3- بداية ظُلم .

173 25 21
                                    


الفصل من كتابة الرائعة 💚 : OtakuSia

______________


تحتَ سماءٍ مُلبدة مشوا على أقدامهم حَافيين، أفكارهم تتخبط مع نسائِم الهواء الباردة، ومُعظمهم بهذا غير مُبالين؛ فما فائدة انفعالنا وهم لذلك غَير آبهين؟ ..

وبينَ أصواتِ السلاسِل الحَديدية التي تربط أعناقهم جميعاً ، لا تكاد تسمَع سِوى صوتَ فتاة وَاحدة علَّها تكلم نفسها، وكذا أحياناً بعضاً مِن الأنين ..

بهدوء تتساءل، وعَيناها على الأرض مُرتكزتان :" لستُ افهم، عادةً عندما يُكتشف أمري يتم عقابي بالزنزانات المُؤقتة فحسب؛ فلِم تم إصدار أمر بنقلي لقَصر الإقطاعي صَاحب المدينة نفسه؟ لَم أجرم لتلك الدرجة !

! أبضع كؤوسَ مِن نبيل تفعل كل ذلك؟! " أدارت رَأسها فجأة ، ليقابلها وجهٌ مِن شحوبه تعتقِده جثة، ومَلامح برودتها فاقت عاصفة ثلج يناير المَاضي.. فتسأل :" وأنتْ ما رَأيك مُساعدي؟ لِم تراهم أمروا بنقلنا له؟ "
نظرت لمَن يقودهم خلفاً ، وهمستْ مبتسمة ومتجاهلة الألم المتصاعد مِن ذراعها الهشة :" أتدري أن هُناك فرقاً بين العبد والخاضع؟ " اِكتفت بسؤالها، وأعادت نظرها مُجددا للأمام .

بينما يحدق بها فرانس خلفاً وسؤالها يتردد بعقله، فما العبد وما الخَاضع وتلك الصفة هي قبعة عارٍ تميز رَأسه ملاصقةً له !

________________

لَو كان الخوف صَوتاً لسمعته الآن، في حَضرة ذاك الرجل المُتربع كالملك على كرسيه هناك بين زجاجات النبيذ؛ وعلى أولئك العَاجزين أمامه يأمر ويتأمر !

حوله نبلاء متفرجون، وبوسطِ الصالة تَرى مجموعة مِن الناس مُمتعضة الأوجه تنظر نَحو يأسها المُتجسد به !

تقدم أحدهم، ذو ثِياب رثة مُتهالكة ووجهٍ اسوَّد من هُجوم الأشعة اليومي عليه، وبصوتٍ ضعيف اخذ يقول:" سَيدي! أنا رجلٌ فقير ضعيف لا املك مِن مالٍ سوى ما يطعمني وأولادي مِن شهر لآخر بالضبط والتمام، لكن الذي اعمل لَديه كان قد بدأ ومنذ مدة بعمليات اضطهادي بشتَى أنواع الطُرق، صبرتُ عليها حتى وَصل لتجريدي مِن بيتي عائلتي المُتوارث وإيقافه لدَفع أجري رغم عملي المتواصل ! .. فأين العدلُ في هذا سيدي وقد وعدتمونا به مراراً ! " شهق العديدون لدى آخر جُمله، فلو تجرأ واشتكى بالفعل من نبيل؛ فما كان عليه أن يزيد ويتهم المالِك العَام بالظلم وبوجهه !

نظرَ ذو الثياب المُزركشة والنظرة المتعالية من كرسيه لأحدهم واقفاً جانباً، طالباً منه التقدم لإبداء رَأيه بدوره :" يا سيدنا الأكبر العزيز، إنه لشرفٌ لي أن يفصِل بمُحاكمتي من قبلك ! يزعم المُدعي علي هذا أني أظلمه صَحيح؟ كيف ذلك سيده وهو مَن بدأ بظلمي ! كيف لِي أن أكافئه أو أجزيه على تقاعسه بالعمل ! فلخمس أيامٍ غائبٌ دون حُجة وما عاد حَتى ارتكب العِدة من الأخطاء تسببت في فساد جزء لا بأس به من الأرض التي تقع تحتَ مسؤوليتي ! "

شُعلة | Flameحيث تعيش القصص. اكتشف الآن