السعيُ وراء السعادة كالسعيِ وراء الاحلام كلاهما يحتاجان لعنصر الاجتهاد ،،
كنتُ اركضُ سريعا بخطواتٍ سريعة ،صوت قهقهاتٍ بتردداتٍ مختلفة ،لا اعلم ما الذي كنت ابحثُ عنه او اين ينتهي الطريق ! تخدرت ساقاي من شدة الجري حتى سمعت ارتطام جسدي على الارض ،تجمعت حولي حشرات غريبة لم ارى مثلها سابقا لكنها كانت بغاية الجمال تشبه الفراشات لكن بالوان فاقعة وجذابة، شتت انتباهي لسعة حفيفة لأُدرك ان احدى هذه الحشرات تقف على اناملي ،بدأ دمار صغير يظهر على طرف احدى اصابعي ليتمدد ويتشعب شعرت بأن يدي تتخدر رويدا رويداً، نبضات قلبي ارتفعت مع زفير وشهيق متواصل بسرعة كبيرة
"يدي لالا يدي مالذي يحدث ما هذا" كنت اقول هذا قبل ان اصرخ صرخة مدوية عمت ارجاء المنزل
"انه مجرد كابوس" قلت وانا امسح جبيني من العرق ،نهضت من الفراش لاغتسل واغير ثيابي ،
،
"اطيب عجة في العالم " قلت بحماس بعد ان انهيتها ووضعت المقلاة في منتصف السفرة لنتناول وجبة الافطار المهمة ..
بعد ساعة واحدة كنت امشي في ممرات الجامعة ،جميع من مررت بطريقهم ملازمون لشيء واحد وهو نظرات القلق والتعجب واضحة في مقلتهم ،ظننت للامر علاقة بي حتى سمعت من احدهم يقول ان حريقاً قد نشبَ في مكتبة الجامعة ليجعل الكثير من الكتب رماداً ،لاول مرة يحدث شيء كهذا في تاريخ الجامعة ولا سبب منطقي لحدوثه ؟ ،
مشاهد الكاميرات محذوفة الا يثير هذا الشك؟
" ان الحريق استمر بضعة دقائق فقط! " قلت للمدير الذي كان يقف بنهاية الممر المؤدي للمكتبة وحوله رجال الشرطة
"نعم هذا ما قاله رجال الامن"
"وكيف علمتي ذلك ؟" سألني احد رجال الامن في شك
"لو كانت مدة الحريق تتجاوز الدقائق لاحترقت الجامعة بأكملها !وهذا يعني أن الذي قامَ باشعاله قام باطفائه بنفس الوقت ! " قلت له
"وهذا يعني ان الفاعل يريد التخلص من شيئا ما هنا بسرعة ! " قال الشرطي مكملا لكلامي ويبدو ان بعض الافكار بدأت تراود ذهنه .
"لا عجب من ذكائك وانتي تقفين في جامعة الطب " قال الشرطي بابتسامة وهو يربت على اكتافي ثم سأل المدير عن محتويات المكتبة التي لم تكن تحتوي غير الكتب والمقاعد الدراسية وبدأت افكر هل هو حادثٌ متعمد ؟يبدو كذلك ! لكن لماذا يريد احدهم حرق الكتب ؟ ،،
ركبت الحافلة بعد ان خرجت من الجامعة قاصدةً سوق الحرفيون ،وهو من الاسواق الشعبية الذي تتنوع فيه جميع المهن جميع المحلات وجميع الوجوه والاشكال يعملون كقلب واحد على رُغمَ اختلاف وظائِفهم ،دخلتُ احدى المكتبات لابحث عن كتاب الامراض الجينية النادرة، واخيرا اخبرني احد الباعة بوجوده لديه
"انا متاكد من وجوده لدي لكنه اختفى الان ! "
"لا تقل هذا !" قلت باحباط لأنه كان علي الحصول على معلومات من مصادر خارجية ،قصدت الكثير من المكاتب وتشابهت الاجوبة لدى الكثير !!!
"لا اعلم هذا غرريب لقد كان لدي نسختان منه الطبعة ٢٩ والطبعة ٣٠ كما هو موضح بالسجل لكنني لا اجدهما "
"هل بُعِث هولاكو من جديد لاتلاف الكتب ؟ " سالت بسخرية لانه يبدو اليوم العالمي للتخلص من الكتب !
"نعم ؟ " سأل البائع الذي لم يفهم تلميحي
" لا شيء شكرا لك " ،،
قررت ان اذهب الى اورهان لعلهُ انتهى من قراءته وأخبرني بأنه اعاده الى مكتبة الجامعة والذي ربما قد اصبح رماداً ايضا بعد اندلاع الحريق !
"ان بشرتك تحترق لماذا لا تضع المرهم عليها؟ "قلت لاورهان ذلك وانا اوجه نظري الى ذراعه الحمراء المليئة بالجروح الخفيفة .
"حسنا سوف اضع ،الى اللقاء " وكان قد اغلق الباب بوجهي بفظاظة مع كلمة اللقاء ، لا بأس ربما شعرَ بالحرج ! قلت ذلك كتبرير مؤقت له .
،،
في اليوم الثاني استيقظتُ مبكرا لامارس رياضة الجري الصباحية ،وفي كل مرة تسألني امي" لماذا تمارسين الرياضة وانتي نحيلة جداً؟" وهذا من الاخطاء الشائعة الذي يقع فيها اغلب الناس،إن الرياضة ليس فقط للذين يعانون من الوزن الزائد أو السمنة إنها لجميع الفئات فهي تحافظ على الجسد والكثير من الامراض
"هيا اخي لنركض معاً" قلت لاخي الصغير محاولةً اقناعه ،والذي بدأ يكتسب الكيلوغرامات الزائدة بسبب تناوله الاطنان من الشيكولاتا والمشروبات الغازية .
"هنالك عاصفة رملية في الخارج" قال وهو يتابع الكارتون
"حسنا حسنا، قل لا اريد وانتهى لا داعي للحجج " قلتُ وانا اضحك ثم خرجتُ ،،
عاصفة رملية كالمعتاد ،فنحنُ تعودنا على العواصف الرملية بسبب وجود صحراء ،،
ًً،،
..
كنت اضع سماعات الهاتف في اذني واستمع للموسيقى الصاخبة ، كنت اركض سريعا في ملعب كرة قدم المدينة ،فأنا لا استطيع الركض امام المارة في الشوارع كما يفعل الاجانب لذلك اتخذت من الملعب في الصباح زاوية لممارسة نشاطاتي الرياضية ،تمنيت فقط لو استطيع كسر تلك الحواجز والقيود التي وضعت كأصفاد على يد الانثى ، بعد انتهائي من جولات الركض والتبريد والتمدد حان وقت الرجوع الى المنزل
،،
كنتُ اشعر ان احدهم يلاحقني منذ مدة لكنني في الحقيقة لم ارغب بالالتفات لأن الخوف بدأ يسيطر علي ،زِدتُ تدريجياً من سرعتي وتجاهلت الامر حتى شعرت ان جسدي ارتطم على الارض لكن لحسن الحظ قبل فوات الاوان ! ،مر كل شيء بسرعة كالكابوس .اورهان#
كنتُ في طريقي الى الملعب الى أن رأيت يلديز في طريقي فتوجهت اليها للتحدث ولكي اعتذرُ على فظاظتي لكنها كانت تهرب مني لم استطيع معرفة السبب ، كانت ترتدي ملابس رياضية وتضع سماعات الهاتف في اذنها والهواء الطلق يحرك خصلات شعرها الاملس ،ركضت باقصى سرعتي وسحبتها من وشاحها الذي تلفهُ على عنقها عندما رأيت ان سيارة على وشك الاصطدام بها بينما هي كانت تعبث بهاتفها وتقوم بتعديل سماعتها.
..
يلديز#
شعرت بالتفاف وشاحي على عنقي ثم سقطت ارضاً اثناء سحبي ، ادركت ان شخصا ما انقذ حياتي للتو وادركتُ ان هذا الشخص اورهان ، شعرت بالخوف وبدأت بالبكاء كردة فعل طبيعية جراء ما حصل.
"لقد ظننتك سارقا ،لقد خفت كثيراً" قلتُ له وانا اشعر بالذنب لسوء ظني ،، شكرته كثيرا واخبرته اني مُدينة بحياتي لهُ .
،،
سوء الظن ،عدم الفهم ، سماع الاشياء على خلافها ،، كل هذه الامور عدوة ٌ للانسانية والاحسان وتدّبُ الخلاف في نفوس الناس حتى إنَ حروبً كثيرة اشتعلت بسبب ذلك !
،،ادركتُ ان الحياةَ قصيرة لا نقاش فيها وانها تحب المفاجئات فقد تمازحكِ باخذ روحك كما حدث معي للتو أو قد تأخذك على محمل الجد . ~
هذا ما أُطلِق عليه العاب الكون .
أنت تقرأ
الحب ليس فقط للجميلات
Fanfictionالحب ثقافة فلكل شخص طريقته واساليبه التي ترغمه على الوقوع في الحب ولسوء الحظ ففي مجتمعنا عند سماع تلك الكلمة فأول ما يخطر على عقل البشر هوة الحب بين الامير الشجاع والبرنسيسة الجميلة وهذا كان تعليل لاسم الرواية .. التردد هو نوع من الاساليب البشرية لأ...