أول يوم للتدريس

135 7 3
                                    


اليوم تستعد ريحانة للذهاب إلى تلك الثانوية لتحقق أول حلم لها وهو التدريس إرتدت فستانا باللون البيج وحجاب طويل بنفس اللون وحذاء باللون الأسود وحقيبة أيضا بنفس لون الحذاء وأيضا لم تتعطر كعادتها
خرجت من غرفتها فرأتها والدتها وقالت لها: ريحانة مالك متوتره كده ليه اعتبري نفسك تقدمي في بحث في الجامعة يعني وربنا معاك
ريحانة:والله أنا القلق دا مصيره يقتلني يوم
أحمد:بعيد الشر الكلام دا لعداكي يالا علشان أوصلك
ريحانة:تسلم هو انت لسه ماروحتش الشركة
أحمد: لاياحبيبتي رحت بس في ورق نسيتو هنا وجاي أخذو فقلت أخذك في طريقي
ريحانة:يالا أنا جاهزة أهو
أخذ أحمد أوراقه التي تخص العمل وإنطلق هو وإبنته بعد أن قبلت رأس والدتها وطلبت أن تدعو لها بالتوفيق فأجابت والدتها بذلك
وصلت إلى الثانوية قبل ربع ساعة فرأت الحارس فإتجهت إليه وحيته ودخلت طبعا إلى هناء التي أمرها أسامة باستقبالها حتى قدومه فلقد خرج منذ ساعة لأمر ما
ريحانة:السلام عليكم إزيك ياأستاذة
هناء:وعليكم السلام كويسةإزيك إنتي ياأستاذة ريحانة
ريحانة: الحمد لله، بعد اذنك هو اسم حضرتك إيه المرات إلي فاتوا مسألتكيش
هناء: اسمي هناء
ريحانة:تشرفنا أستاذة هناء
هناء:بلاش أستاذة قوليلي آنسة بس
ريحانة:تمام ممكن الجدول بتاع الحصص
هناء:هو مش معايا لما يجي المدير هتخديه من عندو
ريحانة:شكرا
حل بعض الصمت الذي قطعه جاسم بقوله:ماشاء الله الأستاذة ريحانة هنا يادي النور  هتبقي أستاذة عندنا
خجلت ريحانة فاكتسح اللون الأحمر وجنتيها فازداد جمالها بتلك الحمرة ولم تجب بشيء فقط ككل مرة تجعل نظرها مصوبا نحو الأرض اختباءا وحياءا
فقال جاسم: إزيك ياريحانة
ريحانة بحدة:لو سمحت يافندم ممكن تندهلي آنسة أو أستاذة حضرتك أسفت يعني بس ميصحش ننده على حد منعرفوش باسمه بس
قال جاسم وهو لم يتوقف عن النظر إليها(ابتدا يخوفني أبو عيون خضر دا😟):طيب آنسة وأستاذة حتى أميرة كلها ألقاب ليقى عليكي و على اسمك بردو
ريحانة بغضب: ح....
لم تكمل فقد قاطعها أسامة الذي سمع كل الكلام وقد كان ينظر لريحانة وتعلوه ابتسامة لايعلم سببها فهي للمرة الثانية التي يراها فيبتسم لمجرد رؤيتها ثم حول ابتسامته إلى غضب مما قال جاسم فظهر من صوته ذلك حيث اتجه نحوه وقال:اتفضل يا أستاذ جاسم على مكتبك ثم همس بجانب أذنه بغضب ولكن بهدوء قائلا:بعدين نتفاهم على الكلام دا تمام
فلقد أحس بالنيران تأكل قلبه لمجرد رؤيته لجاسم يعاكس ريحانة فلم يرضى بذلك فقال مخاطبا ريحانة بهدوء:اتفضلي ياأستاذة ريحانة معايا على المكتب
دلفا معا إلى المكتب وكالعادة باب المكتب مفتوح
حاول أسامة جاهدا ألا ينظر إليها لكن نظراته تخونه للمرة الثانية ثم حاول حتى نجح في تثبيت عينيه على الجدول الذي سيقدمه لها وقال:دا جدول الحصص
ريحانة:شكرا يافندم
أسامة:العفو ودلوقتي اتفضلي علشان أخدك للفصل إلي هدرسيه
نهضت ريحانة مع مديرها لكي يريها من ستدرس...
دخلت ذاك الفصل الذي نعتته بأنه هادئ في مخيلتها عكس ماذكر مديرها فقد أخبرها أنهم لايملون من المشاجرة مع الأساتذة حتى يستقيلوا قبل أن يصابوا بالجنون
لكن هي قد عزمت على أمور لو طلبت هي الإنسحاب لما وافق تلامذتها من كثرة حبهم لها... فهل ستنجح؟
أسامة بعد دخوله الفصل:السلام عليكم إزيكم ياولاد
التلاميذ بصوت واحد:وعليكم السلام الحمد لله كويسين
أسامة:أحب أعرفكم على الأستاذة الجديدة بتاع التربية الإسلامية الأستاذة ريحانة أحمد
التلاميذ:اتشرفنا
ريحانة بإبتسامة:شكرا الشرف ليا
أسامة:أنا بأستأذن دلوقتي ياأستاذة وإنتي شوفي شغلك تمام
ريحانة ولم تنظر إليه كعادتها نظرها بالأرض:حاضر ياسعادة المدير وشكرا
أسامة بابتسامة:على الرحب..السلام عليكم
ريحانة والتلاميذ:وعليكم السلام.
ريحانة:أولا السلام عليكم أنا اسمي ريحانة عمري22سنة حصلت على شهادة ليسانس في العلوم الإسلامية وهدرسهلكم إن شاء الله أي سؤال قبل ماابدا البرنامج
أحد الطالبات(نسمة:بنت كده مغرورة حبتين)
إنتي بتقربي للمدير أسامة
ريحانة مع الإبتسامة التي لاتفارقها:لا
نسمة: وإنتي مرتبطة
ريحانة: بردو لا
نسمة: ليه
ريحانة: مع إنو مش موضوع خاص بالدراسة فبقولك عايزة أحقق أحلامي وبعدين بفكر بالحاجات دي
نسمة:ويعني مش...
خالد(الكينغ بتاع الفصل)مقاطعا:ممكن تخرسي يانسمة وخلي الست تسترزق
ريحانة بضحك خافت:ههه ست واسترزق طب الأرزاق على الله ياعم الحج تشتري من عندي فول وطعمية بكمان جنيه يعني هههه
ضحك الفصل كله وخالد معهم إلا تلك المغرورة وفتى آخر
ارتاحت ريحانة لهؤلاء التلاميذ الذين ابتدأت يومها بالضحك معهم فشكرت الله في سرها على ذلك.
بعد مدة بدأت في منادات الأسماء ولكنها تعجبت ريحانة من ذاك الفتى الذي لم يجبها عن اسمه بعد إعادة النداء ثانيتا بقولها:عبد الرحمان رستم هو مش موجود
انتبه الفتى من وكزت صاحبه الذي أشار إليه أن الأستاذة تنادي باسمه فرفع يده دليلا على حضوره
ريحانة ابتسمت له وقالت:أخيرا المرة الجاية تقدر تقول حاضر و....
قاطعها خالد قائلا:بس مبيتكلمش حضرتك
ريحانة بأسف:أوه ليه هو يعني أخرس
خالد:لا صدمة
ريحانة بتعجب:صدمة!
إتجهت ريحانة نحو ذاك المدعو عبد الرحمان(شاب حسن الوجه ذو عيون واسعة لونها كظلام الليل من شدة سوادها طويل القامة الناظر إليه لايمل من رؤيته):آسفت مكنتش أعرف إنك متتكلمش
كان ينظر اتجاهها بحزن ظاهر على عينيه ووجه الشاحب
ريحانة وهي تحاول إضحاكه:أكيد إنت هتكون أهدى واحد وهتاخد علامات اكثر منهم ولا إيه رأيك ياحمو
استغرب عبد الرحمان من كلامها فلقد كان جل أساتذته لايهتمون به لأنه أقل درجة من غنى زملاءه ولكن هذه الأستاذة اهتمت به أطال النظر إليها هذه المرة وقال في نفسه:إنتي فيكي شبه من أمي كثير أوي
قالت ريحانة بعد رؤية شروده فيها بخفوت له بحزن مصطنع:إيه دا معجبكش اسم حمو
ابتسم عبد الرحمان ابتسامة خفيفة وأشار بيده على أنه جيد👍 فلم يلمحها أحد غيرها فابتسمت هي أيضا
أكملت ريحانة حصتها الأول بفرح وهي ترسم لوحات مستقبلها في هذه المؤسسة العظيمة حيث ستحاول جاهدة أن تري هؤلاء الأولاد أن الدين الإسلامي أحسن وأقوم الأديان وستريهم طرق اتباعه واتباع من جاء به رحمة للعالمين صل الله عليه وسلم ستخبرهم ماتحمل في جعبتها من قصص وآثار وحكايا للحبيب صل الله عليه وسلم وأصحابه وستجعل ذواتهم ترتقي لدين العلم الذي قال في حق العلم نبي الله "طلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة" وقال أيضا "أطلبوا العلم من المهد إلى اللحدوستجعل ذلك الفصل هو الأول في كامل هذه المؤسسة...
:إيه رحتي فين يابنتي الأكل له ساعة مستنيينك عشان نتغدا  يلا.قالت الأم ذلك
نهضت ريحانة ورافقت أمها لمائدة الطعام
أحمد:عملتي إيه النهادرة بالثانوية
ريحانة بفرح:كويس جدا  وكمان بعد بكرة عندي حصة ثانية معاهم والله كلهم حلوين بس" فقالت بحزن حين تذكرت عبد الرحمان"
عندي ولد مايكلمش والله دا صعب عليا أوي
ندى:اخرس يعني هو مفيش مدارس مخصصة ليهم يعني
ريحانة:لا مش أخرس مايكلمش بسبب صدمة
أحمد وندى في وقت واحد:صدمة!!!
وقال أحمد:وإيه سببها الصدمة دي
:والله ماأعرف بس هسأل عنه وأعرف مالو..قالت ريحانة ذلك وهي تنهض من مائدة الطعام
ندى: مالك قمتي هوانتي أكلتي حاجة
ريحانة:الحمد لله ياماما أدامها الله نعمة علينا
آمين قالها ثلاثتهم
ذهبت ريحانة لغرفتها لكي تنام بعد أداء فرضها
      *_____________________________*
لم يسعفه الحظ اليوم ذاك المدعو جاسم بسبب ماقاله لريحانة لأن أسامة لم يبقي له ولو القليل من الوقت لكي يتكلم فقد إنهال عليه بوابل من الكلمات الغاضبة كأنه بركان
:إنت لحد دلوقتي متفهمش أنا بقول إيه  ولو كنت النائب ميحقلكش تكلم بنات الناس كدة إيه أميرة دي
جاسم:بس كنت بهزر بس
أسامة: وبعدين هي تقربلك حتى تهزر معاها وتنده على إسمها كدة حاف
جاسم:يابنت ال....كل ده قال....
لم يكمل كلامه لأن ذاك الأسامة هجم عليه فقد أمسكه من ياقة قميصه بغضب:إن كنت راجل قول الكلمة دي تاني دي أشرف منك يا بيه آخر مرة تشتمها فاهم
جاسم بإبتسامة بجانب فمه:بس بس إيه ده كله علشان الأستاذة آسفين والله  إنت وقعت ولا إيه ياباشا
أسامة وقد إحمرت عينيه من الغضب😠: إخرس وإلا هوريك وشي الي مش هيعجبك فاهم
دب الخوف في كامل جسم جاسم فحقا يخافه عندما يغضب😲😨 فقال:أنا ..أ...نا.. آ..س..س..ف يا ف..ن..د..م  ما ق ص د ش  أنا آسف
تركه أسامة وخرج من عنده متجها نحو مكتبه
حيث أخذ مفاتيح سيارته وخرج من الثانوية لكي يستنشق بعض الهواء النقي بعد تلك المناوشة
جلس على شاطئ البحر مع صديق عمره مصطفى الذي أصبح يعرفه أكثر من نفسه
قال مصطفى بقلق:مالك يا أسامة إنت كويس
أسامة:يعني..عاوز أسألك
مصطفى:اتفضل
أسامة:هو يعني أنا لو بدافع عن بنت وفي حد شتمها فلما أجي علشان أضرب يقلي إنت وقعت ولاإيه أعمله إيه
مصطفى بفرح:وقعت!!إيه دا بجد مين سعيدة الحظ
أسامة بغضب:مصطفى مش بهزر وبعدين وقعت إيه يابني مفيش غير ثلاث مرات شفتها
مصطفى باستغراب:آه هي مش في الشارع قابلتها يعني بنت وخلاص أقصدي يعني تعرفها
أسامة:لا مشفتهاش بالشارع هي بتشتغل مدرسة عندي في الثانوية ودا أول يوم تدريس ليها
مصطفى بعدم فهم:ممكن ترسيني على بر وتفهمني الحكاية علشان أعرف أجاوبك
فحكى له ماأراد من أول يوم رآها إلى هذا اليوم
مصطفى بضحكة مكتومة:آه علشان كده قالك الراجل وقعت والله أنا معاه في الحكاية دي  بس يشتم أقدامي كنت فصلت راسو عن جسمو دي أبسط حاجة أعملهالو
أسامة وقد ضرب مصطفى على رأسه:والله أنا الغبي إلي جاي أقولك على حاجات تخصني مصطفى:آخ آه ياراسي يامفتري دي إيدك زي الحجرة ههه
ضحك أسامة  مع مصطفى حيث أراده أن لايفكر صديقه بأشياء رآها تافهة ولكن عند أسامة لم تكن تافهة أبدا
  ^_^___________________________^_^
السلام عليكم
توقعاتكم للجديد
ممكن تصويت+تعليق علشان أعرف إني بكتب كويس وإلا. لا.....وأكرر ثانية أنا مش مصرية بس بحب لهجتهم
أحبكم في الله😊💝

أحلامحيث تعيش القصص. اكتشف الآن