الساعة الثانية عشر

39 9 0
                                    

قلق وخوف ,واضطراب , ثلاث كلمات تصف الحالة المنتشرة في المدينة , لا أحد يعلم شيء , لا أحد يعلم من هم , ومن أين أتوا , لا أحد يعلم متى يحين دوره , وأي نوع سينقض عليه , و محطات التلفاز لا تنفك تعرض عن حالات الخطف , والقتل المنتشرتان في المدينة , ولكن !, ماذا بعد ؟!.
.
.
غرفة شوجو .
شوجو : لا أريد المووووووووووت .
جالسا على السرير , وقدماه ممددتان , ينظر الى يديه وهما ترتجفان , وتكاد عيناه تقفزان من مكانهما , والعرق يتصبب منه , ينظر من حوله , يرفع رأسه الى ساعة الحائط .
شوجو : الساعة متوقفة .
يقف كالمجنون باعثا عن هاتفه , يرمي كل شيء من حوله , ثم يتذكر ساعة اليد .
شوجو : انها العاشرة وثلاثٌ وثلاثون دقيقة !, مساءً!.
يركض باتجاه النافذة , الستائر مفتوحة والقمر في السماء ساطع .
شوجو يبلع ريقه ويتبع قائلا : هل كان حلم !, أم أني الان أحلم ؟,... لقد نمت وقتا طويلا , بما أن الساعة متوقفة اذا انا لا أحلم الان , يا الهي أي حلم مرعب رأيت , رأسي يؤلمني , ربما يجب علي السير في الخارج , فالجو لطيف .
يأخذ هاتفه بعد ما وجده تحت السرير , يخرج من البيت ويغلق الباب بالمفتاح .
.
.
.

بعد عشر دقائق وهو يسير في شارع خالٍ من البشر .
شوجو : الساعة الحادية عشر الا ربع ,... لماذا أنا مهتم بالساعة كثيرا اليوم ؟!, هل حقا سأموت الليلة ؟!.
الجو هادئ ,لا يسمع سوى صوت الحشرات بين الاعشاب على جوانب الطريق .
يقف شوجو لثانيتين , ثم يسير قليلا , ثم يقف , ليعاود السير مرة أخرى , ثم يقف وينظر سريعا الى الخلف ودقات قلبه تنبض بسرعة .
شوجو وهو يتنفس بسرعة : لا يوجد أحد ,.... لقد شعرت بأحدهم يتبعني .
يعاود السير , ولكن مع زيادة سرعته.
.
.
في تمام الساعة الحادية عشر .
شوجو :لم أعد أشعر بوجود شخص يتبعني , أشعر بأني مرهق , ربما يجب عل.... يتوقف عن الكلام فجأة ثم يكمل وهو يرتجف : صوت , هناك صوت , من أين يأتي ؟, ماذا أفعل , هل أهرب ؟ .
يضع يديه على رأسه , ويقول : أنا خائف , لا لا تخف , أنا خائف ,لا تخف , أنا خائف ,لا تخف .
تتحرك قدماه الى الامام, و يسير ببطء , ثم يبدأ بالركض مسرعاً ,يركض ويتابع الركض , وفجأة ...
شوجو واضعا يديه على فمه والعرق يملأ وجهه : مرعب , وحشٌ مرعب , لقد جئت اليه بقدمي.
يعود خطوة الى الخلف ويقول : مهلا هو لا يراني , سأهرب بهدوء , انه مشغول بتلك الفتاة الصغ ... يصمت قليلا , وقد فتح عينيه بشدة ثم يقول : ماذا يفعل بالطفلة الصغيرة , انها تصرخ , ماذا أفعل ؟, ولكن مهلا , مهلا , لم هو يقف بلا حراك , كل ما يفعله هو النظر اليها وهي تطير في السماء وتصرخ , لماذا تصرخ ؟,.....
توقفت الفتاة الصغيرة عن الصراخ , وحل الهدوء في المكان , وبدأ الظلام يشتد .
ينظر شوجو الى الطفلة وهي تسقط على الارض , وقد خرج منها شيء .
شوجو ببرود وعينيه لا تزالان على حالهما : هل انتزع قلبها ؟.
يرفع الوحش الاخضر الضخم يده الى الاعلى ليمسك قلب الفتاة , ينظر الى القلب , ثم يقوم بسحقه بشدة , وقد بدت علامات الغضب عليه , فيركض مسرعا باتجاه جثة الطفلة , فيصرخ شوجو قائلا : ابتعد عنها .
يقف الوحش في مكانه , يحرك رأسه باتجاه شوجو , عيونه المرعبتان تضيء في الظلمة , فيتحرك مسرعا باتجاه شوجو .
يقف شوجو خائفا وهو يرتجف : يا الهي ماذا فعلت ؟, لم صرخت عليه , سيقتلني , سيقتلني , لاااااا .
ويبدأ شوجو بالركض فزعا والوحش يقوم باللحاق به , لا أحد في الشارع , ومن السرعة الجنونية التي يركض بها شوجو , يصطدم بكل شيء أمامه , وكل دقيقة تمر يزداد سواد الليل معها .
ومن أحد الاماكن , ظلٌ واقف ينظر اليهم .
.
ينظر شوجو خلفه , ويتوقف عن الركض .
شوجو وهو يتنفس بصعوبة : لقد اختفى , أين ذهب ؟, لا يهم , كل ما علي فعله هو الهرب بعيدا .
يتحرك بجسده الى الامام , فيصدم بشيء لزج , يرفع رأسه الى الاعلى , وهو يبكي .
شوجو : متى وصل الى هنا ؟.
يخاطب الوحش الاخضر : أرجوك لا تقتلني .
ينظر الوحش اليه , ويمسك به , فيبدأ شوجو بالصراخ : اتركني , اتركني أرجوك اتركني , لا لا لا لا أريد الموووت , أرجوك .
يضع الوحش يده على رقبة شوجو , يحاول شوجو ابعاد يده عن رقبته ولكن بلا فائدة , فلزوجة جسد الوحش تفشل كل شيء .
يتوقف شوجو عن الصراخ فجأة ,ويبدأ بالانهيار شيئا فشيئا .
شوجو : أيها الوحش القذر , أدخلت يدك المقرفة الى جسدي .
يبدأ شوجو بالسعال , والدماء تخرج من فمه , وبطنه ينزف بشدة جراء الجرح العميق الذي أحدثته يد الوحش .
شوجو يرفع يده : الحادية عشر وثلاثون دقيقة ,... يكمل ضاحكاً : كنت أظن بأني سأموت في تمام الساعة الثانية عشر .
فتسقط يده الى الاسفل.


نصفان متناقضانحيث تعيش القصص. اكتشف الآن