحاولي اخفاء ذلك .. ميو بتعالي: و .. ومن قال بانني سعيدة .. هانا: لقد اخبرتكِ بالا تحاولي اخفاء ذلك .. عندها ظهرت ابتسامتها بلا ارادة منها وغطت وجهها بحرج: مووه هل هو واضح حقاً .. ابتسم هانا واحتضنها قائلاً: يبدو بان فتاتي لا تزال حمقاء كعادتها .. ميو بصدمة: فتاتك !! .. منذ متى .. ابتعد عنها هانا: منذ الان ؟ .. ميو: لايمكنك تقرير ذلك بنفسك كما تعلم .. هانا: اذاً الا يروقكِ ذلك .. ميو بتفكير: لم اعني هذا اقصد انه .. هانا: انه ؟ .. احمرت وجناتها وحاولت قولها بصعوبة: ا .. انني لا امانع ذلك حقاً .. في تلك اللحظة قام هانا بالتقاط صورة لها .. وقد نظرت له بغضب: مالذي فعلته الان فقط !! .. هانا بابتسامة: لقد بدوتِ لطيفة جداً .. لذا لم استطع منع نفسي من ذلك .. ميو باحراج: موه .. انك احمق حقاً .. ثم ابتسمت وقالت في نفسها " يبدو بان اليوم لم يكن سيئاً في النهاية .. بل انه اسعد يوم حظيت به في حياتي "

ثم ذهبا ليواجها مصيرهما الجديد .. فهذه ليست نهاية وانما بداية جديدة لحياة تنتظرهما .

- النهاية -

رواية الخطأ في اقدارناحيث تعيش القصص. اكتشف الآن