تشابكت خيوط لعبتهما حول ضحيتهم الجاهلة لكل ما يحدث حولها ! متناسين تماماً أن أوهن المنازل التي بُنيت بمر التاريخ هي تلك الشِباك الواهية للعنكبوت ، و التي تُدمر فقط من نسمة هواء ربيعية أو لمسة غير مقصودة .
فتح عيناه بتعب شديد وهو يلتفت حوله بهدوء ، وقبل أن تعمل حواسه بشكل جيد هو إشتم رائحة خفيفة من عِطر كريس المفضل مما دفع بقية حواسه للعمل بسرعة بينما نبضات قلبه إزدادت سرعتها ، هذا مخيف و مؤلم ، هو وبالرغم من أنه فتح عيناه لم يرى سوى الظلام ليدرك متأخراً أن عيناه تم إغلاقهما بقطعة قماش بالية !
ثوانٍ إضافية وأدرك أن قدميه و يديه مقيدتان كذلك بسلاسل فولاذية تؤلمه ، و لسبب ما هو يشعر بأن طاقته تُسلب منه وكأنه على وشك النوم مرة أخرى .
نطق بهمس مؤلم :" أخي كريس هل أنت هنا ؟ "
لم يستمع لأي رد لكنه لازال واثقاً بأن أخاه كان هُنا أو مازال كذلك للآن ، إذاً لماذا لا يجيبه ؟
شعر بخطوات تغادر المكان بهدوء ليهتف مرة أخرى بيأس و لهفة :" كريس "
توقف صوت الخطوات لثوان قبل أن تعود للحركة ليخفض الفتى رأسه بخوف ، هو لا يدرك ما يحدث هنا ولا يعرف سوى أن كريس أراد منه أن يأتي لهذا المكان ، لكن لماذا ؟ ما الهدف من ذلك ؟ و لما تحدثت معه والدة كريس بكل هذه القسوة ؟ و صفعته أيضاً ؟
هل تأذت إيف بشدة بسببه ؟ لكنها كانت تتحدث و بدت بخير بالنسبة له !
عض على دواخل شفتيه بقلق شديد ، هو خائف و بشدة ، لا يعلم ماذا يحدث أو ما سيحدث له حتى ، و لا يعرف أي إنسان بالعالم بأسره سوى كريس الذي لا يعلم إن كان هو من أراد أن يوضع بمكان كهذا ، لكن لماذا أطلقوا عليه لقب القاتل ؟ هو لم يؤذي أي أحد بحياته كلها أو على الأقل ما يذكره منها .
أغمض عينيه و قد قرر أن العودة للنوم هي أفضل وسيلة لينسى كل ما حدث معه قليلاً ، على الأقل حتى عودة الشخص الذي يمده بالأمان .
فهو وللآن واثق بأنه سيعود لأجله وربما هو فقط يعاقبه لإنه خالف أحد أوامره .
*****
صعد على تنينه الضخم ذو الجلد الخشن باللون البرتقالي الفاقع ليجعله يحلق عالياً بغية الوصول لمنزل كريس ، فإن ساعده كريس بالبحث سيصبح الأمر أكثر سهولة على كلاهما !
لاسيما أنه الأمير وولي العهد و لديه مئات الأعمال و لا يمكنه الإعلان عن وجود ليو بهذه المملكة مهما حدث .
لم يكد يصل لوجهته حتى عثر على تنين اصغر حجماً يحلق بجواره ليطل عليه مستشاره المزعج و الذي نطق :" سيدي الأمير هناك مشكلة "
أنت تقرأ
.. شباك واهية ..
Fantasyعندما يفقد الإنسان الأمل .. ويفقد ثقته وحبه لمن حوله .. عندما يشعر بأن كل ما يحدث في حياته مجرد خدعة .. وأنه تم إستخدامه من قبل اشخاص أحبهم بصدق من أجل مصالحهم الشخصية .. أيستمر بنشر عبيره بالأرجاء ؟ أم يذبل ويختفي وكأنه لم يكن ؟