مكالمة هاتفية

260K 6.4K 754
                                    

1 ديسمبر، شتاء، نيويورك، الولايات المتحدة الامريكية 

الشارع الشرقي الواحد والخمسون


«ليلةسعيدة  فيوليت،أراكِ حقًا». 

«ليلة سعيدة لك أيضًا».

 أدخلت فيوليت المفتاح في القفل، ودخلت منزلها الذي كان دافئا مقارنة بالجوالبارد جدًا في الخارج.

أطلقت تنهيدة راحة لآنها لم تكن تجد الراحة والدفء سوى داخل جدران منزلها الذي تعيش فيه بمفردها. لم تكن تكره الشتاء، بل كانت تستمتع بلعبة الاختباء معه حيث كانت تختبئ، وتبحث عن الدفء بين الملابس أو تحت البطانيات والاغطية،ولكنهاأحيانًا لا تطيقه. صعدت إلى حجرتها في الطابق الثاني،وبّدلت ملابسها،التي كانت بالكاد تحافظ على دفءجسدها،بملابس ثقيلةجدًا جعلتها تبدوكالكرة،ولكن جّل همها كان أن لا تصاب بالزكام.

أعدت كوب قهوتها المعتاد الذي يحتوي على مكعبين من السكر،وجلست على اريكة في غرفة المعيشة،وشغلت جهاز الاسطوانات، فبدأت الموسيقى الكلاسيكية تصدح في أرجاء المنزل.. أخذت دفتر مذكراتها الجديد عن المنضدة، وبدأت تكتب

ما يجول في خاطرها.


(بدأ الشتاء، و لآنني أعيش بمفردي في هذا المنزل ، شعرت بالوحشة نوعًاما،ولكنني سأعتاد الآمر في الايام القادمة،أيًا يكن الامر فهذا ليس شتائي الاول هنا. في الواقع، إنه شتائي الثاني في نيويورك. لقد غادرت إنكلترا منذ سنتين ليس بهدف إتمام دراستي كما يفعل بعض الناس، بل غادرت لآنني لم أعد أطيق البقاء بكل بساطة،ولآن كل شيء بدأ يصبح أكثرسوءًا.اخترت نيويورك لآنني أعتقد أن هدوئي يحتاج إلى بعض الصخب، وكانت المدينة التي لا  تنام اختياري. لد ّي قليل من الآصدقاء الذين أقضي بعض الوقت معهم،كما لدّي منزلي الذي لا أنوي مغادرته عما قريب بالرغم من شوقي إلى حياتي القديمة بين الحين والاخر، ولكنني متأكدة أن ما أنا عليه أفضل بكثير مما كان). كانت تريد كتابة مزيد عن يومها، ولكن النوم بدأ يداعب جفونها،

لذلك استجمعت ما بقي من طاقتها، وصعدت السلالم نحو حجرة نومها، ومن شدة إرهاقها غطت في سبات عميق ما إن ألقت نفسها على السرير.

صوت المنبه الذي كان هدية من والدتها كان يتغلغل في أذنيها، وكم تمنت أن تحطمه، لكنها للاسف كانت بحاجة إليه لكي يوقظها يوميا لتذهب إلى عملها،حركت يدها تبحث عن المنبه وعندما استطاعت لمسه لم تتردد في إغلاقه.وأخيرًا صمت المنبه. جلست على السرير بكسل، ونظرت إلى الساعة، وعندها اكتشفت أن المنبه كان يعمل منذ مدة طويلة لكي يوقظها. وان لم يعد لديها سوى خمس عشرة دقيقة لتستعد للذهاب إلى المطعم.

الوعد القديم - The old promiseحيث تعيش القصص. اكتشف الآن