الفصل الثاني

2.7K 219 126
                                    

صوت أنفاسه المُنتظمة هي ما كان يُسمع بتلك الزنزانة الواسعة , خُصلات شعره الداكنة إنسدلت للأسفل مخفية معظم معالم وجهه الساكنة بفعل نومه الهادئ و الخالي من أي منغصات بالرغم من أنه مُقيد على كرسي بُني اللون بمنتصف الزنزانة ذات اللون الأبيض والتي لا تحتوي إلا على هذا الكرسي و المقيد فوقه !

قاطع سكون المكان دخول رجل ضخم البُنية يرتدي ثياب عسكرية باللون الزيتي وما إن وصل للشاب النائم بعمق حتى أدار ما كان يحمله من زجاجة مياه باردة على رأسه متقصداً بذلك دب الرعب بقلبه , لكن ما حدث جعله يتصنم بمكانه إذ أن الشاب رفع رأسه بعد عدة ثوان وهو يتثائب بينما يتحدث ببحة نومه :" صباح الخير سيدي "

إتسعت عينا الشرطي بغيظ شديد بينما أمال الشاب برأسه وهو يتأمل المكان بملل :" لماذا أيقظتني بما أنني مازلت بذات المكان المُمل مقيداً ؟ "

أجابه بنبرة صارمة ليجعله يعلم من منهما هو السيد هنا :" أين تظن نفسك يا هذا !؟ أحسن سلوكك وإلا لاقيت منا معاملة أكثر أسوء أهذا مفهوم ؟"

لم يبدوا عليه أنه إستمع أو تأثر من صوته الحاد والصارم بل تحدث بتذمر :" أيمكنك فك وثاقي ؟ أنا بزنزانة سحرية كما تعلم و الهرب منها مستحيل حتى بالنسبة لساحر عظيم مثلي ! "

كز الشرطي على أسنانه وكاد أن يجيبه لولا شهقة الشاب التي نطق بحنق :" مهلاً لحظة أنت ألقيت بالمياه الباردة على شعري ؟ هل فقدت عقلك ؟ أتعلم أنني سأقاضيك حرفياً إن حدث له مكروه ! إيف ستقاضيك حقاً ! "

صمت تماماً ليس لإنه شعر بالرهبة من نظرات القابع أمامه التي كانت تشع برغبة بقتله وإقتلاع لسانه , بل لإن ما نطقه ذكره بشيء غاية بالأهمية و لا يعلم كيف نسيه !؟

هو حدق بالأرجاء بحثاً عنها دون فائدة لتظهر ملامح الجد على وجهه وهو ينطق :" أين قبعتي ؟ رمز أسرة إيفريا ! "

شد على قبضة يده وهو يجيبه :" لا أعلم لقد إختفت فجأة بعد أن إعتقلناك ! "

عض على شفتيه بإستياء بينما يهمس لنفسه أنه ما إن يجد طريقة لعلاج هذه المشكلة التي وقع بها سيقوم بتلقينها درساً لن تنساه مطلقاً , هو يتمنى أنها هربت منه وحسب لإنه حقاً سيكون له رأي آخر إن وجد بأنها ذهبت وطلبت المساعدة من أي أحد .

*******

وبذلك الكوخ المسالم جلس ليوناردو وهو يرتب حقيبة جلدية صغيرة بها القليل من الملابس له و بعض النقود بحال إحتاج شيئاً للرحلة فهو وضب أيضاً جزء يسير من الطعام و المياه , وكل هذا تحت أنظار القبعة التي كانت تتربع على رأسه بينما تستمع لكل أفكاره الطفولية كما تدعوها .

.. شباك واهية ..حيث تعيش القصص. اكتشف الآن