part 9

149 9 1
                                    

﴿الرسالة...﴾

"عزيزي برنارد..    

كانت قد وصلتني رسالتك منذ شهرين  حاولت بهما فعل ما أردت قدر استطاتي..
وها أنا أزف إليك هذا الخبر السعيد بأن أبي قد وافق أخيراً
.

أعلم أن كل ما بينكما لا يندرج سوى تحت ظل المصلحة
ولكن كما تعلم أرى أن ذلك أيضاً من مصلحتي
لذا سأنتظرك لنتم خطبتنا مرة أخرى كما كان قبل ثلاث سنوات
ولكن هذه المرة سأترقب خبر زواجنا الذي سيكون أقرب من القريب

مع تمنياتي لك بالسعادة عزيزي
المخلصة جيسيكا"

لا شئ عادت تشعر به إيڤ بعد قراءة تلك الرسالة سوى الفراغ..
الكلمات مختصرة ولكنها واضحة، والرسالة لابد وأنها سقطت غفلة من صاحبها والذي لابد وأنه معروف الآن.

لم تكن إيڤ يوماً ممن لا يتحكمون في أعصابهم، لذا فلم تخرج ما بها من غل في الورقة المسكينة، وها قد وضعت الرسالة في غلافها بعناية ومن ثم رمتها على الأرضية.

____________________________________

وها قد خططت عمر خطة محكمة للهروب ولا ينقصها سوى التنفيذ، على الأغلب سينفذها غدا مساءً لأنه يشعر الآن بتوعك شديد.

في المساء يحضر الحراس زجاجات شراب ويسكرون معًا، وهو قد تعامل مع السُّكارى قُبلًا.. لذا فالأمر ليس صعبًا.. يلزمه مفاتيح الزنزانة فقط، وهذا ما سيسعى هو للحصول عليه.

امتد بصره لهذا الجسد الممدد أمامه على الأرض، ولا يدري لم قد شعر بالشفقة تجاهها، هل يخرجها معه؟

__________________________

هل جربت هذا الشعور الذي لا ينفك يحاوطك بأنك لا شئ؟ هل شعرت يومًا بأنّ وجدانك يحترق؟.. يفور! .. هل غمرك هذا الشعور يومًا بأن حياتك بلا معنى..بلا سبب! هل أردت الانتحار؟

كل تلك الأفكار كانت تتهاوى على إيف بلا رحمة.. شتان بين ما شعرت به الأمس، وبين ما تشعر به الآن ، هي لا تريد سوى أن تتحرر.. أن تشعر أنها إنسانة، أو أن تموت..

كانت ساكنةً عن الحراك في غرفة النوم تُحدّقُ في البعيد... اللاشئ بينما تستمع للهمسات السعيدة التي بجوارها، لديهم كل الحق على أيّ حال، موعدُ ذهابهم قد اقترب وسيرون عائلاتهم وسيقضون معهم القليل من الوقت، ذاك لأنّ العمل لدى النبلاء يكون على مدارِ العام، ولا وجود للأجازات بالطبع، لذا... من حقهم أن يسعدوا.

صكّت إيڤ على أسنانها بشدة، أوليس من حقها السعادة هي أيضًا؟! لم تفعل شيئًا سيئًا في حياتها، ولا تذكر أنها قد فعلت، كما أنّ روحها ليست بتلك الروح الخبيثة المليئة بالغلّ!

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Mar 29, 2019 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

مآل الثقةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن