(4) الرابع (النهاية)

154 15 16
                                    

تكدر وجه سلمى الجميل وأغرورقت عيناها دمعاً
"حسناً، سامر. قبل الحادث بثلاث ليال حلمت بذلك الفيل!"

"أين هو؟" - قلت.

- قالت، ثم بدأتُ عينونها تقذفُ بالدموع ".. يرقدُ في قلبك".

"حسناً، ما شأنُ ذلك والقطة البنية..." - قلت، هل قالت قلبي،
"أمي، نبئيني بتأويل رؤيانا يرحمكِ الله!!"

نظرت أمي وهي سيدة بالستين من العمر، نظرت إليي بشفقة " بني، لا تجزع، الأحلام صورة رمزية، قد تكون أضغاث أحلام لا معنى لها وقد تكون رؤيا من الله إن تحققت علاماتها تهدي قلبك لطريق نجاة او قد تنذرك من شِرٍ يُؤسفُ وقوعه،.. "

"أمي!!"

"سامر، لا تتعجل، تذكر جيداً، هل أخبرك القط العجوز بشيئ آخر قبل أن تستيقظ"

وقفتُ من على الكرسي، أغمضتُ عينيَّ، "أذكرُ أنه أخبرني عن البؤس، لا تتركني أموت حسرةً عليك ، أقتل فيلك لتستيقظ القطط!، أتبع قلبك، القطة البنية.. "  هذا ما قاله،..
"سلمى، من أين أحضرنا هذه القطة البنية الصغيرة!" - قلت ذلك وقد تناولتها بيدي بدلاً من حسنة.

"عندما تكرر حلمي بقتل الفيل بداخلك، حدثتك بذلك، وبدأتَ تجمعُ كتب تأويل الأحلام وغرقت بذلك أياماً وشهورا. قبل الحادث بثلاث ليال رأيتُ حلماً بدى فيه ذلك الفيل يبكي والقطة البنية الصغيرة تضحكُ بجنون، أخبرتني أنها المفتاح..!"

ثم ماذا، قلتُ مرتبكاً.

"ما أن أخبرتك، حتى طفت المدينة تبحث عن القطة. ألا تذكر ذلك!، حتى جاء يوم الحادث، قفزت لتلتقط القطة قبل أن تدوسها الحافلة، نجوتَ بأعجوبة ولم تتأذى القطة. حمداً لله."
- توقف حديث سلمى وأزداد بكائها.

"أمي، ما رأيك؟؟" - قلت.

نظرت أمي إلي وقد أغرورقت عيونها دمعاً. لم تستطع أن تنطق بكلمة.  إنها تبتسم.
نظرتُ لأبي قائلاً:  "أبي بالله عليك!!"

أبتسم أبي بشدة بانت على وجنتيه.

"سامر،  هل تعلم كيف يموت الفيل!"
"قتلاً بالرصاص، أو حينما يشيخ و يقضى عمره فيأتي أجله!" - قلت.
"وماذا أيضاً" - قال أبي
"الفئران،  تقتلُ الفيل،.." - قالت فتاتي الصغيرة حسنة.
"هههه نعم يخيف الفيل الفأر. حسنة حفيدتي اللطيفة إنه يخاف الفئران لا يموت لأجلهم،  ههههه"- تحدث أبي.

"أبي بالله عليك، أخبرني!"- قلت.

نظر إليي أبي وقد تبسمت سرائره " بُني، سامر، الفيل هو الكائن الوحيد كالأنسان مشاعراً يموتُ حزناً! "

"جدي وهل تبكي الفيلة" - تحدث ابني الصغير أحمد

"نعم يا أحمد، الفيلة تبكي كالبشر، سبحان الله، للحيوانات عاطفة، يعرفُ عن الجمل الحقد إن آذيته والكلب الوفاء والإخلاص إن أحسنت إليه،  أما الفيل  معروف بشدة مشاعره وقربها من البشر فهو إن ضحك بان عليه وإن حزن درَّ الدموع وقد يموت الفيلُ حزناً!!" - قال ابي.

"أمي ما شأنُ ذلك والحلم!" - قلت.

نظرت إلي سلمى وقد أنشرح صدرها "اااه، سامر الحادث، حصل لك بينما كنت تطارد القطة،  حلمي كان عن فيلٍ يبكي وقطة تضحك!"

"سامر، بني، حمدا لله على سلامتك، مات الفيل حزناً، أنقذت القطة. هذا تأويلي." - قالت أمي ثم تبسمت.

وأتبع ابي حديثها يقول:
"بني لا تشغل نفسك بتأويل الرؤى والأحلام. ركز بني على الحياة، واقعاها، لا تدر ظهرك للماض والوساوس والأوهام، عش يومك يومك."

"لم أفهم ذلك جيداً، حسنا لا يهم..!" - قلت ثم نظرت في عيونهم وقد إنشرح صدري، سجدتُ لله شاكراً ثم قلت :
"الحمد لله أن أحياني و ألهمني رشدي، الحمد لله أن فرج همي، اللهم يسر أمري و سدد خطاي وأحفظني و أسرتي وجميع المسلمين من كل شر،  الحمد لله، الحمد لله"

رفعتُ من سجودي فرحاً مسرورا، لا أعلم ما سبب كدري وحزني سابقاً قد نسيته فقد من ذاكرتي، لا يهم، إني مسلم حر وعائلتي حولي آمنة، يا لسعادتي، هذا يكفيني. هذا ما يهم.

تمت.

20-03-2017 الأثنين.

كيفَ تقتلُ فيلاً، بقلم محمد الشعباني.

*إلى لقاء قريب إن شاء الله مع قصة جديدة.*

mnshaabani

Author: Muhammad AlShaabani

🎉 لقد انتهيت من قراءة كيف تقتل فيلا 🎉
كيف تقتل فيلا حيث تعيش القصص. اكتشف الآن