"اسوء عيد ميلاد"

81K 2.8K 418
                                    

.
.
.
هناك حروف تُكتَب لبعض القلوب ...
و هناك قلوب تقرأ نبض تلك الحروف ...
بعض الكلام لايحتاج لفهم بل يحتاج لإحساس ..

******************************
.
.
.

فززت من نومي وانا سعيده جدا .. استيقضت والابتسامه لا تفارق شفتاي .. ان اليوم هو عيد ميلادي السابع عشر ..اجل ها انا قد كبرت واصبحت في السابعه عشره .. لا اتوقع ان يتذكر الجميع ذلك لكنني متأكده ان ليــث واختي ريم لن ينسوه .. نضرت الى الساعه فوجدتها السادسه صباحا .. ما زال الوقت مبكرا وقد ابتدأت العطله الصيفيه .. انا اكره الحراره واتمنى ان يعود الشتاء بسرعه .. تمطيت في فراشي كقطه ناعسه لا انوي النهوض قريبا .. مر على بالي مشهد الشتاء الفائت عندما مرضت انا جراء خروجنا السري انا وليــث في المطر هاربين من تطفل المعتوهه اسمى .. كان الوقت مساءا حيث لم يعلم احد .. واستيقضت على اثر ذلك مصابه بصداع قوي وحراره مرتفعه .. اتسعت ابتسامتي وانا اتذكر تصرف ليث .. لقد تصرف كالثور الهائج .. كان يذرع غرفتي ذهابا وايابا ويردد انا السبب انا السبب .. وبخته امي بشده حتى اصبح وجهه احمر من الخجل .. لا يزال يخجل حين توبخه امي .. وكم الاعشق الاحمرار الذي يسكن وجنتيه حينها  .. تسربت من بين شفتي ضحكه خافته وانا اتذكر ملامح وجهه الحبيبه كيف كانت .. لقد بقي اسبوع كاملا يعتني بي حتى بعد ان شفيت .. كم احببت المرض حينها فهو قد عاد واشعرني بأنني ما زلت طفلته الصغيره رغم انني لم اعد طفله .. صحيح انني كنت انانيه قليلا وتدللت عليه لأشعر بالمزيد من الاهتمام منه .. لكنني توقفت عن ذلك حين رأيته قد هجر غرفته وبقي في غرفتي يعتني بي .. ذبل وجهه وتعب ليؤلم قلبي لأترك ادعاء المرض اطول من ذلك فيرتاح ويرتاح معه قلبي ..

نهضت من سريري ووقفت امام المرآه انضر لوجهي تاره وتاره اخرى انضر الى صورتنا الجماعيه التي التقطناها قبل ٥ سنوات .. ابي الان مسافر في صفقه عمل فهو قد اصبح يمتلك اكبر شركات تصدير واستيراد المواد الغذائيه في البلد .. ليترك معنا ليــثي والذي اصبح يدير شركه ابي بصوره دائمية الان فهو قد اصبح رجلا كفوئا بنضره .. نضرت الى وجهي في تلك الصوره .. تغيرت ملامحي كثيرا في هذه الخمس سنوات .. اصبحت اكثر نضجا مع ان ملامحي بقيت طفوليه .. وجهي ممتلئ مع الغمازتان التان ضهرتا في خدي .. شعري تجاوز مؤخرتي ب٥سنتم .. اصبح لونه فاتحا جميلا .. ليــث يحبه جدا ومنعني منعا باتا من قصه او اللعب بلونه او تغييره .. لقد غضب جدا قبل ٤ اشهر عندما صبغت بعض خصلاته باللون الوردي .. كنت احب تجربه بعض التغيير ولكنه غضب وصرخ في وجهي وعاقبني .. لم يتكلم معي لثلاثه ايام .. وانا لن اعيد الكره ابدا .. لقد تعلمت الدرس .. قد احتمل برود الجميع معي لكنني لن احتمل جفاء ليث تجاهي .. لذلك تخليت عن فكره عنادي معه.. سرحت شعري واستمررت بالنضر لجسدي .. انه جميل جدا ورشيق حسب كلام دنيا وريم .. صدري كان قد نما واصبح واضحا .. حسنا لا تلوموني على كلامي ولكنني احببت ذلك .. عندما يطيل ليث تأمله فأشعر بتلك الدغدغه في معدتي .. لان نضراته تمنحني احساسه بأني لم اعد طفله في عينيه حسب كلام تلك الشمطاء وابنتها اسمى اللتان يستمران بمناداتي بالطفله امام ليــث والجميع .. غيرت ملابسي وتوجهت نحو الباب .. فتحته بهدوء لأن الوقت مبكر وريم لا تزال نائمه على وجهها وتخرج احدى قدميها من الغطاء وشعرها منفوش حول وسادتها .. اغلقته ونزلت السلم وانا اقفز عليه مثل الكنغر .. سمعت صوت همس خفيف يأتي من المطبخ .. هل امي مستيقضة ؟ مددت عين واحده من الباب لأرى ما يحدث .. كان هناك طيف عرفته بسرعه .. هل هذه ؟  اسمى ؟.. وامامها .. ليث؟ 

مِجَـــنٌوِنٌيّحيث تعيش القصص. اكتشف الآن