2- إنتِقال .

190 30 22
                                    

كُنا صغاراً عندما قالو لنا أن الكُتب هي خَير رفيق نجالسه بدلاً من البشر و سوءهم .. وتعلمنا كذلك أن لكُل شئ حدين خيراً كان أو شر .

 فماذا إذا كان خير جليس هو السوء نفسه ؟

-

كانت ليليآن لا تزال واقِفه مكانها وهي تُحدق بالكومود بجانب سريرها .. حيثُ موضِع الكِتاب .

دلَفت هيلين أخيراً الغُرفه ثُم قالت بنبره غاضِبه وهي تقِف خلف ليليآن " هل أحضرتيني لهُنا لأحمل عنك أكياس طعامك ؟ .. إستأجرتيني وأنا لا أعلم ؟

لم تجِب ليليآن ولم تكلف نفسها للنظر لها  , بل تحركت بخطوات ثابته لتجلس أعلى السرير وتلتقِط الكتاب مُجدداً .. بينما تنهدت هيلين بقله حيله وهي تضَع الأكياس أرضاً ثم توجهت لتجلِس بجانب ليليآن الشارِده التي تنظُر لغُلاف الكتاب فحسب .

أطلقت ليليآن تنهيده مُتعبه لتنتقِل بنظرها لهيلين ثُم أردفت  " هل يمكِن للكُتب أن تتحدث ؟ "

عقدت هيلين حاجبيها ثم أجابت بهدوء " ليليآن .. المرآه الناطقه ، المقشه الطائره ، بلاد العجائِب وغيرها هي فقط في الكُتب خيالات لا تصدق .. لذا لا تجعلي تعلقك بالقصص والروايات ينعكِس على حياتِك الواقِعيه عزيزتي  " 

"  الكِتاب هو من أصدر المُوسيقى هيلين .. " قالت ليليآن لتعيد نظرها للكِتاب ثم أضافت " إنهُ من ضمن كُتب الطلبيه الجديدة بالأمس ، لا أعلم كيف وصل لحقيبتي لكنه كان فارغاً ثم فجأه مكتوب بكلمات غريبه ثم أصبح فارغاً مُجدداً " أنهت جُملتها ثم مدت الكتاب لهيلين لتراه .. علها تفقه شيئاً .

إلتقطتهُ هيلين ثم فتحت صفحاتهُ بهدوء ومعالم وجهها تتغير عقدت حاجبيها ثم قالت " أمتأكده أنهُ فارغ ؟ أعني أنظري "

عقدت ليليآن حاجبيها لتسحَب الكِتاب من يد هيلين سريعاً ثم فرَت صفحاته بعشوائيه لتهمس " لقد كان .. " صَمتت وهي تتوقف عند إحدى الصفحات لتُحدق بها .

صوره لشاب يحمِل كِتاباً بيده ، فاتح البشره عيناه ثاقِبه وخبيثه .. أسفلها قد خُطت كلمات بنفس اللُغه السابقه ، عندما فتحت الكِتاب للمره الثانيه في غُرفتها بالأمس .

" هيلين .. المُفكره والقلم  سريعاً إنهم بالأسفل أعلى الطاوله أمام التلفاز " أردفت ليليآن وعيناها مُثبته على الصفحه ذاتها بينما رمقتها هيلين بتساؤل .

تنهدت ليليآن بعد ثوانٍ ثم أردفت " تباً هيلين لا وقت للتحديق ! .. أسرعي قبل أن تختفي الكلمات مره أخرى " و قد كانت نبرتها الغاضبه كفيله بأن تجعل جسد هيلين ينتفِض لتسرع الأخيره خارج الغُرفه للأسفل لتحضِر ما طلبته منها ليليآن .

" لنرى هُنا .. ما هذا ؟ " تمتمت ليليآن لنفسها وهي تُقلب الكتاب بين يديها ثم فتحتهُ على الصفحه ذاتها وحدقت بصوره الشاب مُجدداً .

Another.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن