أمطار ديسمبر

126K 4.4K 616
                                    

أمطار ديسمبر

الرابع من ديسمبر، نيويورك الشارع الشرقي الواحد والخمسون

«فيوليت!» قال هاري بعد أن طرق الباب.

 لم تستطع الاجابة فقد كانت تسمع صوته ولكنها لم تكن تقوى على الاجابة.

كانت تشعر بكسل فظيع وبإجهاد نفسي وجسدي. دفنت رأسها داخل وسادتها، ومرت دقائق وهي على تلك الوضعية ذاتها من دون أن تتحرك إنشًا واحدًا! لم تكن أشعةالشمس تخترق الستائر كعادتها فبدأ دماغ فيوليت ينتبه وتساءلت: هل يعني هذا أن الشمس بدأت تغرب؟ وعملي؟ قفزت من السرير تاركة خلفها الاجهاد والكسل واتجهت صوب النافذة، فتحت الستائر، ولحسن حظها لم تكن الشمس قد غربت بعد، بل كانت الغيوم تخفيها وقطرات المطر هنا وهناك.

جلست بجانب نافذتها، وأخذت تتأمل المنظر أمامها: 

شارع من شوارع نيويورك ٍ مليء بالمنازل متقاربة الالوان وبعض الفنادق، وفي نهايته هناك مقاه وبعض الاسواق والمطاعم. بعض المشاة على الرصيف يحملون مظلات،وبعض الاطفال يركضون ويضفون جوًا من المرح على المكان، بينما تغطي الجميع سماء بلا نهاية مليئة بالغيوم السود المتراكمة بعضها فوق بعض بشكل يبعث الرهبة في النفس، بينما تتراقص قطرات المطر بخفة على الارض والنوافذ.

لم يكن المطرقويًا بل كان هادئا حتى الان،ولكن شكل الغيوم يوحي بأن أولى عواصف ديسمبر ستكون اليوم. 

نظرت فيوليت إلى ساعةالحائط خلفها وكانت تشيرإلى الثانية ظهرًا.

أخيرًا خرجت من غرفتها،وأخذتها قدماها بلا تفكيرإلى كوب القهوة داخل المطبخ لتملائه، فوجدت هاري يجلس على الطاولة الصغيرة في المطبخ ويتناول شطيرة. 

«لقد حاولت إيقاظك مرات عدة» قال لها هاري.

 فأومأت له بينما بدأت تعد كوب قهوتها.

«أشعر بالملل!» أفصح هاري. 

«سأذهب إلى العمل،لِم لاتتجول في الارجاء وتتعرف إلى المنطقة؟!». قالت ذلك وغادرت المطبخ قاصدة غرفة الجلوس:

 «ربما» تمتم هاري خلفها.

جلست على أريكة بالقرب من نافذة غرفة الجلوس الكبيرة، وأعادت رأسها إلى الخلف تتأمل قطرات المطر على النافذة وكأنها لم تمل منها.

«الطقس ينبئ بعاصفة الليلة» قال هاري بينما كان يقف إلى جوار النافذة.

«هذاماخّمنته أيضًا»رفعت رأسها،وبدأت تتفحص وجهه بينما كان يسرح بخياله خارج حدود المنزل.

 كانت فيوليت تطيل النظر دائما إلى وجوه الناس علها تشعرِ بالحب تجاه أحدهم،ولكن بلا  فائدة!

حتى مع هاري الذي لم تمض معه سوى يوم واحد، وانسجمت معه لدرجة لم تتوقعها بهذه السرعة، لم يكن الامر ليساعدها، فهي لم تستطع أن تحب أحدًا منهم أو تشعر بالقليل من المشاعرنحوهم، حتى هاري.

الوعد القديم - The old promiseحيث تعيش القصص. اكتشف الآن