﴿من خان قلبي..﴾
في صباح جميل... كانت قد أرسلت الشمس أشعتها الذهبية لتحتضن الكون بدفئها الذي لا يضاهى بثمن، وتنشر الأضواء بنورها الذي لا ينطفئ..
وبغرفة كانت بديعة الجمال ،واسعة بشكل لا يصدق، مؤثثة بأفضل أنواع الأثاث.
أمام تلك المرآة الكبيرة كانت تجلس مراهقة ملامحها أقرب إلى أن تكون طفلة.
تقف ورائها الخادمة تمشط شعرها الكستنائي الألمس بلطف شديد تاركة
الفرشاة تعبر من خلاله دون ان تقاسي أي عقبات.قطع ذلك الصمت الكئيب قول الخادمة بابتسامة: أنا حقاً أغبطكِ آنستي.
نظرت إليها الفتاة من خلال المرآة بحيرة شديدة غير مدركة بمقصدها.لتردف الخادمة أخيراً بتوتر بعدما لاحظت نظرات سيدتها: أنا أعني أنكي الآن خطيبة اللورد برنارد، فكما تعلمين أنه بمتلك دماً ملكياً، واقدقكِ القول.. إنه شديد الوسامة وكل الفتيات من جميع الطبقات يتمنين ان يكن مكانكِ..
كست الحمرة وجنتا الفتاة ومن ثم أردفت بصوتها الرقيق بعدما تبدلت ملامحها للإنزعاج: ولكن طباعه بارد جداً.. أنا لم أره يبتسم من قبل.. وكلما حدثته رد علي باقتضاب.
ومن ثم أكملت بابتسامة واسعة: ولكن يكفيني أنه أخبرني بحبه لي.
ابتسمت الخادمة دون أن تقول شيئا لتمر لحظات من الصمت قبل أن يزعجهما صوت ضجيج كان وكما يبدو أنه منبعث من الطابق السفلي.نظرتا لبعضهما بخوف لتتبعه الخادمة بقولها بتوتر شديد:آنسة إيڤ، سأنزل لأرى ما بالأسفل.
أوقفتها يد إيڤ التي حركت رأسها بنفي قائلة: أنا آتية معكِ
وقبل أن تنبس الخادمة ببنة شفة كان الباب قد فُتح على مصرعيه ليظهر
من خلفه شاب ووراءه شخصان يرتديان زي الحرس.ما ان رأته إيڤ إلا وقد اتجهت نحوه لتقول بتوتر: بيرنارد، هنالك ضجة بالأسفل، هــ...
وقبل أن تكمل توسعت أجفانها على آخرها برؤيته يضع سيفه الملئ بالدماء وقد وُضع أسفل ذقنها ملامساً رقبتها.
نطق بيرنارد بينما ينظر لإيڤ ببرود: خذوهما، يبدوا أننا قد جمعنا جوارٍ كثيرات اليوم.
أمسك الحراس كلاً من إيڤ والخادمة، لتصرخ عليه إيڤ بدموع: بيرنارد.. ماذا يحدث؟
اقترب منها بعدما انزل سيفه: لقد انتهت اللعبة.
نظرت له إيڤ بدهشة لتقول باستنكار:لعبة!!
ضحك هازئاً ومن ثم ابتسم ابتسامة جانبية: أتعتقدين أنني أحببتكِ حقاً!
قطعاً لا.أمسك بذقنها رافعا رأسها لينظر بعينيها: لقد كانت مهمة كلفني إياها الملك،
أن أبيد الإيرل سيتڤ والذي هو والدكِ من الوجود، ومن ثم خطر ببالي فكرة استغلالكِ.تركها ليستدير متجهاً ناحية الباب ومن ثم اردف محدثاً الحراس بعدما رجع إليه بروده: اذهبوا بهما إلى الأسفل بسرعة، فقد أمر الملك بإرسال من هنا كجواري إليه، ولكن يبدو أنني سأنتقي بعضهن.
ومن ثم أكمل بعدما استدار مرة أخرى: والآنسة.. إيڤ، ضعوها بالعربة وشددوا الحراسة عليها إلى حين انتهائي.
ومن ثم خرج من الغرفة كاملة ليترك تلك السهام التي تضرب قلب إيڤ بلا رحمة، فالشخص الذي أحبته ووثقت به ثقةً عمياء قد خانها.
____________________________________________
انتهى لحد هنا الفصل الأول..
اتمنى انه ينال اعجابكم..
وأيضاً أتمنى تشاركوني بآراءكم
وانتقاداتكم ^_^وبالخير ألقاكم إلى فصل جديد..
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنت تقرأ
مآل الثقة
Historical Fictionهل سمعتم عن الغدر قُبُلًا أو جرّبتموه؟! إنه شعورٌ مقيتٌ مؤلم، خاصةً حينما يأتي من الأقرب. قصتنا تبدأ بهذا الشعور الذي قد زُرِع في قلبٍ مشتت، وصاحبهُ مجهول الهويّة والنّسب. تُرى ما هي قصة أبطالنا أصحاب الأعراق المختلفة؟ تابعونا^^