استفاقت صباح اليوم التالي لتجد شخصا غريبا يجلس الي جوار فراشها .
لمست جبينها بإرهاق لتصدر عنها همهمة خافت نبهته لاستيقاظها .
نهض من مقعده مقتربا منها ليقول ببشاشة :" حمدا لله علي سلامتك "
تفرست قليلا في ذاك الوجه الغريب عنها و الذي تراه للمرة الاولي ... قبل ان يصل لإدراكها كل ما حدث معها و ان صاحب ذاك الجسد الضخم الذي وقف مشرفا عليها بهيبته و قوة حضوره هو نفسه من ساعدها من قبل .
تذكرت ما حدث لشقيقها ... فنهضت فجأة هاتفة باسمه و همت بمغادرة سريرها .
و لكنها منعها من ذلك مقتربا منها اكثر ... ليقول بهدوء :" هو بخير الان ... لا تخافي ... فقط ساعات و سيفيق "
" حقا ؟!!!"
" نعم ... "لم يكن عنده الوقت ليكمل حديثه حيث فتح الباب فجأة ليدخل عدة اشخاص ... هم فتيات من عمرها و شاب وقف بعيدا يراقبها بعين قلقة .
ظل معها لوقت قصير و لكنه لم يجد لبقاءه وسطهم اي اهمية لذا انسحب منها بهدوء علي ان يعود لها بعدها .
**********
استعادت عافيتها سريعا ... لتظل الي جانب شقيقها فهو يحتاجها في هذا الوقت ... و خاصة بعدما سقط في غيبوبة قصيرة اعقبت تلك العمليات الجراحية الكثيرة التي خاضها .
طوال يومين سابقين لم تغادر مقعدها المقابل لغرفته ... اتي الكثير من أصدقائها و انصرفوا و لكن لم يفلح احدهم في اقناعها بالرحيل .اما هو فكان ينهي عمله و يعود ليبقي بجانبها في محاولة للتخفيف عنها كما يفعل الان ... و لكن بلا جدوي .
اخرجه من افكاره صوتها الباكي و هي تقول بشرود :
" لو لم اتشاجر معه لم يكن ليقود سيارته بتلك السرعة الجنونية و يتسبب في ذاك الحادث ...امي هي السبب خلف شجارنا .. كان يلح علي لأتواصل معها ... و ها هو يرقد بين الحياة و الموت بدون ان ترهق نفسها بالقدوم لتلقي نظرة واحدة عليه ان حدث له شيء لن اسامحها.. و لن اسامح نفسي .. لن .. "
كانت تردد تلك الجملة طوال الوقت حتي ضاق بإلقائها اللوم علي نفسها و خاصة بعدما عادت لنحيبها الذي يقتله ثانية .. لذلك قاطعها بحزم قائلاً :
" لن يحدث له شيء ... لقد اخبرتك سابقا ... كريم سيكون بخير "
جففت دموعها متعلقة بالأمل الذي تحمله كلماته قائلة :
" اتعدني بذلك؟! .. ارجوك اخبرني ان ذلك ممكنا "
قالت ذلك و هي تركز نظراتها عليه ... نظراتها التي تحمل الكثير من الخوف و الالم و الضياع ... بادلها بنظراته المطمئنة و قد ارتسمت علي شفتيه ابتسامة حزينة ... هو يعرف جيدا انه لا يملك من الامر شيئا .
أنت تقرأ
إلا أنت
Romance"يقال ان التعلق نصف موت... و لكن معك هو الموت بذاته . و تعلقي بك كان انفصال للجسد عن الروح ... تلك الروح التي لازمتك في الغياب مخلفة جسدا بلا حياة. و رغم بعدك كنت هنا ... معي في كل دقيقة و ثانية من يقظتي و احلامي .. احملك بأقصى اغوار روحي تطرفا...