الوحش المرأة

36 8 4
                                    


  أسبوع يمر على موت شوجو , هدوء مفاجئ يغمر المدينة لمدة اسبوع , محطات التلفاز أصبحت خالية من أخبار القتل والخطف , اختفاء مفاجئ للوحوش , فهل هذا هو الهدوء قبل العاصفة ؟!.
.
.
طفل في العاشرة من عمره يدخل منزله متوسط الحجم , يفتح الباب ويتكلم بصوت مرتفع قائلا : لقد عدت .
يخلع حذاءه والحيوية تملأه , ويعاود الكلام بصوت مرتفع : أمي أنا جائع .
وفجأة تطفئ الانوار , ويحل الظلام بكل المنزل .
الطفل : أمي , هل تريدين اللعب معي ؟.
لا مجيب .
الطفل : أمي ...
هدوء .
الطفل : أمي أين أنتِ ؟.
صوت صنبور الماء فتح .
الطفل فرحا : أمي أنتِ في المطبخ .
يركض الطفل باتجاه المطبخ , يقف على مدخل المطبخ ويقول ضاحكا : لقد وجدتكِ .
لا مجيب .
الطفل : أمي لمَ أغلقتِ الانوار ؟, أنا لا أراكِ.
صوت شخص يضحك ضحكة شريرة .
الطفل يبلع ريقه : أمي ما بكِ ؟.
أمطار غزيرة في الخارج , يقف الطفل يدقق النظر , وفجأة ضوء البرق يشق طريقه الى المطبخ , فتظهر في عيني الطفل , شخص بشعر أسود كثيف وطويل ,وعيونٌ حمراء مرعبة , يقف وجسمه مقابلٌ لنافذة المطبخ , ووجهه متوجه باتجاه الطفل , بملامح مرعبة وضحكة شريرة , شرايين عيون الطفل تكاد تنفجر من الخوف , جسمه تصلب بمكانه من شدة الرعب ,يدوي صوت الرعد في السماء , ليحرك الصوت أقدام الطفل الى الخلف , ويفر هاربا نحو باب المنزل الخارجي وهو يبكي .
الطفل باكيا مرتعبا : أمي أين أنتِ ؟.
يصل الطفل الى باب المنزل , يحاول فتحه بقوة , بلا فائدة , ينظر الى الخلف وجسده يرتجف , ليجد الشخص خلفه مباشرة , ويحمل سكينا كبيرة , يصرخا الطفل بأعلى صوته : النجدة , النجدة , امي , أمي .
يقوم بحمل الاحذية ورميها باتجاه الشخص , فيتقدم خطوة خطوة باتجاه الطفل , يتشبث الطفل بالباب , فيهجم الشخص بسرعة وهو رافعٌ يده ومعه السكين , يصرخ الطفل وعيونه تبكي بشدة .
يعم الهدوء فجأة , باستثناء بكاء الطفل الذي يخرج من بين قدميه التي تضم وجهه ,يرفع الطفل رأسه , ليجد الشخص يحاول اخراج السكين من الباب , يقف بسرعة ويقوم بدفعه بقوة ويهرب الى داخل المنزل.
صاعدا سلالم المنزل , وقلبه ينبض بقوة , والدموع لا تفارق عينيه : أمي أين أنتِ أنا خائف .
يجلس على أول درجة من الاعلى , يأخذ نفسا عميقا , نبضات قلبه غير متناسقة , يضع يده على الارض , فيمسكها شيء , يعض على شفتيه ويزداد بكاؤه ,فيقف محاولا الهرب , ولكن ما يسمك يده يشده الى الخلف , فيصرخ الطفل باكيا : اتركني , أرجوك اتركني , ....
فيتركه ما يمكسك يده , فيرجع ظهره الى الخلف باتجاه الاسفل , علامات الصدمة تملأ وجه الطفل , يقول مرتجفا : أنا أقع .
