ها أنا الآن أطفىء شمعة أخرى لوحدي...شمعتي الأربعين!
أضع هدية على الباب و أجعلني أصدق أنها من مجهول يهتم لأجلي.الوحدة صديقي الذي أجده دائماً متأهبا ليشرب معي كأس الحزن...و الفرح.
ذهبت بنفسي إلى دنيا العزلة، و ما كان ذلك سوى هربا من حبي للناس. فإذا أحببتهم طعنوني، لذلك حولت حبي إلى الله لأنه وحده الكامل!الوحدة تجرد الشجرة من أوراقها، لكنها تجعل جذورها أكثر صلابة على الأرض.
أما أنا فكسرتني، رمتني على رصيف النسيان، و أخذت بي إلى غابة موحشة بعيدا عن الله.
تلك الألحان الجميلة..مزامير داوود..اختنقت بنشازها و شنق الكمان عنقة بأوتاره. انتحر القمر، جفت المحيطات، و أحرقت الشمس بلهيبها آخر خلية في قلبي.في تلك الليلة عندما تخل عني الجميع، و تركت يد ربي..حلقت بسماء مفجوعة لخيانة ابنتها.ما أزال أذكر يوم نادتني شياطيني: "جنى..انضمي إلينا فنحن سنحميكي من كل أذى"
البشر مخلوقات قاسية لكنها تحب! أجل تحب و تهتم لنفسها و تتجاهل من حولها.
هل نسوا أن الكراهية نصف موت و التجاهل موت؟!
يدخلون الكنائس كل أحد و يخرجون من الجامع كل جمعة مصلين متعبدين .. لكن ما النفع ان كانت قلوبهم قاسية غير منسحقة؟! أولا يعلمون أن الحب هو الوجه الآخر للإله و أنه هو الناموس؟!
ما أشد حزن الروح ساعة يحزنها فقدان الحب!
هذه الكلمة السحرية المشعة في عنان السماء طعام النفس و كساء عري القنوط.
لقد مضت حياتي و انا بلا طعام و لا كساء... لم يلتفت لي و لا أي إنسان.نحن ما حيينا إلا لنعرف المحبة، و ما أحببنا إلا لنعرف الحياة. لكننا حيينا بلا حب و دمرنا بذلك الطفل و المراهق و العجوز.إنها لأهم من الخبز و الماء و النور و الهواء.
في كل يوم يتناقص عدد القلوب المحبة و يتضاعف عدد العقول المثقفة. و ما نفع العقل بلا قلب!.*********
"ما ابغضت الا و كان البغض سلاحا أدافع به عن نفسي. و لو لم أكن ضعيفا لما اتخذت هذا النوع من السلاح"
-جبران خليل جبران.
أنت تقرأ
تحت سقف المسميات
Nonfiksiفي مجتمعاتنا الشرقية.. المرأة ليست الضحية الرجل ليس المجرم بل الإنسان المجرم ضحية نفسه!