الفصل الثاني

2.3K 128 37
                                    

استفاقت صباح اليوم التالي لتجد شخصا غريبا يجلس الي جوار فراشها .

لمست جبينها بإرهاق لتصدر عنها همهمة خافت نبهته لاستيقاظها .
نهض من مقعده مقتربا منها ليقول ببشاشة :

" حمدا لله علي سلامتك "

تفرست قليلا في ذاك الوجه الغريب عنها و الذي تراه للمرة الاولي ... قبل ان يصل لإدراكها كل ما حدث معها و ان صاحب ذاك الجسد الضخم الذي وقف مشرفا عليها بهيبته و قوة حضوره هو نفسه من ساعدها من قبل .

تذكرت ما حدث لشقيقها ... فنهضت فجأة هاتفة باسمه و همت بمغادرة سريرها .
و لكنها منعها من ذلك مقتربا منها اكثر ... ليقول بهدوء :

" هو بخير الان ... لا تخافي ... فقط ساعات و سيفيق "

" حقا ؟!!!"
" نعم ... "

لم يكن عنده الوقت ليكمل حديثه حيث فتح الباب فجأة ليدخل عدة اشخاص ... هم فتيات من عمرها و شاب وقف بعيدا يراقبها بعين قلقة .

ظل معها لوقت قصير و لكنه لم يجد لبقاءه وسطهم اي اهمية لذا انسحب منها بهدوء علي ان يعود لها بعدها .

**********

استعادت عافيتها سريعا ... لتظل الي جانب شقيقها فهو يحتاجها في هذا الوقت ... و خاصة بعدما سقط في غيبوبة قصيرة اعقبت تلك العمليات الجراحية الكثيرة التي خاضها .
طوال يومين سابقين لم تغادر مقعدها المقابل لغرفته ... اتي الكثير من أصدقائها و انصرفوا و لكن لم يفلح احدهم في اقناعها بالرحيل .

اما هو فكان ينهي عمله و يعود ليبقي بجانبها في محاولة للتخفيف عنها كما يفعل الان ... و لكن بلا جدوي .

اخرجه من افكاره صوتها الباكي و هي تقول بشرود :

" لو لم اتشاجر معه لم يكن ليقود سيارته بتلك السرعة الجنونية و يتسبب في ذاك الحادث ...امي هي السبب خلف شجارنا .. كان يلح علي لأتواصل معها ... و ها هو يرقد بين الحياة و الموت بدون ان ترهق نفسها بالقدوم لتلقي نظرة واحدة عليه ان حدث له شيء لن اسامحها.. و لن اسامح نفسي .. لن .. "

كانت تردد تلك الجملة طوال الوقت حتي ضاق بإلقائها اللوم علي نفسها و خاصة بعدما عادت لنحيبها الذي يقتله ثانية .. لذلك قاطعها بحزم قائلاً :

" لن يحدث له شيء ... لقد اخبرتك سابقا ... كريم سيكون بخير "

جففت دموعها متعلقة بالأمل الذي تحمله كلماته قائلة :

" اتعدني بذلك؟! .. ارجوك اخبرني ان ذلك ممكنا "

قالت ذلك و هي تركز نظراتها عليه ... نظراتها التي تحمل الكثير من الخوف و الالم و الضياع ... بادلها بنظراته المطمئنة و قد ارتسمت علي شفتيه ابتسامة حزينة ... هو يعرف جيدا انه لا يملك من الامر شيئا .

إلا أنت حيث تعيش القصص. اكتشف الآن