فيسقط الى الاسفل , ليقابل ظهر الفتى حافة الدرجة , ويكمل سقوطه متدحرجا , لتستقبله الارض , ورأسه ينزف نتيجة التصادم القوي مع درجات السلالم .
الطفل وهو مرميٌ على الارض , ووجهه مقابل لسقف المنزل , عيونه مفتوحة بشدة , ومن تحته الدماء يفترشها , يتمتم بصوت لا يقوى على الخروج : هذا مؤلم .
هدوء يعم المنزل , لا يسمع سوى صوت الامطار في الخارج .
الطفل : أمي أين أنت ؟,.....
الطفل بضعف : ماء , قطرة ماء سقطت على وجهي , ..... يصمت ليصغي لصوت قادم .
تتحرك أذنا الطفل , صوت أقدام تسير باتجاه الطفل .
الطفل يصرخ ويبكي : لاااااااا , آآآآآه يا اميييييي , لااااااااا .
فيقف جسد الطفل مذعوراً دفعة واحدة , يركض بجنون , يركض فيسقط على الارض , يعاود الوقف فيسقط , ليعاود مرة تلوا الاخرى , ليصل الى غرفة الضيوف , يقف على المدخل , ويبدأ بالصراخ بشدة , ورائحة الدماء تملأ المكان , أحدهم يجلس بالغرفة على ضوء شمعة صغيرة , ويديه مليئتان بالدماء , وبجواره جثة رجل , فيوجه نظراته الى الطفل , ويبتسم ابتسامة عريضة .
يهرب الطفل مسرعا , يصطدم بجدران المنزل بسبب سرعته الجنونية , يقوم بفتح باب غرفته , يدخل ويغلق الباب على نفسه .
يركض مسرعا الى السرير , يجلس عليه ويضع الغطاء على نفسه , يضم جسده الصغير , يرتجف بقوة , والدماء لا تزال تنزف من رأسه , يحاول كتم بكائه , فيسمع صوت باب غرفته يفتح , يعض على شفتيه فيجرح نفسه والدموع تنهار من عينيه , شيء يسير باتجاه السرير , ويسمع صوت يقول : مايك ماذا تفعل تحت الغطاء , لقد ناديت عليك أكثر من مرة لتناول الغداء ولم تجب .
فيتوقف جسد الطفل عن الارتجاف , وتستمر دموعه بالسقوط , يرفع الغطاء عن رأسه , ويصرخ قائلا وهو يبكي : أمي , أنا خائف .
فيقفز الى حضن والدته , ويقول : لقد كانت الغرفة مظلمة .وهناك شخص كان يريد قتلي .
يرفع رأسه لينظر الى وجه والدته , تبتسم له ابتسامة حنونة وتقول له : لا تخف حبيبي أنا معك هنا , انظر .... (بتغير نبرة صوتها الى نبرة مخيفة) انظر الغرفة عادت مظلمة مرة أخرى يا صغير , فتصبح عينيها حمراوين مرعبتين , وشعرها كثيف وطويل , وتضحك ضحكة مليئة بالشر .
يفتح الطفل عينيه بشدة , فيصرخ باكيا : لاااااااااااا , اتركيني , اتركيني , آآآآآم أمييييييي .
.
.
.
على أحد أعمدة الانارة المقابلة لمنزل مايك , يقف أحدهم , متحدثا الى شخصٍ آخر من خلال جهاز : أشعر بوجود شيء غريب في المنزل السابع من الحي الغربي للجانب الشرقي من المدينة .
رجل يرد : حسنا , ادخلِ الى المنزل يا ري , كوني حذرة .
ري : لا تقلق يا سيدي .
الرجل : ري انتظري .
ري : ما الامر ؟.
الرجل : انتظري قليلا , لا تدخلي الان .
ري : عُلم .
.
.
بمرور خمس دقائق .
يخرج شيء من المنزل .
ري : هناك شيء خرج .
