البداية

5.6K 112 9
                                    

الحياة قاسة... تأخذ منا الكثر.... وتعطينا القليل...نضحك فيها يوما....... ونبكي شهرا

------------------

تجلس على مكتبها وهي تقلب في ملفات صفقتها الجديدة

كم سعت للوصول الى هذه الصفقة حتى تبدأ انتقامها

" اقترب نهايتهم ياوالداي... سأخذ بثأركم قريبا "

قالت وهي تريح ظهرها على المقعد لتغلق عينيها وتعود بذاكرتها الى يوم دمار كل شئ

# الماضي

" مامي انه افضل عيد ميﻻد في العالم "

قالت الطفلة الصغيرة التي اتمت اليوم خمسة اعوام

" وسيكون القادم افضل حبيبتي آيلينا "

قالت والدتها وهي تحتضنها لتقبلها طفلتها على وجنتها وهي سعيدة

" أﻻ يوجد قبلة لبابي "

قال والدها لتركض اليه وتقبله هو الاخر

" مامي انا اشعر بالنعاس "

قالت وهي تتثائب لتحملها والدتها

" اذا هيا ندخل لتنام اميرتنا الصغيرة "

دخلوا قصرهم والسعادة تغمر قلوبهم

" مامي آيلي اصبحت كبيرة ويمكنها تبديل مﻻبسها وحدها "

قالت وهي تعانق رقبة والدتها

لتنزلها على الارض وتجثوا امامها

" حسنا حبيبتي اصعدِ الان وانا سأتي لكٍ بعد قليل "

قالت لتذهب وتقبل والدها

وقبل ان تبتعد عنهم سمعوا صوت طرق قوي على باب القصر وصراخ الخدم يعلو، تركض وتحتضن والدتها بقوة

" مامي انا خائفة "

لتمسح والدتها على رأسها بحنان وهي تضمها بقوة

" اسمعيني آيلي اريدكِ ان تختفِ تحت الطاولة وﻻ تخرجِ مهما حدث حسنا "

قال والدها لتتشبث بوالدتها اكثر

" ﻻ اريد ترككما ﻻ اريد الابتعاد "

قالت وهي تبكي من الخوف

" ثقي بمامي وبابي حبيبتي "

قالت لها والدتها وتقبلها لتدخل اسفل الطاولة ثم سمعت صوت كسر الباب ليدخل منه رجال كُثر امسكوا بوالداها

ثم بلحظة سريعة اطلقوا عليهم النار

وضعت يديها على فمها لتمنع صوت شهقاتها من الخروج وهي مرتعبة

" سيدي لقد تخلصنا من الجميع حتى الخدم "

قال احد الرجال لسيده

" عمل جيد "

عندما انعكس الضوء على وجه الرجل عرفته جيدا

انه هو السيد مالك

# الحاضر

افاقت من ذكرياتها لتنظر الى الساعة التي تشير الى الواحدة بعد منتصف الليل

لقد مضى وقت طويل على مكوثها في الشركة

لم يبدو لها الامر غريبا فهي قد اعتادت الامر

" ايﻻ اين انتِ يافتاة "

عاتبتها والدتها بالتبني عندما اجابت على هاتفها

هي تحبها كثيرا فلوﻻ انها اعتنت بها لرموها في دار الايتام

" اعذرني ياوالدتي لم الحظ كم الساعة "

قالت بنبرة اعتذار فهي تعلم كم تخشى عليها وﻻ تستطيع الخلود الى النوم ان لم تعد الى المنزل

" لما تصرين على ان تجعليني اقلق ... هيا نصف ساعة واراكي امامي "

قالت لها لتغلق بعدها الاتصال لتنهض وتجمع اغراضها المهمة لتغادر مكتبها

الشركة فارغة تماما فمن سيكون بها عدا الحارس بعد منتصف الليل

" ارحمٍ نفسكِ صغيرتٍ ان لها حقا عليكٍ "

قال لها حارس الشركة الكبير في السن

هي تعده مثل والدها

" ارجوك عمي تعلم ان العمل كل حياتي وهو راحتي "

هو دائما مايراها تخرج في وقت متأخر من الليل لذا اعتاد وجودها في مثل هذا الوقت

" تصبح على خير عمي اراك غدا "

قالت له بلطف لتركب سيارتها منطلقة الى المنزل عذرا القصر

قصر عائلة سميث

_------------------------_

البحر الاسود حيث تعيش القصص. اكتشف الآن