(3) الثالث

165 14 8
                                    

نظرَ إليَّ القط الأبيض العجوز بأمل مفرط وقال:

"مرحبا بقاتل الأفيال، مرحبا بك سيدي. "

"لم تكرهون الفيلة!" - سألت بعجل ثم أتبعت "ولم أخترتني لهذه المهمة!!"

"بني." قال القط العجوز محدقا بيَّ ثم أتبع حديثه بأسى
" إنها أمانتك، هذه ممكلتك و مسؤوليتك إيقاظها، أليس كذلك؟"

نظرت إليه وقد أزدادت حيرتي وتقلبت سرارئري
" هل تسخر مني، مالذي تهذي به هاهنا!!" - صرخت بنفور.

بدأت أنفاسي تتصاعد، غُلقت أبواب عقلي، و تهت في حيرة من أمري. جلست على الأرض متربعا علّي أهدأ ثم قلت
"أريد القصة كاملة، لن أقتل فيلكم حتى أعلم كل شيئ هنا، حالاً والآن '" - قلت.

"سامر، ألم تدرك بعد طبيعة هذا المكان!" - قال القط

"لا، ليس بعد. هل هي مملكة القطط؟؟"- تحدثتُ ساخرا.
"إنها مملكة عقلك،  سامر، يجب أن تعلم هذا بمجرد رؤيتي. قد أكون شختُ قليلاً وأزداد فروي بياضا، لكن بحق الله ألم تتعرف عليّ؟!" - قال القط وقد خاب أمله ثم قال :
"سامر، قبل أن تستيقظ، يجب أن تعلم؛ هذا العالم هو صورة رمزية شكلها عقلك!"

"هل أحلمُ الآن!"

"سامر، اسمعني، يجبُ أن تقتلَ فيلك. لتستيقظ القطط وتعودة السعادة تملئ المكان. يجب عليك ذلك قبل أن أموت حسرة عليك."

"هل تعلمُ شيئاً، إن هذا أسخف حُلمٍ قد يحصل عليه إنسان" توقفت عن الحديث ثم أتبعت " لم أفهم. مملكة عقلي وقطط غريبة نائمة و تريدني أن أقتل فيلاً أيها القط العجوز!! "

شعرتُ بهزة أرضية ونور غريب بدء يعم الأجواء أغمضتُ عينيَّ ثم فتحتهما.

سمعتُ القط يتحدث. "بني، أيها الشاب الكئيب سامر، هل تراني قطاً عجوزا الآن، ههه، لا بأس فأنا تجسيد لروحك الكئيبة، وستموت كآبة إن لم تقتل فيلك، هل تسمعني!"

"وكيف أقتلُ فيلاً!" - قلت.

مازالت أشعر بحركة غريبة، جسدي يهتز. حرارتي أرتفعت بشكل مفاجئ. صرختُ بألم. "أين هو ذلك الفيل اللعين!!"

"أبحث عن القطة البنية الصغيرة، سترشدك هيْ!"

"أين؟"

"أجعل قلبك دليلك، بني، حان وقتُ الوداع!"

"هيي أيها العجوز، لم تجب أسألتي بعد!"

"ستستيقظ الآن، نفذ الوقت، أقتل فيلك وعد للقائي شاباً سعيداً، سأنتظرك،.." - قال القط، ثم ما لبثتُ لحظات حتى أسودت الدنيا وشعرتُ بنبض قلبي يزداد تسارعاً. أهتزت الأرضُ مجدداً فوقعت على وجهي، وفقدت إحساسي بكل شيئ، الزمان، المكان،  أين أنا، فقدتُ وعيي مجددا.

أفتح عيني بصعوبة، لشدة النور الساقط علي. ما أن فتحتهما حتى رأيت نفسي على سرير أبيض في غرفة أشبه ما تكون بحجرة مشفى. أشعر بألمٍ شديد في رأسي،  أغمض عيني واحاول فتحهما ببطىء مجدداً لأشعر بسيل من الذكريات تتدفق بتسارع عجيب.

كيف تقتل فيلا حيث تعيش القصص. اكتشف الآن