الرجل : ما نوعه .
ري : انه وحش من النوع بي بلس (B+) .
الرجل : كم يبلغ طوله .
ري : طوله 160 سم , وحجمه بحجم امرأة .
الرجل : بدأ باستخدام وحوش أكثر تقدما , غاب مدة اسبوع من أج...
ري : آسفة لمقاطعتك , ولكن الوحش يحمل طفل صغير معه .
الرجل : ماذا ؟,... ري هل يوجود وحوشٌ أخرى ؟.
ري : لا , لا يوجد .
الرجل : حسنا , لا تهجمي الان .
ري : عُلم .
.
.
عند الوحش.
الوحش ممسكاً الطفل بيد , يرفع يده الاخرى نحو السماء , يخرج ضوء أسود من يده , يخفض يده قليلا , فتتكون كرة سوداء بيده , فيلقي بها على الارض .
لتخرج منه شرارة سوداء , يتبعها صوت وحش يصرخ بقوة , فيخرج وحشٌ ضخم , يملك فما ضخما , وأسنان حادة .
.
.
ري مصدومة : سيدي , لقد خرج وحش ضخم جدا جدا , فمه ضخم يتسع لمنزل بأكمله .
الرجل : ري , ان شعرت بأن المكان خطر لا تهجمي لوحدك .
ري مذعورة : سيدي : لقد قامت بإلقاء الطفل في فم الوحش .
الرجل : سحقا , ري لا تتسرعي بالتصرف , قومي بضبط أعصابك .
ري وهي تعض على شفتيها : حاضر سيدي .
.
.
الوحش المرأة مخاطبة الوحش الضخم : عد الى بيتك يا صغيري .
الوحش الضخم يبدأ بالاختفاء شيئا فشيئا .
.
.
ري : لقد اختفى ذلك الوحش , أعلم أنها ربما تستدعيه مرة أخرى , ولكن سأهجم الان .
الرجل : كوني حذرة .
.
.
ري تصرخ : هيي أنتِ .
تنظر الوحش المرأة الى ري وتبتسم .
تقفز ري باتجاه المرأة الوحش , فيخرج فجأة امامها وحش جديد .
ري: سحقا , من أين أتى هذا ؟.
يقوم الوحش بتوجيه قبضته الى ري , ولكن تتفادها بانحناء جسدها , تحرك أحد أصابعها , فتمسك خيوطها بجسد الوحش , فتقوم بدوران حول نفسها , ويدور معها الوحش بفعل خيوطها , فتقوم برميه بكل قوتها , ثم تبتسم ابتسامة ماكرة .
تظهر شبكة عنكبوت في السماء , لتلتقط الوحش , وتبدأ خيوط العنكبوت تدخل جسد الوحش مقسمة جسده الى أشلاء .
ري : حان دوركِ الان .
تضحك المرأة الوحش بصوت عالٍ .
ري : ما بها ,..... تنظر باتجاه أشلاء الوحش مصدومة , ثم تبلع ريقها : ما هذا ؟, يبدو أني وضعت نفس في مأزقٍ كبير , سحقا , لقد جدد أشلاءه , كنت بوحش واحد وأصبحت بعدد لا يحصى من الوحوش .
ري : حسنا , لا بأس ستموتون الآن سريعا .
تفكر في تحريك اصبعها , ولكن تسمع صرخة آتية من خلفها , فتنظر سريعا , لتجد المرأة الوحش مقتولة وبجوارها قلبها .
ري مصدومة : من فعل هذا ؟.
تم تنظر الى الوحوش , لتجدها قد اختفت .
تنظر ري الى العمود الذي كانت تقف عليه , لتجد أحدهم ينظر اليها , أحد العيون حمراء اللون , ثم يختفي فجأة .
ري : من انت ؟,.... من هذا يا ترى ؟, هل هو عدو أم حليف ؟.  

نصفان متناقضانحيث تعيش القصص. اكتشف الآن