نصفان متناقضان

انكشاف الحقيقة

كلمة واحدة كفيلة بقلب القلب الطيب الى قلب قاسٍ , كلمة واحدة قادرة على قلب الموازين بين الاطراف , كلمة واحدة قادرة على نزع الثقة بين الاصدقاء , كلمة واحدة قادرة على أن تكون سكينا لتميت قلبا كان يحتضر أنفاسه الاخيرة , كلمة واحدة فقط .
.
.
ممددا شوجو على سريره , ينظر الى يده , بعينين يائستين .
شوجو مخاطبا نفسه : مر شهر كامل , لا شيء عن لانا , ولا عن كارل .
يرفع ظهره الى الامام , يتابع النظر الى يده : استبدلت يدي التي قطعت بيد فولاذية آلية , ما فائدتها إن لم أجد أياً منهما .
يخاطبه ميلو ,و هو جالس على كرسي بجوار السرير : دعك من التفكير بهذه الامور , فكر بما قاله مايك لك في ذلك اليوم .
شوجو : مايك , أجل .
في مخيلة شوجو : ( شوجو ل ميلو : ألا تعلم أين تذهب ري ؟.
ميلو : رأيتها في الامس تدخل مشفىً , ولكن لا أذكر بأن لها أقارب في هذه المدينة .
شوجو : هذا مريب .
ميلو : هل تريد الذهاب الى هناك .
) .
.
.

ميلو : شوجو , بماذا تفكر .
ينظر شوجو الى ميلو ويتابع الغوص في مخيلته : ( ميلو : هذا هو المشفى .
شوجو : سأدخل انا , أنت ابقى في الخارج , فربما تأتي ري في أي لحظة .
ميلو : كما تريد .
بدخول شوجو الى الداخل , وبعد استفساره عن المريض الذي تزوره ري , يقف خلف باب المريض , التوتر باديا عليه .
شوجو : هل يعقل أن تكون ...
قلبه ينبض بسرعة , يرفع يده لطرق الباب .
يسمع صوت طفل يقول : من تقف خلف الباب ادخل .
يصدم شوجو , يقوم ببلع ريقه .
شوجو يحدق في الباب : هذا صوت طفل ,... مهلا كيف عرف أني أقف خلف الباب .
الطفل : ألا تريد الدخول ؟.
يأخذ شوجو نفسا عميقا , ويقوم بفتح الباب .
شوجو : مرحبا .
الطفل جالسا على السرير وتبدو عليه صحة جيدة : أهلا بك , ولكن من انت ؟.
شوجو : اسمي شوجو , أأأنا , أنا صديق ري .
الطفل : أهلا بك , وأنا مايك .
شوجو : مايك .
مايك : تعال واجلس هنا , لمَ أنت متوتر ؟.
شوجو يسير باتجاه الكرسي , يجلس عليها بكل هدوء ,يقول ووجهه عابس : كنت أظنك شخصا آخر .
مايك : حقا , من يكون ؟
شوجو ضاحكا : هههه انها فتاة .
مايك : ماذا تكون ري بالنسبة لك ؟.
شوجو : ماذا ؟! , ري !!! , مممم , صديقة فقط .
مايك : هذا جيد .
شوجو : وأنت ما علاقتك ب ري ؟.
مايك : أنا لا أعرفها , عندما استيقظت وجدتها بجواري , قالت لي بأنها ستهتم بي , هكذا أخبرتها صديقتها .
شوجو : صديقتها !! .
مايك : اجل , ربما كانت تتحدث عن تلك الفتاة التي أنقذتني .
شوجو : أنقذتك من ماذا ؟.
)

.
.
شوجو ل ميلو وهو يحدق به : أجل , أنا أتذكر كلام مايك , كيف نسيت هذا ؟.
.
.
في مخيلته : ( شوجو مصدوما : وهل هذه الفتاة التي أخبرتني عنها , هل تملك شعرا أسود , وعينين سوداوين ؟.
مايك : أجل , لقد كانت دافئة , ولكنها كانت تتنفس بصعوبة وهي تحملني .
شوجو : وهل جاءت لزيارتك من يومها .
مايك : لا , لم أرها , منذ استيقاظي , وري تزورني , وفي كل مرة اسألها عنها , تتجنب الاجابة .
شوجو : ري ,.... , انها تعلم شيئا .
شوجو : صحيح مايك , كيف شعرت بي ؟.
مايك : لا أعلم , أشعر بأني أقوى من قبل , وأستطيع سماع أصوات خطوات كل الاشخاص القريبين من غرفتي بسهولة .
شوجو : ماذا ؟.
)
.
.
شوجو ل ميلو : ري تخدعنا , انها تعلم مكان لانا , ولا تريد اخبارنا بذلك .
ميلو : هل من المعقول بان ري قتلت لانا ؟.
شوجو : لا , لا أظن هذا , ف ري أضعف من أن تهزم لانا .
ميلو : هذا صحيح , ولكن ربما قتلتها غدرا .
شوجو : ماذا ؟!.
ينظر شوجو بوجه مرعب الى ميلو : لو قتلت ري لانا , فسأقتلها بيدي .
ميلو : ولكن ,.... تقاطعهما ري : عن ماذا تتحدثان ؟.
ميلو : ماذا جاء بها هذه الان ؟.
شوجو ينظر الى الارض , يرفع رأسه باتجاه ري شيئا فشيئا , قلب ميلو ينبض بقوة .
شوجو : كنا نتحدث حديثا عاديا .
ميلو مخاطبا نفسه : يا الهي , هذه أول مرة أخاف فيها بشدة , ظننته سيقتلع رأسها من مكانه .
ري : حقا! , .... ممم , ما رأيكم بالخروج الى نزهة معا .
شوجو : اه , هذا رائع , هكذا سنروح عن انفسنا .
ميلو ينظر مصدوما الى شوجو : بماذا تفكر أيها الاحمق ؟.
ري : وأنت يا ميلو .
ميلو : أجل بالتأكيد , سأكون معكم .
ينهض شوجو من على السرير , ينظر بنظرات حادة الى ري , يتذكر كلمات مايك الاخيرة له : ( سمعت ري تخاطب نفسها قائلة : بمرور الوقت سينساها , وسنستخدمه كفأرٍ في معركتنا , وهكذا أكون أنا و جان وميلو قد تجنبنا خسارة أحدٍ منا , كنت أظنه سيكون صديق لنا , ولكنه لا يفكر بأحد سواها . ) .
يمر بجوار ري وهو ينظر الى الامام .
تقف ري مرتجفة , تخاطب نفسها : ما هذا الشعور المرعب الذي شعرت به , اقشعر جسدي بأكمله .
يفتح شوجو باب الغرفة , يقول وهو يغلق الباب : نحن أصدقاء أليس كذلك ! .
تفتح ري عينيها بشدة , ينبض قلبها بقوة مرتعبا , تقوم بابتلاع ريقها , تنظر الى ميلو قائلة : بتأكيد نحن أصدقاء .