الجزء الخامس:هل تؤمن بالصدف ؟

145 15 18
                                    

ايامك هي نسخة مصورة من حياتك.
فبينما تعيش ساعاتك،تخلق سنينك.
وبينما تعيش ايامك،تصيغ حياتك .
وما تفعله اليوم،هو ما يخلق مستقبلك.

الكلمات التي تقولها ،والافكار التي ترد في ذهنك ،والطعام الذي تأكلهُ،والافعال التي تصدر عنك ,كل هذه الاشياء هي التي تقرر مصيرك،وتشكل الإنسان الذي ستصبح عليه ،والحياة التي ستعيشها .
ان القرارات الصغيرة تؤدي بمرور الوقت الى نتائج ضخمة .
كل الايام مهمة ،ولا يوجد يوم واحدُ غير مهم.

...

لكي اكون صادقة انا لا اؤمن بالصدف كثيراً وفي الحقيقة لا اؤمن مطلقاً ! والان لنحذف مطلقاً ونعود الى كثيراً .
لقد قضيتُ وقتا كثيرا في انتظار الحافلة فانا غالبا ما اركبُ الحافلات، كنت ارتدي قبعة ونظارةً شمسية لتجنب الاشعة العالية الشدّة وعندما وصلت الحافلة الى محطتي صعدت فيها لارى تلكَ الحسناء ذات الشعر الاشقر ماذا كان اسمها ؟
"هاي يلديز ،تعالي الى جانبي" اشرت لي لأجلس بجوارها في المقعد الفارغ وهي متحمسة .
"كيف حالك يا"سألتها لكن لا يزال اسمها عالقاً في ذاكرتي لكني لم استطيع اخراجه .
"سارا،انا بخير ماذا عنك ؟"
"بخير"قلت
"الى أين تذهبين ؟ " سألتني بفضول
"لدي بحث علي اكماله لكي اتخرج هذه السنة وانا ذاهبة لفحص بعض الاماكن المهجورة " قلت لها
"هذا جميل اتمنى لك النجاح،انا ذاهبة الى النادي الرياضي لقد بدأت بحمية لأنني بدأت باكتساب بعض الكيلوغرامات الزائدة " قالت لي من دون ان اسألها ،ضحكت على قولها لأنها كانت رشيقة وجسمها كجسم عارضات الازياء ،ربما لديها هوس ! .
..
اخذت سارا رقم هاتفي قبل نزولها واخبرتني بانها ستكون سعيدة اذا اصبحتُ صديقة لها وانها ستعاود الاتصال بي يوماً ما ، نزلَ الكثير من الاشخاص وبقيت بمفردي في الحافلة لان المنطقة التي سوف اذهب اليها بعيدة نوعا ما ومهجورة .
..
دفعت الى السائق الكثير من المال بحجة انها منطقة بعيدة، شعور الخوف بدأ بمرافقتي عندما نزلت الى هذه المنطقة وانا مرتدية القفازات والكمادة للحماية ،كانت المنطقة اشبه بالحطام والحجارة فبيوتها محطمة ومتهاوية ولا اعلم لماذا لا تقوم الدولة باصلاحها!، كنت اعد مشروعا عن صلاحِ هذه المنطقة السكنية للسكن ام لا ؟ وهل تتواجد الامراض فيها ام لا ؟ .
..
لاحظت ان ارضها قاحلة خالية من المزروعات ، وان بيوتها من النوع القديم، ما سمعتهُ انا بفعل تأثير المتفجرات اصبح هذا حالُها لكن مالذي حدثَ لا احد يقول ؟ كيف وصلت المتفجرات وبلدنا آمن ؟ لا احد يعلم .
..
فتحت حقيبتي الكبيرة واخرجت منها كوب لحفظ العينات ، اخذتُ عينة من الماء في المنطقة لكي أخذه للتحليل لاحقاً ، رأيت من بعيد شخصاً ينظر الي لم اتمكن من ملاحظة تفاصيل شكله لكنه عندما رآني رفعتُ نظري اليه هرب ، حاولت اللحاق به لكنه اختفى ،هل يعيش احد هنا ؟ ،ذهبتُ بالاتجاه الذي ذهب اليه وصلت الى بيت ! كان البيت الوحيد الذي لم يهدم اليس هذا غريب ؟ حاولت الدخول اليه لكنه موصداً،طرقتُ البابَ عدةَ مراتٍ وكل تفكيري ان الشخص الذي رأيته قد دخل الى هنا، حاولت الدخول حاولت ضرب الاحجار الكبيرة على الاقفال ولم يجدي الامر نفعا لذا قررت الرحيل ..
...
بدأت اشعر بالتوعك قليلا والعطش كثيراً ، رحلتُ من هذا المكان المخيف ورجعت الى منزلي بعد ان اعطيت العينة للتحليلات .
..
من اجل الحفاظ على مشروعي خاصاً قررت ان لا اخبر احداً ، لكنني لا استطيع اشعر برغبة شديدة للتكلم مع احدهم ومناقشة الامر معه والذهاب معي في المرة القادمة لأنني اشعر بالخوف ! ..
...
بعدها اتصلت بي سارا تطلب الخروج معي غدا ثم اتصل اورهان هو الاخر يريد المساعدة ببعض المواد غدا،واخبرت كلاهما بأني متفرغة ولا اعلم ماذا سأفعل الان !
....
.......
...........

هل تؤمنون بالصدف وان كانت بسيطة؟؟


الحب ليس فقط للجميلاتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن