الماضي

47 10 4
                                    


مع بزوغ شمس صباح اليوم التالي , وفي مكان الحادثة , رجال يقفون في المكان , والدماء تغطي الارض , أحدهم يقول : لقد نزف طيلة الليلة الماضية , إنه جثة هامدة .. أكمل أحدهم : للأسف لا يوجد له أهل في هذه المدينة , حتى أخاه لم يرغب برؤيته .
.
.
أمام منزل شوجو ,يقف كارل ينظر الى المنزل ,يحاول فتح الباب ولكنه مغلق .
كارل : من الجيد أني أملك نسخة احتياطية .
يفتح الباب , يدخل بهدوء , ينظر الى البيت نظرة صغيرة , يكمل السير باتجاه غرفة شوجو ,عند وصوله يرفع يده المرتجفة لفتح الباب .
كارل : حسنا شوجو , أنا داخل , لا بأس في ذلك ! .
يصمت قليلا ويتابع الدخول وعيناه تنظران الى الارض , يرفعهما روديا روديا , وينظر بتأملٍ في الغرفة , وفجأةً ....يجهش بالكباء .
يجلس على الارض ودموعه تسقط دمعة تلوا الاخرى , يحاول التكلم بصعوبة : أنا آسف , ظننتك كنت تمزح في الامس .
.
.
.
بمرور ساعة ونصف .
يقف كارل حاملا صورة ينظر اليها .
كارل : لقد كنا صغاراً , الان انا لا أملك شيء سوى ذكريات الطفولة .
يرفع رأسه الى السقف , يغمض عينيه , ويبدأ بالغوص في ذكرياته القديمة ...
.
.
.
في حديقة منزل متواضعة , يجلس طفلان يلعبان بحشرات الارض .
يقول أحدهما : هي كارل , حتى من الحشرات تخاف , أنت جبان يا أخي .
كارل ودموعه تكاد تفضحه : أنا لا أخاف من الحشرات , ولكن أنت تلعب بحشرات مؤذية .
يرد عليه : اسمع يا كارل , فلتضع هذا في رأسك ولا تخرجه أبدا , أبدا , شوجو سيكون يوما ما رجلا قويا , قويا يهابه الجميع .
كارل : أخي لقد حفظتها , وتصدع رأسي منها , لا يمر يوما إلا وتقولها .
شوجو : اذا لا تنسى ذلك , تبا لك يا كارل تحفظ ما أقوله , ولكنك لا تستوعبه , هذه الحشرات لا ترعبني, هل فهمت ؟.
كارل : سأذهب الى أمي .
شوجو وهو يصرخ : كاااارل أنت في الثالثة عشر من عمرك , ولا تزال تعتمد على امك .
كارل : أنا ذاهبٌ اليها فقط , أم أنك تغار مني .
شوجو راكضا باتجاه كارل : سأريك من الذي يغار من الاخر .
ويهرب كارل منه .
.
.
.
في الساعة ثامنة مساءً وفي غرفة مظلمة .
كارل : شوجو , لماذا أبي وأمي يتشاجران كثيرا ؟.
شوجو : وما أدراني أنا .
كارل وهو يبكي : متى سيأتي ذلك اليوم الذي لن يتشاجرا فيه ؟.
شوجو ساخرا : عندما تموت .
كارل يضرب شوجو على رأسه ويقول : أنت فظيع يا أخي .
شوجو : نحن توأمان غريبان أليس كذلك يا أخي .
كارل : ألأني جبانٌ , وأنت شجاع .
شوجو : ممم , لا أعلم ربما , ولكن دائما لنا وجهات نظر مختلفة .
كارل : ولكني أحبك يا أخي .
شوجو ينظر اليه نظرة غريبة : قلها مرة أخرى وسأقتلك .
كارل مستغربا : لماذا ؟!, هل قلت شيئا خاطئاً .
شوجو : لا أحب هذا النوع من الكلام .
توقفا عن الكلام لدقائق ثم ...
كارل : لم أعد اسمع لهما صوت , هل أنهيا جدالهما .
شوجو : ربما .
.
.
.
اليوم التالي .
كارل : أمي ماذا تفعلين ؟, ما بها هذه الحقيبة .
تسير الام باتجاه كارل : حبيبي كارل أنا آسفة .
كارل : أمي ما بكِ ؟.
شوجو : ما الامر ؟.
الام : شوجو , اعتني بأخيك جيداً .
شوجو : هاا , ولم لا تعتني به أنتِ .
الام ضاحكة : أنا لا أستطيع فع..... تبكي
شوجو و كارل : أمي ما بكِ .
كارل باكيا : أمي أخبرينا ما الامر .
شوجو وهو يفتح عينيه شيئا فشيئا : أمي , لا تقولي بأنكِ .
تنظر الام الى الارض وعلامات التعاسة واضحة عليها .
شوجو : أمي , ولكن لماذا ؟, تشاجروا كل يوم , ولكن لا تتركينا .
كارل وهو يحاول ايقاف دموعه : أمي هل ستتركينا حقا ؟.
تقوم الام بضم الطفلين الى صدرها , فيجهش الجميع بالبكاء , وتردد الام قول : أنا آسفة , أنا آسفة .
.
.
في اليوم التالي .
كارل : شوجو , أنا أكره والدي .
شوجو : ألأنه جعل أمي تغادر ,... يضحك باستهتار ويكمل : وما أدراك من المذنب .
كارل باكيا : ولكن , أبي لم يفكر بنا أبدا ,أنا أحب امي وأريدها .
شوجو : حسنا يا أخي , أكمل بكاءك لعله ينسيك أمك .
كارل وقد ازداد بكاؤه : فلتغرب من وجهي , أنت أيضا , أنا أكرهكم جميعا .
يقف شوجو ثم يقول : اذا أنا ذاهب , عندما تهدأ سنجلس سويا .
يخرج شوجو من الغرفة , يستند على حائط الممر , محاولا كبح دموعه بلا جدوى .
.
.
بعد مرور ثلاثة أيام.
كارل : رائع اليوم سنرى أمي , اشتقت اليها .
شوجو : سأسبقك الى السيارة .
يركض الطفلان فرحان , يتشاجران من الذي سيدخل أولا الى السيارة .
من داخل السيارة .
كارل : شوجو .
شوجو : أخي ألم تلاحظ شيء ؟.
كارل : هاا , لا وما هو ؟.
شوجو : أنت كثير الكلام , دائما أنت من يبدأ الكلام أولا , الكلام هو كل ما تستطيع فعله .
كارل : اصمت , سأخبر أمي بكل ما تقوله عني .
شوجو بضجر : عدنا للبداية .
توقفت السيارة , السائق : تفضلا , لقد وصلنا .
شوجو : شكرا لك يا عم .
كارل : شكرا لك .
.
.
شوجو : لماذا لا تركض باتجاه أمك .
كارل مبتسما : أجل , سأسبقك .
.

