الفصل الثامن

3K 108 0
                                    

( الفصل الثامن )
ما الذي يحدث لها لا تعلم !!
أصبحت تراه بكل مكان تذهب إليه تقريبا .. فقط يتواجد بالمكان دون
حتى أن يلاحظ أنها في المكان نفسه وهذا يثير ضيقها وحيرتها بطريقة
لم تحدث معها قبلا ..
هي تريده أن يراها .. لا يرى مظهرها الذي يشبه الصبي بل يرى
الفتاة داخلها .. الفتاة التي تتوق للحياة والحب كأي فتاة أخرى ..
وبنفس الوقت تشعر بالارتباك كلما وجه إليها أي حديث حتى لو
كان حديثا عابرا مثل أي شخص آخر ..
لا تفهم ما هذه الحيرة التي تعيش فيها !!
لا تفهم لم تريده أن يرى حقيقتها وليست ما تتظاهر به ..
وبنفس الوقت تشعر بالخوف ماذا لو رآها حقا ؟!
هل سيكون مختلفا ؟؟ أم أنه سيكون مثل أي رجل آخر ؟؟
هل سيستغل احتياجها ؟ أم سيشعرها بالأمان ؟؟
هي تريد الإقتراب منه حقا ؟ إذا لماذا لا تستسلم لكلماته ؟؟
لماذا لا تحاول لفت نظره كما تفعل الكثير من الفتيات ؟
هل تخشى سخريته ؟ أم تخشى ألا تجده مثلما تتمنى ؟
زفرت بقوة وهي تشعر بالتخبط والارتباك يغزو مشاعرها
كلما أمعنت التفكير كلما وجدت نفسها ترتبك أكثر ولا تعرف
ما هو الحل بحالتها تلك ؟
دلفت إلى الكلية وهي تشعر بالتوتر لتمتد أناملها دون إرادة لتلمس
خصلات شعرها القصيرة مثل الشباب وهي تتذكر اليوم الذي استيقظت
فيه والدتها لتفاجأ بها قد قامت بقص ضفيرتيها الطويلتين لتشعر
بالصدمة من فعلتها تلك وهي تنظر إليها بصمت تحاول أن تفهم لِمَ
فعلت ابنتها ذلك وهي التي تعلم كم تعشق شعرها البندقي الطويل والذي
كان يصل إلى منتصف ظهرها تقريبا ..
- لماذا نور ؟؟ لماذا فعلتِ ذلك ابنتي ؟؟
- تضايقت منه أمي لا أريد شعرا طويلا بعد اليوم , أريدك أن تصففي
لي شعري مثل عصام
- ولكنك فتاة حبيبتي وهو صبي !!
- لا فرق أمي أريد شعري مثله ولا أريد فساتين بعد اليوم
أريد سراويل مثل عصام
نظرت لها أمها بصدمة ولكنها لم تملك إلا أن تنفذ لها ما أرادت
تحت إصرارها ولم تفهم قط ما السبب في هذا التغيير بين يوم وليلة
زفرت بضيق وهي ترى نفسها تغوص بالماضي مرة أخرى وهي التي
تحاول أن تنساه ..
ربما لأن الماضي معروفا لها فلا توجد به مفاجآت على العكس من
المستقبل الذي تخشاه بقوة ..
وربما لأنها المرة الأولى التي تحضر فيها للجامعة دون عصام
تلفتت حولها بتوتر وما إن لمحت سها وهنا حتى سارت باتجاههما
سريعا تكاد تركض فلم تلاحظ من يتابعها بنظره كما هو حاله منذ
فترة ..
ابتسم وهو يراها متوترة ووحيدة لأول مرة ..
تتلفت حولها وما إن رأت صديقتيها حتى ركضت إليهما ..
يراقبها عن كثب .. يتعمد الظهور بالأماكن التي تتواجد فيها ويصطنع
عدم رؤيتها حتى يرى رد فعلها ..
ولأول مرة يشعر بالدهشة من رد فعل امرأة !!
يراها تنظر إليه من بعيد دون أن تقترب منه .. دون حتى أن تحاول
لفت نظره إليها رغم أنه مهد لها الطريق كثيرا بمعاملته لها ..
يلقي لها كل فترة بالفتات الذي تتمناه من هي سواها ..
يعترف أنه لا يفهمها تماما ..
هناك شيئا غامضا بها أو حتى يكون صادقا أشياء كثيرة غامضة
فهي تظهر بمظهر الشاب ولكنها تصادق الفتيات فقط ..
تضع حدودا صارمة بينها وبين الشباب لم ير واحدا قط خلال فترة
مراقبتها استطاع تعدى تلك الحدود ..
حتى ذلك الشاب الذى تخيل أنه صديقها علم أنه ابن عمها وأخوها
بالرضاع ..
يكاد يجن منها وكل خططه تفشل معها .. هو نفسه لا يفهم ماذا يريد
منها حقا ؟؟
هل يريد ضمها للقائمة ؟ أم يريد اكتشاف سر السحر الذي يحيط بها
رغم أنها تحاول إخفاء نفسها بتلك الملابس الغريبة والمظهر الصبياني
الذى تتخذه ..
يريد أن يفهمها .. أن يقترب منها ولا يدري لم يشعر أنها تشكل خطرا
على سلامه الداخلي ..ولكنه خطر لذيذ منعش يريد تجربته بقوة
ترى ما هو مذاقها ؟؟
يشعر أن مذاقها سيكون مختلفا عن كل ماسبق وتذوقه !!
ستكون لها نكهة خاصة جدا !
" نكهة البراءة التي تحيط بها مع لذعة مغوية جذابة طبيعية لا يد لها
فيها "
أفاق من شروده على صوت مراد الذي ينبهه إلى موعد المحاضرة
الذي اقترب
- إيهاب ما بالك شارد على الدوام ؟ ماذا يحدث معك ياصديقي ؟
- ماذا ياصديقي ألا يحق لي الشرود قليلا أم أن العاشق الولهان
فقط هو من لديه الحق في الشرود
هتف إيهاب وهو يحرك له حاجبيه جعلت مراد يضحك بقوة وهو يقول:
- حمدا لله ياصديقي لقد أوشك العام على النهاية أخيرا وها أنا سأذهب
للتقدم لها أخيرا
- أخيرا !! لقد كدت أشيب في انتظار تحركك يا رجل
- حسنا الفضل لنور حقا فهي التي ساعدتني وشجعتني للتقدم
فقد نبضة من نبضاته رغما عنه لدى سماع اسمها فعقد حاجبيه بقوة
لرد فعل قلبه الغريب خاصة عندما شعر بلذعة من الغيرة تجتاحه
هل يهذي أم ماذا ؟!
لماذا سيشعر بالغيرة على فتاة يريد ضمها لقائمة انتصاراته ؟
وقبل أن يسترسل في أفكاره هتف بحنق :
- وما علاقة نور بموضوع زواجك ؟
- ألم أخبرك بما حدث معي منذ يومين ؟؟
- لا ماذا حدث ؟
- كنت بزيارة علي صديقى فقد كانت حالته النفسية سيئة كثيرا فذهبت
للترويح عنه لأجد نور تدلف إلينا وهي تواجهنى بقوة جعلتني لا أدري
هل أضحك أم أشعر بالحنق منها
وقص عليه ماحدث :
- ماذا تريد من هَنا أستاذ مراد ؟؟ من فضلك أصدقني القول !
- نور !! كيف تتحدثين مع مراد بتلك الطريقة ؟؟ بل كيف تقتحمين
علينا الغرفة من الأساس ؟؟
هتف بها علي بغضب فلم تهتم نور بغضبه وهي تواجهه ربما للمرة
الأولى بحياتها ..
- لأنني لن أسمح لأحد أن يجرح صديقتي هل تسمعني علي ؟؟
هل تسمعني أنت أيضا ؟؟ كونك أستاذا لدينا لا يمنحك الحق بجرحها
ولا إهانتها هل تفهم ؟ ولو تكرر هذا الموقف سأقف أنا أمامك
- انتظري نور أنا لا أفهم شيئا مما تقولينه ! متى جرحتها أو أهنتها ؟؟
- حقا ؟؟ كيف تسمح لنفسك أن تصرخ عليها أمس بالجامعة ؟؟
من حسن حظك أنني لم أكن موجودة وإلا كان سيكون لي رد فعل
لن يعجبك على الإطلاق
- ماذا أفعل وأنا أجدها تقف مع ذاك الشاب السمج أمير تتحدث معه
و.......
قاطعته بحدة :
- وما دخلك أنت ؟؟ أساسا أمير كان يسألها عني .. وبغض النظر عن
أنني أتفق معك أنه سمج إلا أن ذلك لا يمنحك الحق في الصراخ
عليها وإهانتها بتلك الطريقة
- إذا أمير كان يتحدث معك بشأنك أنتِ وليس ....
قاطع حديثهم ضحكات علي القوية وهو ينظر إلى صديقه العاشق
يحاور نور الغاضبة التي لا تفهم أن كل ذلك غيرة على صديقتها
فالأستاذ غارق بحب الطالبة وينتظر بفارغ الصبر انتهاء العام حتى
يتقدم لخطبتها
- نور ... أنت لا تفهمين حبيبتي مراد لم يكن يقصد إهانتها أبدا هو
فقط يغاار أختي
- علي !!
هتاف مستنكر من مراد وازى ضحكة نور العالية وهي تهتف :
- المشاعر متبادلة أخي فاجعله يسرع بالتقدم لخطبتها لأن الأعذار
كادت تنفذ من صديقتي
- هل تعنين أنها ..........؟؟
- يا إلهى سيحدث لي شيء من كل تلك المشاعر التي تحيطونني بها
الجميع عاشق ويخشى البوح لا أفهم لِمَ ؟؟
- يوما ما ستعلمين السبب صغيرتي
هتف بها علي مبتسما ليهتف مراد :
- إذا هل تجعلينها تحدد لي موعدا مع والدها بأقرب وقت فلا داعي
للانتظار بعد اليوم

قطرات أنثوية حيث تعيش القصص. اكتشف الآن