الاقتباس الثاني والأربعون.

1.4K 111 59
                                    

-مِكسيكو، المِكسيك.
-1 / ابريل / 2010

نينا ليندا جاريسيا-

أتذكرين عندما قُلتِ بأنكِ ستكونين معي في الجنة وعندما يكون مصيري النار سوف تلحقين بي؟

أتذكرين؟ كان معنى اسمك الأول طِفلة' ومعنى اسمك الثاني جميلة. أتذكرين كم أحببتيهما وكم أحببتِ مناداتي لكِ بـ طفلتي الجميلة. رغم أننا متقاربان في العُمر ورغم أنني لست والِدُك.
أتذكرين كم كنتِ تقولين لي بأنكِ أحببتِ طريقة نطقي لـ اسمك، وكم كنتِ تضحكين لأن لكنتي كانت تضيع ما بين المكسيكية والاسبانية.  وعِندما أُقطب حاجباي لأبدو كأنني غاضب، ومن ثم تضحكين، وتقولين أنها المفضلة لديك؟
أتذكرين عندما كُنت أسرح في شفتيّك وأنتِ تثرثرين ومن ثم تسأليني عمّ كنتِ تتحدثين ولا أعرف الاجابة؟ كان عُذري هو شفتيّك وكنتِ تغضبين.
أتذكرين كم مرة وعدُتك بأنني سآخُذك إلى المكسيك لرؤية عائلتي وكم أحببتِ المكسيك بسببي؟ لدرجة بِتِّ تتمنين أن تُقبرين في عاصمة المكسيك؟ وكم كنت أضحك على جنونكِ وكنتِ تصرّين.
أتذكرين كم كنتِ تفضلين مناداتي بـ تشي بدلاً من تشيزار؟ بقولكِ أنه طويل.
وكم كنت أحب نطقه على شفتيكِ بينما لم أكن أطيق من يناديني بـ تشي. كنتِ الاستثناء في كل شيء.
أتذكرين كم كنتِ تحبين ورد الروز الأحمر وعِندما احضره لك كنتِ تضحكين بـ استحياء وتقولين بأنه لم يتوجب علي فعل ذلك؟ وأنتِ من داخلكِ تتراقصين.
أتذكرين اليوم الأول من شهرِ ابريل الفائت، المشؤوم. كنت غبيًا كفاية لأقول لكِ بأني لا أحبك وأريد الانفصال عنكِ، وكنتِ غبيّةً كفاية لتُصدقي وتنسي بأنه ابريل، عزيزتي.
لم يُسعفني الوقت لأذكرك بأنه ابريل ، فريّتي هاربةً مني وسط الزِحام عِندَ رصيف مقهاكِ المفضل والدموع تنهمر شلالاتٍ من مقلتيك البريئتين. رأيت شاحنةً مُسرعة وكأنها تُنافس سرعة نبضات قلبي، ولكلّ حادثةٍ حديث.
ايا ليتك تذكرين.
لقد انقضى منذ تِلك الحادثة سنة بالضبط.
أتذكر تِلك الحادثةِ التي أفقدتنيكِ وكلما داهمت ذِكراكِ عقلي كلما تلبسني الحُزن مراتٍ أُخريات. كان وكأنما روحي انتزعت مني، وكأنما كل شيءٍ توقف تلك اللحظة، قلبي، الوقت، تنفسكِ، وجمال الحياة في عينيّ.
بِتّ مُتبلد ولازِلت ضحيةَ الحُزن الذي يقتُلُني شيئًا
فـ شيئًا. الذي تلبسني ويأبى الخروج، وكأن شيطان اقتحم جسدي، كـ أنه اقوى من كل اصحاحٍ وسِفْر.
عُدت للمنزل أبكي بحرقة على افتقادك، كنت لأعود للمنزل لأخبرك ماذا حدث ولتخبريني ماذا يتوجب علي أن أصنع. كنت فاقداً لكلّ شيءٍ، احساسي، نفسي، مشاعري.
عادت حياتي سوداء وبيضاء كما كانت، لا شيء واضح.
ادركت كيف برعتِ بحق في تلوين حيواتي، التي فنت. قررت بعدها بتحقيق امنيتك وجعلت قبرك في المكسيك ونسيت أن أقبر روحي المتوفاه بجانب قبركِ
، فقد بِتّ جسداً سائراً.
قررت اللحاق بكِ يا طفلتي الجميلة، فلم يعد بمقدوري الإنتظار على موعِد موتي، لأنني إما في الجنةِ معك أو سألحق بكِ في الجحيم، لأنك منفاي وموطني.

اقتباسات. | .Quotesحيث تعيش القصص. اكتشف الآن