part 2

249 17 7
                                    

﴿بائسة..﴾

في تلك الظلمة قد وُضعت...و بسجن القصر قد حُبست..
لا نور.. ..بل فقط الظلمة
لا صوت.. بل فقط دموعها تنساب على وجنتيها بسكون
أحبت الدنيا.. فكرهتها
وثقت بها... فخانتها
أفقدت الأمل!!

وأخيراً فُتح الباب ليظهر أمل جديد، ولكن مع صوت خطواته
خطواته... التي ميزتها كان الأمل قد تلاشى

- لن تُجدي تلك الدموع صدقيني

قالها هازئاً.

نظرت له بضعف لتقول بخفوت:

- لقد وثقت بك

ليردف بنبرة باردة:

-تلك كانت غلتطكِ

توجه للباب قائلا ببرود جمد أطرافها:

-ستخرجين بعد أيام عزيزتي، لكن صبرا..

لتتلقى بعدها صفعة الباب مذكرة إياها بصفعة الزمن

-هذا هو مآل ثقتي العمياء به.

كان آخر ما قالته قبل أن تغرق في ظلام دامي هاربة من الواقع المشين.

_________________________

في ظهر اليوم التالي حيث كانت أشعة الشمس الذهبية تعبر من خلال النوافذ الشفافة في تلك الغرفة التي تقبع في الجزء السفلي من قصر اللورد "كيراڤ دوبرلي".

كانت الغرفة ملئية بأَسرة صغيرة ذات عدد ضخم، ومما يبدو أنها غرفة النوم الخاصة بالخدم.

كانت كالجثة الهامدة تحاول بأقصى مالديها أن تفتح عينيها اللتان تأبيان الانفتاح، كانت مستيقظة ولكنها لا تقوى حتى على فتح عينيها،
مستمعة لعدة ثرثرات منبعة من عدة أشخاص، كانت أشبه بالهمسات:

-يا إلهي.. انظري إلى شعرها! يبدو رائعاً مثلما شعور النبيلات.

-أتفق معكِ، حتى من معالم وجهها يظهر عليها أنها من ذوات الطبقة الاستقراطية.

-نعم.. أشعر أنها مختلفة عن وفد الخادمات الذي جاء منذ عدة أيام، حيث أنها نُقلت بالأمس وهي بهذه الحال الفظيعة

تنهدت الأخرى مرددة:

-أشعر بالشفقة عليها

ما إن سمعت إيڤ هذه الجملة حتى لم تقوى على الإحتمال لتفتح هذه المرة عينيها بانفعال وما لبثت أن أغلقتهما مرة أخرى بفعل الضوء الذي لم يزرها منذ أيام.

فتحتهما مرة أخرى ومن ثم حاولت الجلوس الذي كان صعباً بالنسبة إليها
مما أحدث صوتاً جعل الخادمات ينظرن إليها.

-أووه، انظري لقد استيقظت أخيراً.

ما ان هتفت الخادمة بهذا حتى تجمع الباقي نحو إيڤ يتفحصونها بينما لؤلؤتها الزرقاء تحدق بهم بتساؤل، إلا أنهم كادوا يلتهمونها بنظراتهم وكأنهم يرون كائناً لم يروه من قبل.

مآل الثقةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن