جسد بلا روح

مابعد النهايه

بعد مرور سنة:
(تغيرت الكثير من الأشياء أصبحت صحة امي في تحسن بفضل جلسات العلاج الفيزيائي وأصبحت تستطيع المشي و التكلم بطلاقة لكن رغم ذلك لم تعد لطبيعتها مئة بالمئة
بعد ان صحى امين من غيبوبته ذهبت إليه سارة وطلبت منه ان يكتب باسمها جميع املاكه لو اراد منها ان تتكلف بعلاجه وإلا ستتركه مرميا في مستشفى الدولة ولن تصرف عليه فلسا واحدا وفعلا كتب لها كل شيء وأصبحت هي المالكة الرسمية لشركاته وجميع امواله تنازلت لها عن الفيلا التي كتبها لي اما عمر فارجع لها الاسهم التي كانت ملكه لكن سارة رفضت وطلبت منا ان نصبح شركائها بالشركة وافق عمر على ذلك اما انا ففضلت أخذ نصيبي من الاسهم التي كنت ساعدتهم في شرائها نقدا
تزوج عمر سارة وانجبا فتاة جميلة جدا اطلقا عليها اسم مريم كانت سارة ممتنة لي انا وعمر وانا كذلك كنت ممتنة لهما وخصوصا عمر، عمر الذي كان اخي الذي لم تلده امي وهو ايضا كان يعتبرني تماما في مقام اخته مريم لن انسى وقوفه بجانبي مهما حييت فهو من مد لي يد العون بعد ان رماني الجميع
علاقتي بنادر كانت رائعة جدا وفعلا نادر كان كما تخيلته حمدت الله الذي رزقني به بعد كل ما مررت به
كنا نزور قبر شيماء كثيرا وهي كانت ولا تزال دائما حاضرة في قلوبنا
شوق ازدادت التعلق بي اكثر واكثر وانا ايضا لم احرمها يوما من حناني واتفقنا انا ونادر ان نخبرها بالحقيقة في الوقت المناسب
اما انا فحملت بصعوبة بسبب ان رحمي كان لا يزال متضررا من عملية الاجهاض والحمد لله ثبت حملي و انا الآن في الشهر السابع اخبرني الطبيب اني حامل بولد وقررت تسميته عمر امتنانا لطيب عمر
اما امين فلم اعد اعرف عنه شيئا ولم اكلف نفسي بسؤال سارة عنه
بعد ان شفي نادر من جرحه قرر تشييد مصحة خاصة به وساعدته انا بالنقود التي اخذتها من سارة رغم رفضه في الاول وارجعت كذلك لأمي نقود البيت الذي بعته
أطلقنا انا ونادر على المصحة الجديدة اسم " مصحة شيماء "
واليوم اقنعت نادر بصعوبة ان يأخذني لزيارة المصحة لاني لم ارها بعد فهو منعني من الذهاب إليها في الأشهر الاولى لانه كان خائفا على صحتي زرت انا و نادر العديد من الاقسام وعندما وصلنا لقسم الامراض العقلية استقبلتنا رئيسة القسم و بدات ترينا الحالات التي هناك اوقفتنا امام احد المرضى وقالت)

رئيسه القسم- هذا المريض مصاب بشلل رباعي وكذلك بهلوسات فهو ينطق دائما كلام غير منطقي ولا مفهوم
و قد نقلته اخته البارحة من احد المصحات هنا واخبرتني انها من معارفكما وسألت عنك بروفيسور نادر لكن اخبرناها انك مشغول وبلغت لك سلامها و تدعى سارة برادة
(نظرت إلى نادر باستغراب )
لمياء- هل اتفقتما على نقله هنا
(أجابني نادر )
نادر- أجل ولم اشأ اخبارك ، انا من طلبت من سارة نقله هنا لان المصحة التي كانت من قبل اصبحت تطلب ثمنا باهضا لابقائه فيها و انا في الحقيقة صعبت علي سارة وقررت مساعدتها
(ابتسمت لنادر)
لمياء- انت وسارة فعلا طيبا القلب وسارة رغم كل شيء لم تستطع التخلي عن شقيقها وهذا يدل على معدنها وانا موافقة على وجوده هنا فهو لم يعد يهمني وجوده ولا عدمه
(ابتسم لي نادر ثم رافق البروفيسورة لتريه حالات اخرى
اما انا فاقتربت من سرير امين وعندما رأيته فتحت فمي من هول المنظر لقد أصبح مثل الهيكل العظمي كان في حالة مزرية و اماكن الضغط كلها تحفرت لديه حتى اقترب العظم من الظهور ولم يكن يستطيع تحريك اي عضو من أعضائه الا عينيه ولسانه عندما رآني امين بدا يضحك بطريقة عجيبة )

أمين- انت لستِ شيماء، شيماء هي من ماتت ههههه انا اعلم انكي لمياء لن تستطيعي خداعي و ساسلم قلبك لسيد بنزاكور
(كرر جملته عدة مرات
رغم كل شيء شعرت بالشفقة إتجاهه كيف كان وكيف أصبح إن الزمن فعلا يدور ولا يجب للأنسان ان يغتر بماله و منصبه مهما حدث كان امين برادة الوسيم صاحب الجاه والمال كان يلعب ببنات الناس و ارواحهن كأنهن دمى
ولكن ربي انتقم منه وجعله مجرد جثة بلا عقل ولا حتى جسد كامل كما جعلتني ذات يوم جسدا بلا روح ........

همسة في اذن كل فتاة
"احذري الذئاب البشرية يا عزيزتي فهي تعشق لحم الغزال جداً وخصوصا لو كان طريا "
لمياء. ....