مِن مَنظور قُبعة !

2.8K 631 169
                                    

"إهداء إلى چاز فريدريك، زوجي العزيز.

بعد سنوات من الاعتزال عن عالم الكتابة و عن الشهرة و عن كُل شيء، أعاد لي الحياة عندما إلتقيت به بطريقة غير مألوفة و لم تخطُر على بالي أبدًا.

أحبك، چاز."

إنتهت من قراءة الإهداء إلى جميع الصحفيين و المصورين و الحضور، لتلتفت و تنظر إلى زوجها، چاز، عيناه تلمعان فخرًا بها.

"إذًا سيدتي، أخبرينا ما سبب تسمية روايتكِ بهذا الاسم!" قال أحد الصحفيين بعدما سمحت ڤيرلي له بالتحدُث.

إبتسمت ڤيرلي بثقة، "اسم الرواية ربما يوضِّح الكثير من الخفايا، فعنوان 'مِن مَنظور قُبعة' كافٍ لشرح جزء بسيط عن قصة الرواية. أُفَضِل أن القاريء مَن يستكشف ذلك بنفسه"

"شكرًا سيدتي" أجابها الصحفي بإمتنان ليجلس على كرسيه من جديد.

رفعت صحفية أخرى يدها، فسمحت لها ڤيرلي بالتحدُث لتقول: "سيدة فريدريك، ما هي أسباب اعتزالكِ هذه الفترة الطويلة عن الكتابة دون أية مُقدمات؟"

"الأمر شخصي بعض الشيء، لكن يُمكنكم القول أنني عانيت من عدة إنهيارات بشكلٍ مُتقطع الفترة السابقة" أوضحت الأمر بهدوء و إبتسامة بسيطة.

أومأت الصحفية لتتحدث من جديد: "فلتخبرينا قليلًا عن السيد چاز"

ساد الصمت بأرجاء القاعة، الجميع صامت مُنصتًا بإهتمام لما ستقوله ڤيرلي.

تنهدت بعُمق و لم تختفِ الابتسامة من على وجهها، "كما هو مكتوب بالإهداء، إلتقينا بطريقة غريبة و غير متوقعة، لذا فنحن نُفَضِل أن نُبقيه سرًا" ضحكت فضحك الجميع، فيما بينهم چاز الذي يُحدق بها هائمًا.

"هو يملك شيئًا ليس لدى أي أحد آخر، شيئًا يُمكن الشعور به و لا يُمكن أن تصفه الكلمات أبدًا .. تحمل تقلبات مزاجي و أوقاتي العصيبة، تحمل إنفعالي و ساعدني بتخطي الكثير من الأمور، ببساطة، هو أحياني من جديد"

الجميع بدأ بالتصفيق الحار و إبتسامات مُنتشرة على أوجههم جميعًا، ينظرون إليهما بسعادة و فخر.

بتلك اللحظة، هي أدركت تمامًا أن كُل ما حدث لها كان تمهيدًا لتلك السعادة الصافية و أن القدر كان يحمل لها شيئًا أجمل من الذي كانت تتمناه أو كان ببالها. أدركت و أيقنت ان الرجل إذا كان حُبه صادقًا لن يتخلى عن إمرأته مهما كانت الظروف و مهما كانت عيوبها فسيتحملها و سيساعدها على تحقيق النجاح بحياتها، سيقف بجانبها لتخطي أي عقبة مهما كانت.

كانت مُمسكة بيد چاز، بل كانت مُتشبثة بها. رفع كفّها ليُقبله بحنان و يصفق الجميع من جديد، بينما هي تُلقي بنظرها إلى تلك القُبعة الصغيرة القابعة على حِجرها، تلك القُبعة التي أصبحت سببًا بسعادتها.

"لا تستهِن بأصغر الأشياء أيًا كانت، فرحلة الألف ميل تبدأ بخطوة ..!"

تَــــــــــــــمَــــــــــــــــتْ.

مِن مَنظور قُبعة !حيث تعيش القصص. اكتشف الآن