الصدمه

157 18 13
                                    

( كلارا )
استيقظتُ من النوم وانا اشعر براحة شديده لم ارى لها مثيلا منذ فتره طويله او بالتحديد ليس منذ فتره بل منذ تعرفي على ذلك الفتى المزعج آرثر والاروع من هذا انه يوم عطلة ايضا بالحديث عن آرثر انه يزرع في راسي العديد من التساؤلات وايضا الغريب في الامر انه لم يظهر لي اليوم ابدا وبعد قليل ستغيب الشمس وهو لا يزال مختفيا هذا شعور رائع لكن من ناحية اخرى .. كان مقلقًا ايضا ولا ادري لماذا شعرتُ بالقلق لكني فقط اشعر به خلف ذلك الشاب تقبعُ حكايةٌ ما انا متاكده قررتُ بعدها الذهاب الى المشفى وذلك عندما غابت الشمس خطر لي ان اقابل طبيبي واساله عمٓ حدث لي فلم يبقى شيئٌ على حاله منذ وقوع الحادث وصلت الى المستشفى توجهتُ الى مكتب الاستقبال وقبل ان انطق بكلمه سمعتُ صوتا " اووه كلارا .. هل هذه انتي " التفتُ لارى شابًا يرتدي رداء الطبيب وينظر اليّ ببهجه فتظرتُ اليه نظرات استفهامٍ قائله : عذرا .. هل اعرفك ؟ فقال بسرعه : انا الطبيب كارل وانا من اجريتُ لكي الجراحه عندما اتيتي مصابةً الى هنا .. عليك ان تعلمي ان نجاتك معجزه كبيره حقا ظننا انك متي لكن فجاه وبعد مرور عشر دقائق كامله من توقف قلبك عاد للنبض .. وها انتي ذا فنظرتُ اليه بعينين متسعتين بشده وقلتُ بهمس وانا لا اصدق : انا .. كنتُ .. ميته ؟!!~~ خرجتُ من المشفى بعد سماعي اخيرا لحقيقة ما حدث معي عندها ايقنت بان الذي جعلني استطيع رؤية آرثر هو لاني .. كنتُ في عالمه ؟! وبدا عقلي برفض تقبل كل هذه الامور الخارقه حتى اوشكتُ على ان اُجن لكن انتهي صراعي عندما سمعتُ صوت بكاءٍ مريرٍ جدا قادم من الفناء الخلفي لحديقة المستشفى ولانني كُنت قريبةً منه تمكنتُ من سماعه ولم استطع منع نفسي من التقدم اليه لكنني شعرتُ بانهُ كان مالوفا لي تقدمت ووقفتُ امامه ونظرتُ اليه بصدمه قائله : جون !! فواجهت عيناه الحمراوان وجهي واتسعتا حال رؤيتي ومسح دموعه بسرعه ثم تبدلت نظراته الى الجدية فورا مما اذهلني .. يا له من فتى متعدد الوجوه قال لي بسرعه : كلارا ! ماذا تفعلين هنا ؟ فقلت : اتيتُ لرؤية طبيبي لكني لا افسّر وجودك انت هنا فقال بعد ان انزل راسه: اريد تنشق الهواء فقط فاجبتُ بانكار : في حديقة المشفى ؟! فأدار عيناه بملل قائلا : انتي متطفله حقًا فضحكت وابتسم هو معي بخفه نظرت بجانبه وقلت : اتسمح لي بالجلوس فتحرك قليلا من مكانه فجلستُ بجانبه نظر الي قائلا : كيف اصبحتي الان ؟ فقالت : استطيعُ الركض الآن فقال : ارى هذا بوضوح وضحك .. يبدو لطيفا جدا عندما يضحك لكني لا استطيع تخيل السبب الذي قد يُبكي شخصا مثل جون فقلتُ : عندما رايتُك اول مره ظننتُ انك من النوع المتسلط والمغرور واعذرني على صراحتي فنظر لي قليلا بدهشه ثم قال : الأنني وسيمٌ جدا ؟ فانفجرتُ ضحكا وضحك معي كذلك لكن سرعان ما اختفت هذه الضحكه وارتسمت ملامح الحزن على وجهه قائلا : هذه الجمله .. قالها لي ذات مره .. انتي تذكرينني به فنظرت ايه باستفهام قائله : من ؟ فقال : اتودين رؤيته ؟ فقلت : اجل ولم لا فوقف وسحب يدي بسرعه الى داخل المشفى عائدين الى الداخل فتفاجئت كثيرا لكن ما زاد من دهشتي اكثر هو عندما دخلنا الى تلك الغرفه ووقفتُ قرب ذلك السرير شهقت ووضعتُ يدي على فمي وبعينان متسعتان وانا انظر الى ذلك الفتى الملقى على السرير بلا حراك انظر يمينا فارى الاجهزة المتصله به ويسارا كذلك كان الوضع نذير شؤمٍ يدل على خطورة وضعه بالفعل انه هو .. انه آرثر .. الان بتُ اصدق ما يحدث معي " هذا هو .. صديقي آرثر .. ارثر اعرفك الى كلارا مساعدتي الجميله " نظرتُ الى جون بعينان متسعتان ومن الواضح انه فهم نظراتي فسحب ذلك الكرسي وجلس عليه بجانب سرير آرثر وامسك بيده قائلا : لو لم ينقذني لكنت في مكانه الآن كان حزينا جدا وانا لم اجرؤ على قول كلمة واحده له فقط اكتفيت بالمراقبة والسماع اكمل جون : انقضت ستة اسابيع الى الان .. لن اكذب واقول اني لستُ خائفا ..ثم تنهد تنهيدة طويله عبرت عن كل ما بداخله واكمل : كل هذه الثروه والاملاك ليست لي .. انها له فتحتُ عيناي على مصراعيها باتت دهشتي اكبر الان اكمل قائلا : كانه كان يشعر بهذا .. لم يُرد تركي دون شيئ لانه لم يكن يثق باهله الطامعين لم يكن يثق باحد سواي ..فوافقت لاحفظ له حقه لكنني الان اوشك على تسليمهم ما يريدون فلا معنى لما افعله .. مالم يستيقظ- قاطعته قائله : سيفعل لكن ارجوك لا تفقد الامل فابتسم ابتسامة منكسره قائلا : ارجو هذا فلا اعلم الى كم من الوقت استطيع الصمود بعد وخرج من الغرفه وبقيتُ انا انظر الى آرثر .. آرثر الحقيقي اتجهتُ اليه بخطوات متردده ووضعتُ يدي بتردد على يده لاشعر ببرودة جسده المخيفه ورايتُ شحوب بشرته بالرغم من هذا فهو لا يزالُ وسيما " انا وسيمٌ حقا .. يا لي من فتى " سحبتُ يدي بسرعه ومجددا وللمرة الالف قلبتُ عيناي بياس من كلامه وقلتُ بغضب : هل تستطيع الضحك حقا ؟ .. متبلد المشاعر .. انظر اليه ايها الاحمق اليس صديقك ؟ الا تشفق على حاله ؟ عد الى جسدك السخيف الان وكفّ عن اللهو نظر الي قائلا : ساريك شيئا فقط لارضي فضولك ولكي لا اضطر الى سماع كلام سقيم من فمك الجميل
واتجه الى طرف السرير وتراجع للخلف حتى اصبح فوق جسده النائم تماما ثم تمدد عليه فاختفت روحه ودُمج مع جسده وكانه اصبح طبيعيا لكن هنا دهشتُ عندما رايته رفع راسه ولكن راسه الحقيقيه لم تنصاع له فقال : هل رايتي هذا ؟ انا لا اتحكم بجسدي .. انظري ورفع يده ايضا فخرجت تاركة جسده من جديد فاتضح الامر جليا لها تحدث آرثر قائلا : انقطعت الروابط بيني وبينه ليس الامرُ بيدي ان مت فسيكون هو السبب لانني حقا اريد العودة الى جسدي .. لكنه .. لم يعد ملكي وانزل راسه بحزن نظرت اليه بحزن ايضا .. انا مغروره قليلا ولا اتنازل عن شيئ لي ولا اسمع الا لنفسي .. لدي صفاتٌ سيئه خارقه حقا لكن افضل صفةٍ لي .. والوحيده من بين كل صفاتي السيئه هي انني.. لستُ قاسيه .. لذلك قررتُ ان اساعده .

يتبع ...
================================
رايكم بالجزء ؟!!
اتمنى يكون اعجبكم 😘

بين الحياة والموت حيث تعيش القصص. اكتشف الآن