الفصل الخامس

294 51 41
                                    

هناك امور قد تطرأ على مخيلتنا فجأة لتحدثنا عن امور اخرى تبعث فينا تلك الراحة التي تدب في العروق محدثةً تناغماً جميلاً قد يراقص القلب للحظات ...

وكما ذلك عندما نظر نايل الى عينيها هي تعتقد انها سيئة الحظ تعتقد انها منحوسة لانها سمراء فهي قد عذبت وتم معاملتها كخادمة فقط لانها سمراء !!؟؟
كانت شاردة الذهن طوال تلك الامسية التي تخفي ملامحها ولا تبرز اياً من سمارها المخفي بذلك المسحوق الابيض

"انا اسف اعتقد جلبي لك كان خاطئاً "
قالها نايل بعد ان لاحظ دموعاً متجمعة في عينيها

"لاتعتذر انا فقط كنت  اتذكر شيئاً ما "قالت وهي تحاول اخفاء دموعها تلك

نظر نايل الى الحاظرين وقد لاحظ ان بعضهم قد ذهبوا فقال مسرعاً
"لنذهب الان اعتقد ان الوقت متأخر "
امسك نايل يديها الناعمة بيديه المتعرقة واخذ يسحبها خارج المكان بعد ان اخبر صاحب المنزل عن ذهابه
كانت جينا تحاول تجنب النظر اليه فهو يحميها الان بدون مقابل لكنها نظرت اليه فجأة وقد كان يتعرق بشكل كبير حاولت تعديل صوتها المكتوم لتقول بهدوء
"لمَ تتعرق كثيراً ؟"

امسك نايل بمنديل قد اخرجه من جيبه ليمسح به العرق ورد قائلاً "لااعلم "

نظرت اليه مجدداً وقالت "تبدو متعباً جداً فأنت لا تحضى ببعض الراحة هذه الفترة "
اومأ نايل ببطىء وقال :" لنذهب الى المنزل الان "
....................
"انا لن اعود "
"مالذي تقصده زين ؟! " سألت آشلين فقد شعرت للحظات بالخوف فإذا عرف ذلك الشخص انها السبب في هروب زين قد يوشي بها وينتهي الامر بإعدامها في ايضاً من عائلة ملكية
"اعني لن اعود الى ذلك الرجل "

"زين انت تعلم جيدا ان الهرب امر صعب وان وجدك لن يرحمك مطلقاً"قالت آشلين وهي تحاول اقناعه عن العدول عن هذه الفكرة

"لاعليكِ عودي انتِ ولاتقلقِ "قالها زين بخفوت
"ولكن .."
"شكراً حقاً لكل شيء فعلته من اجلي ، ادركت الان ان هناك خير مازال في هذا العالم البائس "قالها ثم اردف "هيا اذهبي وانا سأتدبر امري "

شعرت آشلين بفجوة بداخلها لمَ تشعر بالحزن ؟! لمَ ساعدته منذ البداية اذا كانت ستتخلى عنه في المنتصف؟!  الف سؤال يدور في رأسها ولا تعلم جوابه

"زين " قالتها آشلين لكن زين لم يكن هناك فقد ذهب بينما كانت هي غارقة بتفكيرها
....................
"لمَ لا تتناول طعامك ؟" سألت جينا وهي تقوم بتحريك طعامها
منذ ان عادا الى القصر ونايل لم يتحدث مطلقاً هي بدأت تشعر انها عبء عليه

"لست جائعاً " اجاب مختصراً
"يبدو بأنك من النوع الذي يتعرق كثيراً "
" اجل عندما اتوتر " قالها نايل ثم اردف قائلاً " هل لي بطلب صغير ؟"
" بالتأكيد "
"ارجو منك الا تفكري ابدا في الخروج من هنا "
" لمَ تقول هذا  ؟" سألت جينا وملامح الدهشة واضحة على محياها

" لاني اخبرت ابي اني قد قمت بقتلك "
"ماذا!!"
"اجل ستبقين هنا في غرفتي ولن تخرجي الا متنكرة " قالها نايل وهو يستقيم ليذهب

"الى اين ستذهب ؟"
"لرؤية آشلين فقد تأخرت عليها اليوم "
اخذت جينا معطف نايل وقالت بهدوء " ارتدي هذا فهناك رياح في الخارج وانت تتعرق كثيرا "
" شكراً " قالها نايل وذهب
..............
كانت آشلين في طريقها الى نايل لكن زين لم يفارق مخيلتها ولو للحظة هناك شيء ما غريب بشأنه هي تهتم لامره بشكل مخيف ...

"ارجوك اعطني نقودي "
" اتظنني حمقاءً اغرب عن وجهي "
"لكني عملت لديكِ بكل مالدي من ضمير ارجوكِ " قالها الطفل مترجياً
" اعطه نقوده " قالت آشلين وقد قامت بتغيير صوتها وزادت من حدته قليلاً
" لاتتدخلي " اجابت تلك العجوز
" لقد عمل بكل قواه لتحرميه من ماله بعد شقائه"قالت آشلين وعقدت حاجبيها بعصبية
.........
اخذته آشلين واعطته نقودا لكنها الان باتت تعلم جيدا ان هناك شيء جديد ظهر في المدينة لم تعد التفرقة فقد بين الاسود والابيض واللكنّة الغريبة بل اصبحت التفرقة الان بين الغني والفقير !! يال الدمار الذي اصبحت تعاني منه ايرلندا هل سوف يجلس العالم يوماً على قدميه ويتقيئنا

" مرحباً " قالت آشلين وهي متأخرة كالعادة
"آشلين تأخرتي كثيرا " قالها نايل متنهداً
" نايل اريد البكاء "
" آشلين هل انتِ بخير ؟"
بدأت اشلين تبكي بخفوت ثم اردفت " انا خائفة عليه سوف يموت ان امسكوا به "
" هي ايضاً ستموت ان امسكوا بها " قالها نايل ليعم الصمت قليلاً
"نايل يجب ان انقذه انا ذاهبة "
" آشلين عودي ، آشلين " صرخ نايل بعد ان ركضت مبتعدة عنه بسرعة ...

لست مختلفا عني حيث تعيش القصص. اكتشف الآن