4 - أنت أم هُو ؟

127 27 31
                                    


تَفتحُ عيناها وهي تُمسك رأسها بقوه أثر الألم الطفيف اللذي إحتله .. تحركت بثبات إلى الشُرفه الكبيره وعيناها شبه مُغلقه لِتُقابل أشعةُ الشمس مُداعبةً إياها لتَعقدُ حاجبيها بِإنزعاج .. فلم تكُن يومًا مِن مُحبي الشمس و النهارُ ، بل كَانت مِن عُشاق الليل رَغمُ خوفِها مِن الظلام ، تلتفِت برأسِها لِلجانبُ الآخر مُبعدة عيناها عن الشمس فتلحظُ هيلين الجالِسه أعلى السرير الكبير واللذي كان مُختلفاً تماماً عما كان بالكُوخ الخشبي .

تثائَبت ليليآن وهي تفرُك عيناها لتزيل آثار النُعاس ثُم أطلقت عيناها حولها تستكشِف المكان .. لِتُقابل لوحاتٍ غَريبة ، بأشكالٍ قديمة و مُختلفة عما تراه عادةً , لوحات لبشَر ومخلوقات غريبه كذلك  تَملأُ الغُرفة ، لتسألُ وهي تجلِس بجانِب هيلين اللتي تُحدِق بكُل إنش بالغُرفه " لمَا دائماً نستيقظُ كل يوم في مكانٍ مُختلف ؟ كما لو أننا وقعنا بقصه مُصوره  ".

" إذا وجدتي الإجابه فأخبريني بها "أجابت هيلين بينما تنهَض عن السرير , إلتفتت حولها بالغُرفة بينما أضافت" آخر ما أتذكرهُ هو ذلك الحِصان ذو الأجنحه و .. " لم تكد تُنهي جُملتها لتُقاطعها  ليليآن :" الشاب .. ذلك الشاب من الكتاب !" .

إبتلعت هيلين حلقها ثُم أردفت بنبره قلقه " إذن لقد كان مُحقاً , ذلكَ الرجلُ بالغابه .. ماذا سَنفعلُ الآن ؟ ".

نًهضت ليليآن عن السرير سريعاً وهي تقِف خلف هيلين لتهمِس ضِد أُذنها مُردفه " سوفَ نَهربُ بالتأكيد "

في تِلكَ اللحظة  يَنفتحُ باب الغُرفه الذهبي الكبير دلِفاً منهُ شاب ، يَمتلكُ شَعر ريشي بُني  بجانبه مخلوق قَزم ذو بشره خضراء  ليتبادلن النظرات  بِـخوف.

نظف حلقه عندما لَاحظ  نظرات الخوف داخِل أعنيهُما و أردف بِنبره مُطمئِنه  مُستخدماً لُغتهُما "  لا تخافا أرجوكما لن يؤذيكُما أحد أعد بذلك .. إذن أدعى لـوى ماذا عنكُما ؟ " أنهى جُملته ليقابِل الصمت بعدها , تنهَد ثُم أردف مُكملاً وهو يقترب منهُما "على الأقل أخبراني ، كَيفَ جئتُما لِـهُنا ؟  لرُبما أستطيع المُساعده ".

تَبادتا نظرات الشَك لبعضهما ثانية لتردِف هيلين كاسرةً ذلك الصمت " الشاب اللذي برفقتك ، من كان مَعهُ ذلك الحصان أو ما شابه .. " قاطعها لوي مُوضحاً " إنهُ بيغاسوس " لتقلب هيلين عيناها ثُم تكمل " على كُلٍ ، نحن لا نَعلمُ كيف ، ولكن هو من أحضرنا لِهنا بطريقه ما بواسطه كتاب ".

حدَق بهِم لوى بتفكير ثُم شَق طريقه خارِج غُرفتهِما مُشيراً للمخلوق القصير بجانبه أن يراقبهما .. لتُعاوِد ليليآن التفكير بطريقه أُخرى للهُروب  مع هيلين .

تَوجهَ نَحو غُرفةٍ أُخري بِـنهاية ممر الردهه .. دَلفَ لِداخِلها لِيجدُه يَجلس على مِقعده أمام طَاولة  مليئه بالطعام من كُل الأصناف ، ليقترب لـوي إليه مُنحنياً بِجسده مُستندًا بكفيه على الطاولة.

Another.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن