تستيقض ككل صباح في مسكن الخدم البعيد عن القصر.....ترتدي توبها الطويل الأسود أو بالأحری التوب يرتديها....تغسل وجهها وتخفي ذاك الشعر الذهبي الناعم بخرقة بالية لكي لا يتسخ شعرها....فككل يوم تعتني بالإسطبل لتنضف للﻹحصنة وتراقب الأكل ....عملها فقط مع الرجال ولا تختلط بهم....تجلس لتعقد رباط حذائها الكبير البشع ...ترمق أضافرها بنضرة ساخرة...تتذكر شكل أضافرها قبلا وشكل لباسها قبلا...تذرف دمعة صغيرة لتمسحها وتقف متأهبة للأعمال الشاقة المنتضرة....تزفر بحنق وهي تعرف روتين يومها البائس....ولكن ابتسامة صغيرة تزين وجهها الملائكي وهي تتذكر سيدها الضخم الوسيم وهو يمتطي جواده قبل أربعة أيام...تحتفض بتلك الذكری لتحل محلها ذكری أخری ولسخرية القدر....تلك الذكريات تقريبا تشبه بعضها فهي تختلس النضر من بعيد لسيدها يقبل جواده ويمتطيه ليختفي بعدها ويترك قلبها في زوبعة مشاعر تقهرها....تعرف بعشقه للأحصنة...فقد بنی قصرا كبيرل وبجانبه إسطبل ليعتني بالأحصنة ويمتطيها متی شاء......توشك علی النهوض لتلمح جزء صغير من صورة تحت وسادتها....تحملها لتتبين الصورة....إنها الذكری الوحيدة لعائلتها......من يصدق تلك الفتاة الجميلة الخارقة الجمال تبتسم ابتسامة توقع قلوب الرجال تحت رجليها ستصبح خادمة ....صورتها بجانب والدتها ووالدها وأخاها الأكبر....تتذكر جيدا ذاك اليوم...يوم تغيرت حياتها وأصبحت جحيم بدون أحبائها.....تتذكر حوارها مع والدتها بكل تفاصيله....
تجمع شعرها وهي تنضر للمرآة....تنزل الدرج لتجد والدتها تجهز الإفطار...تبتسم لتعانقها وتضحك الأخيرة..
-متی تكفين عن تصرفاتك الطفولية يا سما..
تبتسم الأم لتحضنها ..
تقبل سما يد والدتها ...
-لن أكف أبدا....فأنا لن أحرم نفسي من تلك الصدمة الصغيرة وأنتي تلتفين إلي هههه
-هيا تناولي إفطاركي فوالدك نائم ...وأخاكي العاطل كما العادة لا يستيقض صباحا ...
-أمي سأذهب الأن فأنا مسرعة...هناك مقهی راقي يطلب فتيات لتقديم الطلبات..
تجهم وجه والدتها...
-ياابنتي سوف تطردين كما سابقاتها...أنتي لا تطيلين في أي عمل...لما تريدين تلك المدرسة الغالية...فلتدرسي في الجامعة...وأنا سأتكفل بدراستك ...إن معاش والدكي يكفينا ..
تعانق والدتها لتردف...
-أمي إن علاماتي جيدة جدا...وأنا أريد تلك المدرسة بالخصوص...وبالنسبة لطردي فأصحاب العمل يتحرشون بي...هل تريدين أن ينالو مبتغاهم مني....عندما أرفض يطردوني ...ماباليد حيلة...
تقبل يدها لتخرج البيت....تركض في السلالم لتصل للبوابة الرئيسية فالمصعد معطل من مدة طويلة فهي تسكن في مجمع سكني بسيط.....تذهب وكلها أمل أن تقبل في الوضيفة الجديدة....هي لا تريد إتعاب والدتها وهي تعيش بمعاش بسيط ...شقيقها الأكبر عاطل عن العمل ولا يحاول البحث أصلا....والدها بعد التقاعد يجلس في البيت ليلا نهار نضرا لضعف بصره...تجد نفسها تتكفل بنفسها لتكمل دراستها فهي مجتهدة...أجلت دراستها لسنة بعد الشهادة لكي تجمع مبلغ محدد مطلوب من مدرسة معروفة تخولها الحصول علی شهادة مطلوبة جدا ....بعد عدة وضائف فاشلة تنتهي بطردها نضرا للتحرش... تعقد أمال كبيرة علی تلك الوضيفة لتجمع المبلغ وتدرس وتعوض عائلتها....لكن صدمت عندما وجدت الوضيفة شاغرة فقد سبقتها فتاة ما إليها...تطرق رأسها لتعود أدراجها لبيتهم ....تترجل من الحافلة بعدة عدة غمزات وكلام معسول من طرف الراكبين الذكور....تسرع في خطواتها لتدخل البيت وتلقي برأسها علی وسادتها وتبكي....لكن مع اقترابها تلحض دخاانا كبيرا في مبني المجمع القاطنة فيه....أناس مجتمعون وسيارة إطفاء....صراخ نساء وبكاااء أخريات...تركض جريا لتصل للبوابة الرئيسية وتصدم بناقلة الأموات تنقل عددا من الناس...فعلی ما يبدو طابقهم قد دمر تماما....تسمع همس الناس وهم يتأسفون علی حالها....تصرخ لكي يدخلوها ولكن لا مجيب...فقد استنتجت النتيجة وكانت أكبر صدمة بحياتها....تبكي ولا تعي مايدور حولها...لقد فقدت عائلتها بأكملها....وليس لها عائلة غيرهم....ليس لذيها أعمام و غيرهم....لقد أصبحت يتيمة بحق...
بعد مرور أيام وهي تقطن مع جيرانهم بالمجمع التاني ....لا تأكل لا تشرب....تفتح حقيبة يدها الوحيدة التي سلمت من كل أشياءهم لتجد صورة لعائلتها الحبيبة....تبكي وتلعن حضها لفقدانها أعز الناس علی قلبها مرة واحدة...تركوها وحيدة....
بعد شهر تستيقض علی صراخ السيدة التي تقطن بمنزلها وزوجها سمعت محور حوارهم وهو عليها لأنها أصبحت ضيفة تقيلة....لم تعد التفكير خرجت من هناك لتجد نفسها وحيدة بدون مأوی...لفت وشاحا علی وجهها لكي تبحت عن عمل....كم بحتت حتی وجدت هذا العمل وهي تعرف في ماذا أقحمت نفسها نضرا لأن رئيس الخدم بالإسطبل في قصر السيد أسر المنصور لم يجد رجلا يشغل المكان فوضفها ولم يری من وجهها الكتير وقد حذرها من التذمر.....هاهي أتمت السنة ولم تتذمر....
ينتشلها من ذكرياتها صوت طرق علی باب الغرفة...تنهض وعلامات الإستفهام بادية علی وجهها...
تفتح بحدر لتجد رئيسة خدم القصر أمام غرفتها...هذه أول مرة تطرق باب غرفتها...
تتكلم سما متفاجئة من ضهور رئيسة الخدم أمام غرفتها...
-أهلا سيدة نوال...؟
تحاول نوال النضر إلی وجهها داخل ذاك الوشاح البالي...
-هل أنتي سما...الفتاة التي تساعد في الإعتناء بالأحصنة؟
تخرج سما عينيها ولا تتصور فقدانها للوضيفة فهي ليس لها مكان غيره....
-نعم أنا...ماالذي حصل؟
تنضر نوال لباب الغرفة المفتوح جزئيا..
-هل يمكنني الدخول والتكلم معكي ؟
تفتح الباب قليلا وتدعها تدخل وهي خائفة من هذا الحوار الأول من نوعه في هذا العمل؟
-تفضلي...إن غرفتي صغيرة ..أسفة ليست مجهزة كغرف القصر...فأنا عاملة بالإسطبل..
تجلس نوال وتضع ساق فوق ساق...لتتكلم بجدية..
-من أجل هذا أنا هنا....هل يمكن أن أسألكي ؟
-بالطبع تفضلي...
تنضر لها مليا لتتبين ملامحها...
-هل أنتي محجبة أو تخفين حرقا ما في وجهك؟
تبتسم سما لتزيل الوشاح وتتكلم بخفة..
-لا لا لست محجبة...فقط أضعه دوما لكي لا يتسخ شعري ...
لم تجبها نوال...ضلت ساكنة...تنضر لها وعقد لسانها...تتمعن النضر ولم تجد كلمات مناسبة لقولها...اكتفت بفتح فمها قليلا والتعبير عن صدمتها بكلمة واحدة...
-ماشاء الله..
يحمر خدي سما لتزيح خصلة هاربة من شعرها وتبعدها وراء أذنها....
-شكرا لكي...ليس هناك داعي..
تنهض نوال لتوقف سما من كتفيها معها ...تتكلم وقد تخلت عن وجهها المصدوم...
-حسنا...لقد اتكلت علی خادمة لتأتي وتشغل مكان خادمة أخری بعد طردها من قبل السيد....ولكن لم تأتي...وقد بحتث عن فتاة ولم أجد...وبما أن رئيس خدم الإسطبل أوصاني عليكي وكم أنتي مجدة ستوضفين داخل القصر إن أنتي أردتي وسيأخد مكانكي رجل ما...هل أنتي موافقة؟
تومئ سما برأسها وعلامات الفرح بادية عليها....تقع جالسة من صدمتها...لا ليس للعمل...بل لقربها من حبيب قلبها...السيد أسر...ستكون تحت سقف واحد معه...ستراه تقريبا كل يوم.......تهمس بخوف..
-ياإلاهي...سأدخل القصر........
)تشجيع بليييز....أحبكم)
أنت تقرأ
الخادمة الفاتنة
Romanceتلك الوردة المختبئة في قصره.... لو كان إمتلاكها أخر شئ سيفعله في حياته..... فسيدفع حياته ثمنا لذلك.....ثمنا للحضة بقربها..... #عشق #غيرةةة #رووماااانسية #خادمة #السيد #للكبار...