الجزء السادس : اذا تحتم علي السقوط فسأكون نيزكا !

134 12 20
                                    

2017/5/12
الجمعة /مايو
ليست العبقرية حكراً على احد ،وليست مُلكاً لسلالة نادرة من البشر ،فأنا وانت مؤهلان لأن نحظى بهذا اللقب ،ونخوض في هذا المجال،ولكن اذا اخترنا نحن ذلك وهذه هي الفكرة المهمة
اتمنى لكم التوفيق في الامتحانات النهائية~
..

فكرت كثيرا هل اذهب مع الذي انقذ حياتي سابقاً ام مع الفتاة الغريبة ؟ لم يكن الجواب صعبا كثيرا لكنني وجدت فكرة ..
قررت دعوتهما معاً في المساء ،كنت اعرف مكانا يشوي السمك باشهى التتبيلات لذا دعوتهما اليه ،كنت اذهب اليه بمفردي دائما ،فأنا لا املك اصدقاء ولست على علاقة وطيدة مع عائلتي .
،،
وردني اتصال من رقم غريب اجبت عليه فورا لأنني استطعت التخمين نوعا ما !
"نعم انا ،هل اتضح شيئا غريب ؟" قلت للمرأة الذي تكلمني بخصوص العينة .
"يستحسن ان نتكلم عندما تأتي" قالت لي
"حسنا انا قادمة " قلت فأغلقت المكالمة
،،

"ان الماء ملوث بشدة لا يصلح لاستخدامه بتاتا ،يحتوي على نسبة عالية على الاملاح بالاضافة الى مواد كيميائية وبعض مخلفات براز الحيوانات " قالت لي المحللة جميع الاشياء التي اعرفها وانا كنت قد ظننت ان هنالك شيءٌ ملفت !
"لكن..
"لكن ماذا ؟" سألت
"لقد قلت لي ان هذه العينة من منطقة خالية من السكان ؟ اليس كذلك ؟ " سألتني المحللة
"نعم لماذا؟ "
"ان البراز الذي في العينة يبدوا حديثا ، هذا يعني ان هنالك حيوانات تسكن في هذه المنطقة على الرغم من خرابها " قالت لي
"حسنا اشكركِ كثيرا ؟" صافحتها من غير ان ادخل في التفاصيل واومأت لي في المقابل ثم خرجت من المختبر.

سارا#

حل المساء ،سمعت صوتاً غريبا ، في الحقيقة انه من الاصوات الغريبة لكنه لم يعد كذلك بالنسبة لي ،نعم انهُ صوت المنبه ،تجهزت للذهاب وحين وصلت الى المطعم الذي لم يسبق لي زيارته ،كان هادئ وغير متكلف وتنبعث منه روائح زكية وعندما دخلت اليه وبالتحديد كنت على وشك الجلوس جاء الي شاب يسألني اذا كنت قد رأيت فتاة ذات شعرٍ قصيرٍ متوسطة القامة ،لم استغرب لمجيئه الي لانه ببساطة لم يتواجد غيري في المطعم .
"هل تقصد يلديز" سألت الشاب
"هااه بالضبط ،يلديز" قال لي،
رأيت علامات الاستفهام الذي في رأسه فقلت له انها وعدتني بالخروج معي هنا وحسب ما وردَ الي انها وعدتك ايضا ! ، لا افهم ما الذي تحاول فعله هذه الفتاة لماذا لم تخبرني ؟
"انا اسفة جدا على التاخير" كان هذا صوت يلديز والتي كانت تتحدث متقطعاً وتلهث ،يبدوا انها جاءت سيرا على الاقدام ، وبالفعل هذا ما حصل ، جلسنا جميعا ثم ذكرت اسمائنا على سبيل التعارف .

"في الحقيقة ،كان موعدكما متضارباً لذا قررت جمعكما معاً لكي لا ارفض دعوتكما " قالت يلديز مع مسحة خجل واضحة على خديها ،
كان من الجميل تعرفي عليها وعلى اورهان الذي لا يتكلم كثيرا وعندما سألته لماذا يلتزم الصمت اخبرني
"اخبرتني امي عندما كنت صغيرا في احد الايام يجب ان تكون مستمعا جيدا اكثر من ان تكون متحدثا ولهذا السبب خلقنا باذنان وفمٌ واحدٌ ، فقمت بتطبيق هذه القاعدة" اعجبت بطريقة تفكير اورهان وبثقافة يلديز الواسعة ،فقررت دعوتهما لمحاضرتي التي بعد اسبوع وقبلا دعوتي بحماس ، فرحت كثيرا لقبولهما لانها ستكون اول محاضرة لي ...
كانت امسية رائعة قضينا وقتاً ممتعا وتناولنا طعاما لذيذاً ، كان اورهان قد اخبر يلديز بأنه يريدها ان تشرح له بعض المواد لكن في الحقيقة اتضح ان الامر حجة لتوطيد صداقتهما ، اصبحَ الوقتُ متأخراً وتسرب النعاس في داخلي لذا قررنا جميعا ان نسلك طريق العودة الى المنزل .
....
يلديز#
بعد مرور عدة ايام والتي معها نقترب من الامتحانات النهائية ، فبعد شهر ولكي اتخرج واكمل سنتي التخصص وجِبَ علي تقديم بحثٌ جيد يسمح لي بالعبور ، فأنا احتاج الى معجزة ومعلومات كثيرة لاكمال بحثي ،اشعر بالعجز كثيرا .
علاقتي مع اصدقائي سارا واورهان بدأت بالتطور ، في الحقيقة لا يوجد لدي اصدقاء في السابق لكي اقول بدأت باكتساب صداقات جديدة ! ،كنت اشعر بالمسؤولية معهما ،،كان ذلك غريباً بالنسبة لي  لكنه شعور جميل ، ..

غدا هي محاضرة سارا وانا سعيدة جدا لها فهذه المحاضرة التي ستلقيها ستكون الاولى وسيكون محط الانظار عليها اتمنى لها النجاح .
...
وحين جاء يوم الغد جاء معه موعد محاضرتها ، ووصلت الى المكان المحدد، تم استقبال الضيوف في صالة كبيرة تحتوي على مقاعد حمراء وعلى منصة عالية كالمسرح،كانت الاضواء خافتة جدا مع اضواء ملونة  ،كان هنالك الكثير من الحضور يبدو ان سارا ناجحة كثيرا في مجالها او ان هذا المكان مشهور لكنني لم ارتادهُ سابقا،
لمحت اورهان جالسا فذهبت لاجلس بالمقعد المجاور له ،وعند اكتمال الحضور خرج رجلا يلقي التحية والتعاريف .

"سيادتي وسادتي ،مرحبا بكم جميعا ونشكركم لحضور دعوتنا،كما تعلمون ان سبب محاضرتنا هي دعم المواهب الشابة وقدراتهم وفتح ابواب النجاح امامهم ،وكما اعتدنا في كل شهر تقديم مناقشات في مواضيع وفئات مختلفة ،اسمحوا لي ان اقدم لكم اليوم الباحثة في علم الفلك سارا سورال "

صفقنا جميعا لها والتي خرجت بثقة عالية وخاطفة للانظار ، كانت ترتدي فستانا اسود طويل تاركة شعرها الجميل متدليا على اكتافها ،توقفنا عن التصفيق حين مسكت مكبر الصوت للتتحدث .

"مرحبا بكم وشكرا لكم وشكرا للكادر الرائع الذي اعطاني هذه الفرصة،في البداية اريد ان اوضح لكم سبب حبي و اختياري لهذا المجال وما هو علم الفلك ؟، علم الفلك كاختصار هو السماء بذاتها ، فجمال السماء ليلا وإيقاعاتها وتناثر النجوم في جنباتها في آن واحد بشكلٍ مذهلٍ وجذابٍ تلهمنا وتمنحنا الجرأة لبذل جهودنا الجماعية لفهم الكون من حولنا والبحث عن أسراره وغوامضه ،وبطبيعة الحال اصبحت انا سائحة في هذه السماء.
،
انا متاكدة ان الكثير من الناس لا يعرفون اهميته وربما يرونه شيئا سخيفا ،فلقد قابلت الكثير والذي اخبروني ذلك ، في نقطة بداية مشواري الكثير نصحني باشياء وعلوم هادفة ،لقد اخبروني بأن اترك هذه التفاهات على حد علمهم لكي لا انحدر الى طريق السقوط لكن ! احب ان اخبركم جميعا اذا تحتم علي السقوط فسأكون نيزكا !
والان لندخل في صلب الموضوع
ابسط فوائد هذا العلم العظيم
حركة القمر حول الأرض و حركة هذه الأخيرة حول الشّمس مكّننا من وضع الرّزنامات الدّقيقة الّتي تنظّم حياتنا.
كذلك، فإنّ معرفة مواقع النّجوم في السّماء تمكّن المسافر و البحّار من إيجاد طريقيهما........"

كانت هذه بداية المناقشة ، كانت سارا تتحدث بطريقة تبهر النفوس وبثقة عالية، تكلمت عن اشياء كثيرة لها علاقة في حقائق الكون المدهشة ، وشرحت العديد من الفوائد كالمحاكاة الديناميكية للسوائل و الملاحة البحرية والجوية و ابحاث الفضاء و سحابة الحوسبة و الصناعة والفرضيات ، واستعانت بالكثير من الصور ومقاطع الفيديو القصيرة على شاشة كبيرة مما جعل مناقشتها اروع واسهل على السامع .
تثقفتُ كثيرا خلال مناقشتها التي ضمت معلومات كثيرة .
"ما هذا اورهان ؟ ، هل تنزف " سألت بذعر عندما انتبهت على اورهان يعتصر يداه من الالم سألتُ وانا امسك كم قميصه الذي كان ملطخا .
" لا مجرد جرح ربما ضربت يدي اثناء الدخول " اخبرني مذعورا ،كنت احاول رفع كم قميصه لارى الجرح لكنه اصر على انه مجرد جرح صغير رغم الدماء الكثيرة ، من حسن الحظ ان قميصه كان غامقا نوعا ما فلقد كان لونه ازرق، قررت ان لا اضغط عليه كثيرا ثم استأذن مني للذهاب .
..
بعد انتهاء سارا وخروج الجميع الذي كانوا مسرورين ومنبهرين بجمال الكون توجهت سارا الي .
"لقد كنتِ في غاية الجمال انا اهنئك ،انتِ حقا ناجحة "
تكلمنا مطولاً عن المناقشة ثم سألتني عن ذهاب اورهان واخبرتها ما حصل ، كِلانا وقعنا في فخ الاستغراب مما حصل ! .

الحب ليس فقط للجميلاتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن