﴿بداية جديدة..﴾
توالت الأيام والأسابع إلى أن أصبحا شهرين وإيڤ تعمل بالقصر كما باقي الخدم، بينما لم تقابل برنارد منذ ذلك اليوم بسبب انشغالاته العديدة المتسببة بذهابه مبكراً وعودته متأخراً..
أما بالنسبة لحالة إيڤ فكأنما كانت زهرة يافعة وما إن قُطفت حتى ذبلت، لا تتحدث إلا قليلاً.. حتى مظهرها يبدو في حال مزرية، إلى أن..
وقت طلوع فجر جميل ليوم زاهٍ من أيام الربيع استيقظت إيڤ على صوت أنغام العصافير الفرحة...
جابت بعينيها الغرفة لتجد جميع الخادمات نائمات على أسرتهن.. ارتسمت ابتسامة رقيقة على شفتيها فور تذكرها للحلم الجميل الذي زارها في الليلة الماضية..
نهضت من فراشها بحيوية غير معهودة متوجهةً لحمام الخادمات الملحق بالغرفة..
نظرت للمرآة قليلاً.. وجهها الشاحب أصبح مشرقاً كما السابق.. حولت نظرها لشعرها الكستنائي الطويل، تذكرت حب برنارد للشعر الطويل حتى انه كان دائما ما يلعب بخصال شعرها ويلفها حول إصبعه..
بحثت عن مقص لكي تنفذ ما تراءى ببالها، وبالفعل وجدت واحداً مرمياً بجوار أحد الأسِرة لسبب تجهله..
إلتقطته بهدوء من ثم نظرت إلى المرآة مرة أخرى، أمسكت أولاً بغرتها الطويلة، لتقصها بالضبط إلى ما فوق عينيها بقليل، ومن ثم أمسكت بكامل شعرها من الخلف، لتقصه بصعوبة شديدة إلى أكتافها...
نظرت إلى الشعر الذي بين يديها.. لقد كان حقاً طويلاٌ جداً، ولكنها لن تندم، بل ستبدأ من جديد، لن تجعل حياتها تنتهي بسهولة وهي ما تزال في بدايتها..
ألقته بأقرب سلة مهملات ومن ثم عادت للنظر في المرآة مرة أخرى، مشطت شعرها ببطء وعناية، لتجد أن شكلها تغير تماماً، ابتسمت لنفسها في المرآة ومن ثم خرجت من تلك الغرفة الخانقة مرتدية زي الخدم الطويل..
ذهبت إلى مكان عملها مبكرة حيث مازال الجميع نيام حيث أن سيدا القصر ليسا موجودين فيه، فليأخذوا قسطاً من الراحة..
لم يكن عملها شاقاً، بل لم يكن سوى الإعتناء بالحديقة الخلفية للقصر، وهذا ما كانت تحبه.. حيث الهدوء والهواء المنعش والأزهار الجميلة،
لم يكن عملها يقتصر سوى على ذلك فقط بسبب كثرة عدد الخدم بالقصر.."إذاً لما أخذوها كخادمة؟!" هكذا كانت تفكر بعدما استلقت على العشب طالبة ً الراحة، فلقد عملت لساعات طويلة دون أن تشعر..
ولكن قطع استرخاءها صوت الجرس الصادر من القصر لتدرك أنه استدعاء لجميع الخدم ربما لأمر مهم! ربما..
_______________________________
كان جميع الخدم متجمع في بهو القصر في صفين متقابلين.. صف للرجال وصف للنساء بينما يقف بين الصفين رئيس الخدم وبيده كُراسٌ كبير قد احتوى على اسماء الخدم..
لم يكن رئيس الخدم رجلاً عجوزاً غليظ البنية سليط اللسان كما هو المعروف، بل كان رجلاً في منتصف العمر يمتلك حضوراً ذا طابع مرح..
ظل ينادي على كل خادم باسمه حسب ما قد دونه في الكراس، إلى أن وصل إلى اسم إيڤ:
-إيڤالينا ستيڤ
-نعم سيدي
ظل ينظر إليها مطولاً ومن ثم ابتسم لها بهدوء قائلاً:
-أظن أنه هكذا أفضل
بادلته إيڤ الإبتسامة الهادئة بأخرى مثلها، ليكمل بعدها ما كان يفعله إلى أن انتهى، لينظر إليهم طالباً الإنتباه ليخبرهم ما جاءوا من أجله:
-أصغو إلي جميعاً، وصلتنا الأنباء الآن أن اللورد روبن ابن أخ اللورد
كيراڤ سيصل عصر هذا اليوم ، ونظراً لعدم تواجد كلا اللورد كيراڤ واللورد برنارد للترحيب به.. فسنتولى نحن ذلك، وللتنويه فقط.. اللورد روبن يحب المجاملة فلا يأخذ أحد منكم كلامه على محمل الجد ويغتر بنفسه، كما وأنه يحب أصناف اللحوم من الأبقار والجاموس والجمال والأرانب والماشية والدواجن، وما عدا ذلك فغير مسموح به في طعامه..
أريد من كل واحد منه أن يتمم عمله على أتم وجه..وبقي رئيس الخدم يخبر كل واحد منهم بمهمته إلى أن انتهى من ذلك وطلب منهم الرحيل لينفذوا ما يجب عليهم تنفيذه..
_____________________________
جاء الوقت ودخلت عربة اللورد إلى القصر، فُتحت الأبواب على مصرعيها، نزل اللورد روبن من عربته كان شاباً في غاية الوسامة ذا شعر أسود فاحم وأعين زرقاء صافية وبشرة بيضاء..
فُتحت أبواب القصر على مصرعيها، كان الخدم يقفون على جانبي الباب للترحيب بالضيف، كانت إيڤ تمسك بالزهور وتقف في المقدمة لتعطيها للورد..
تقدم اللورد روبن من الباب الرئيسي للقصر بابتسامته العذبة، انحنت له إيڤ وهي تمد له ذراعيها بالورود، وكذلك فعل باقي الخدم فقد انحنوا له كما فعلت إيڤ..
وبالفعل أخذ الأزهار من يديها ولكن ما فعله قد صدمها.. فبعد أن أخذ الأزهار منها رفع ذقنها لتتلاقى نظراتهما على مرآى جميع الخدم، ولكنه لم يكتفي بذلك فقط..
بل انه امسك بيدها ورفعها إلى فمه ليقبلها، مما جعل وجنتيها تشع حمرة، نعم كانت تعيش كالأميرات ولكنها كانت حبيسة غرفتها فلم تقابل في حياتها أي رجل سوى برنارد والذي لم يفعل ذلك قط لها..
قاطعها صوته الهامس بعذوبة:
-لم أركِ في القصر من قبل.. هل لي أن أتعرف على الآنسة الجميلة؟
وكما يقولون .. أن السحر ينقلب على الساحر...
فكما صدم إيڤ ردة فعل اللورد، فهي صدمته بردة فعلها أيضاً، فقد تدرجت وجنتاها للون الأحمر القاني، وفجأة سحبت يدها من يده والتفتت بحركة آلية باتجاه الباب ومن ثم هربت إلى حديقة القصر راكضة بأعلى سرعتها تاركة الجميع واقفا بدهشته وخاصة..اللورد روبن.__________________________
السلام عليكم ورحمة الله...
عارفة اني اتأخرت جدا جدا جدا...
وأنا بعتذر جدا جدا جداعلى التقصير، بس أنا والله مش بإيدي حاجة
بدءاً من الاختبارات وبعدها كان عند ظروف ولحد دلوقتي لسة عندي، بس إن شاء الله هحاول أنزل كل بارت في معاده..
وبشكركم جداً على التصويتات والتعليقات السابقة، بجد شجعتني جدا ، وباتنمنى تشاركوني آراءكم مرة تانية بالبارت دا..
وشكراً..❤
أنت تقرأ
مآل الثقة
Historical Fictionهل سمعتم عن الغدر قُبُلًا أو جرّبتموه؟! إنه شعورٌ مقيتٌ مؤلم، خاصةً حينما يأتي من الأقرب. قصتنا تبدأ بهذا الشعور الذي قد زُرِع في قلبٍ مشتت، وصاحبهُ مجهول الهويّة والنّسب. تُرى ما هي قصة أبطالنا أصحاب الأعراق المختلفة؟ تابعونا^^