.

يدخلان المنزل بهدوء , حتى لا تشعر بهما والدتهما .
كارل بصوت منخفض : ستكون سعيدة عند رؤيتنا .
شوجو : أجل .
كارل : لا يوجد أحد في المنزل .
شوجو : ربما في غرفتها , سأسبقك .
كارل : انتظر .
وصلا الى باب الغرفة .
شوجو بهمس : كارل اسمع , سأفتح الباب دفعة واحدة , وسنقول معا , نحبك يا أمي , اتفقنا ؟.
كارل فرحا : أجل .
شوجو : واحد , اثنان , ثلاثة.
شوجو و كارل : نحبك يا أم....
يتوقفا عن الكلام , يقفان مصدومان .
كارل ودموعه بدأت تنهار : شوجو , ما الذي أراه ؟.
شوجو باكيا : لاأعلم .
كارل : هل هذه أمي ؟.
يسير شوجو الى داخل الغرفة , يجلس على الارض .
شوجو مصدوما وباكيا في نفس الوقت : أمي ما الذي حدث ؟, لم كل هذه السكاكين في جسدك ؟.
كارل : أمي ردي .
شوجو واضعا يده على رأس أمه , يمررها شيئا فشيئا على وجهها (ما عرفت ايش أقول بدل كملة أحسس ههه) : أمي , من فعل بكِ هذا ؟, لماذا ؟, لماذا ؟, لماذا اليوم بالتحديد ؟, في البداية تركتنا , والان أنتِ تتركيننا للأبد , أنا لا أريد الاعتناء ب كارل , عودي واعتني به أنتِ , هيا انهضي , ردي علي , أمي, ليتنا لم نتمنى انتهاء شجاريكما .... فيجهش بالبكاء .
ينظر كارل الى أمه ولا يستطيع نطق كلمة واحدة .
.
.
.
بمرور ثلاث سنوات .
شوجو : كارل , سأغادر الان , ربما سنلتقي في يوم من الايام .
كارل : أجل , أتمنى ذلك , سأشتاق الك يا أخي .
.
.
.
في زمنهم هذا , وقبل أربعة أيام بالتحديد .
شوجو : حسنا سيدي فمهت المطلوب مني .
الرجل : يوجد لك زميل عمل هنا .
شوجو : اوه حقا سيكون هذا رائعا .
الرجل : انه في الداخل , اذهب اليه .
شوجو : شكرا لك سيدي على كل شيء .
يسير شوجو باتجاه الغرفة , يدخل اليها قائلا : مرحبا , ادعى شوجو , تشرفت بك .
الزميل مصدوما : شووجووو , أخي لقد اشتقت اليك .
شوجو : هاااا , كاارل , ماذا تفعل هنا أيه الابله ؟.... يضحكان.
.
.
.
كارل من غرفة شوجو باكيا : آسف يا أخي لم أستطع النظر اليك , لم أستطع رؤيتك ميتا , ولكني أحبك يا أخي .
ويُسمع صوت شيء سقط في المطبخ .
كارل مرتجفا وقد بلع ريقه : م م ما هذا الصوت ؟.


نصفان متناقضانحيث تعيش القصص. اكتشف الآن