مشتاق:انا قادم امي
اغلق الموبايل وانتبه ع دجله وهي امام المرآه وتنضر الى شعرها وتبتسم صرخ بوجهها فادمعت عينها ثم اقترب منها وقال انا اسف وسحب خطواته الى خارج بيت الجد..هل هو حقا اسف..أم ضعفه أمام دموعها هو ما أجرى كلمة الاسف على لسانه فقط..مرت الايام وإنقطع هو عن زيارة بيت الجد متحججاً بإنشغاله المستمر,,
وإن حصل وزارهم..تقابله بنظرات باردة تثير اعصابه.
لا لن يكرر الاعتذار,,هو أخطأ فإعتذر وعليها أن تقبل اعتذاره سواءاً كان مصدره قلبه او لسانه.
مرّ اسبوعان والحال متوتر كما هو..لكن التغيير الذي حصل ان مشتاق صار مدمناً على مراقبة دجلة وسماع اخبارها ومتابعة درجاتها ونشاطها اليومي ويبرر لنفسه بأنه مسؤول عنها.في تلك الليلة الماطرة,,اشتد صوت الريح وكان قويا وكانت قطرات المطر تضرب بقوة على الشبابيك..
دجلة بعد ان انهت عشائها,,توجهت لغرفتها,,لكنها مع كل صوت رعد او برق او ريح عالية كانت تغمض عينيها وتصمّ اذنيها بشدة..
نعم هي تخشى البقاء بمفردها عند هبوب الريح,او هطول المطر والجدة الحنون تعرف ذلك,,لذا اخبرتها أنها تنتظرها إن شعرت بالخوف والقلق ..
هناك حيث هو في غرفته,,,انتهى من قراءة فصول البحث الذي يستعد لكتابته..
بحثَ عن بعض المسودات التي كتبها قبل
قرابة شهرين من الآن,,لكنه لم يجدها...
تذكّر أنها ربما تكون في غرفته في بيت الجد.
بسرعة التقط مفتاح سيارته وحمل المظلة,,,ونزل من غرفته حيث استوقفته والدته:وين رايح بهالمطر ابني؟
مشتاق ابتسم: لا يمة,,بس اروح اجيب اوراقي اللي ابيت جدي كلش محتاجها.
ام مشتاق: انتظر يا عيني خلي المطر يوقف وروح جيب اوراقك,,,والله تتمرض بهالجو .
مشتاق:لا تخافين علية ما أ تأخر,يلا السلام عليكم.وصل الى بيت الجد,,توجه لغرفته,,بحث عن الاوراق ووجدها وقام بترتيب بعض الاشياء وجَمَع الكتب التي ربما يحتاجها في الفصول الأخرى...وانشغل اكثر بترتيب مكتبته الصغيرة,,اتصل بوالدته وأخبرها بأنه سيبقى هنا هذه الليلة,,فقد وجد ما يحتاجه.
كان الهدوء يعمّ المكان,,الا من تصفحه لبعض الاوراق المهمة..
ومرّ الوقت ليجد ان الساعة قد قاربت الواحدة والنصف بعد منتصف الليل..
اشتد صوت المطر والرعد وفجأة انقطع التيار الكهربائي عن المنزل..تحرّكَ بحذر وأنار المصباح المشحون..وتمدد بملل على سريره..
سمِعَ باب غرفتها يُفتَح..وتناهى الى سمعه صوت خطواتها البطيئة..
شعر بالقلق..ففتح باب غرفته بهدوء كي لا يُخيفها لأنها لا تعرف بوجوده اصلا..
كانت قريبة من الدرج المؤدي للطابق الأرضي.
مشتاق سعل قليلا ليُطمنئها: دجلة وين رايحة؟
دجلة تنفست بإرتياح لكنها لم تجب.
اقترب منها وهو يحمل المصباح اليدوي:دجلة..أكو شي؟
دجلة هزت رأسها نفيا
مشتاق:لعد وين رايحة بهالليل؟
دجلة بخجل: أريد اروح لغرفة بيبي.
مشتاق بإستغراب:ليــش؟
وقبل أن تجيب,تتابعت اصوات الرعد لتغمض عينيها وتلتصق به حيث يقف هوَ أمامها.
موجة من المشاعر الغريبة اجتاحته وهي تضع رأسها على صدره,يكاد يسمع دقّات قلبيهما لكن اسبابهما بالتأكيد مختلفة..فمن ينبض قلبها خوفا ليس كمن ينبض قلبه رغبةً مجنونة بحمايتها مما يخيفها.
أنت تقرأ
مشتاق وبساتين دجلة
Short Storyانا دجلة. لم أخذ منها سوى عمق اسمها وفيضان مائها انا الولهان للماي ودجلة عذب ماياها