6- النّهاية .

147 27 55
                                    


الفصل من كتابتي.

_________________

تحت سماءٍ حالِكة السواد ، بجانب علم الظلم ؛ الذي لا يعلم  بتلكَ المؤامرة ضده التي تُحاك في الخفاء ..

نزع فرانس سيفه من غمده ليرفعهُ نحوَ السماء ، صرخ بكل مايملك من قوة ؛ بتلك الكلمة التي حان وقت أنّ ينتشلوها بالقوة كما اِنتزعت منهم .

العدل !
هذهِ هيَ سبب تلكَ الشعلة ، سبب تجمع كل العبيد ونصف حراس القصر ، بعد سنوات لا بأس بِها ، حين قرر فرانس بأنها نضج بما فيه الكفاية ؛ ليقف عاليًا مطالبًا بالحرية مصر على أن ينتقم لكل شخص قد قابلهُ هنا .

لوالدته التي قد غرقت في الديون ؛ لينتهِ أمرها في منزلٍ قد طغى عليه النيران ، لفابيوس الذي أراد أن يحلق ورؤية الغيوم عن قرب ؛ والذي انتهى أمره ميتًا فوقَ أرضٍ قد كساها البياض .

هرع الإقطاعي نحوَ شرفته المطلة للحديقة ؛ حين سمع صراخ التجمج الضخم ، وضع يديه على سور الشرفة لتتسع عيناه غير مصدقًا !

" ماذا حدث يا أبي ؟ لمَ كل هذا الإزعاج ؟" سألت ابنته المدلّلة وهي تصفف شعرها الأشقر ، بينما ظلّ الأب فاتحًا فاههُ لآخره لوهلة تذكر ماقاله فابيوس قبل أربعة سنوات ؛
" يومًا ما سيشتعل كل ماهوَ حولك وستقتلك تلك الشعلة  وتندم على اليوم الذي ولدت به "
ارتعش بخفة ليمسح جبينه متوترًا ، رجع للخلف راغبًا باستدعاء جنوده وتفسير ما يحصل .

جمد الدم في عروقه ، تسمر في مكانه وهوَ يحملق بالشخص الذي يمسك فلذة كبده واضعًا ذلك السكين الحاد على رقبتِها ، وابتسامة تزين ثغره تبعث الرعب للذي أمامه .

" أتركني ، أبي انقذني منهُ يا أبي " ارتجفت كالقصبة لشدة فزعها وخوفها ، لتسقط دموعها منهمرة على خديها الورديان
" أتركها فرانس ، آلا تعي ما تفعله الآن ؟"

" ما رأيك أن أريحك يا فتاة من شعرك هذا وأنتزعه ؟"  اِستنطق فرانس قاصدًا ابنة الإقطاعي ومتجاهلاً حديثه ، ليعقد الآخر حاجبيه ويصرخ بطلبٍ للحراس بالقدوم ، حينها ردّ ساخرًا
" حراسك يستلقون أرضًا خارج القاعة "
" ماذا ؟! "
" لا تقلق مازالوا أحياء " تبسم رافعًا إحد حاجبيه ، تنهد إدوارد قائلاً : " كم المبلغ الذي تريده ؟ "
فَتَبَسَّم ضاحِكاً من قوله : " مال ؟ أخبرني هل بوسع المال أن يعيد الأموات ؟ بالتأكيد لا ، أتعلم ؟ مارأيك بسماع قصة ؛ قصة وعبرة شيءٌ من هذا القبيل "

ودون أن ينبس حتى بكلمة سارع فرانس بالكلام :" يقال أن في زمنٍ بعيد أن هناك عصفورًا صغيرًا أراد أن يحلق بالسماء بحرية ، وفي ذات يومٍ حين قررت العصفور الأم أن ابناءُها قد كبروا وقد حان الوقت ليحلقوا في السماء ، حلق العصفور الصغير بعيدًا عن اِخوته تارة ينخفض وتارة أخرى يرتفع ، كان طيرانه مبعثرًا لأنه وبكل بساطة هذه المرة الأولى التي يطير بها ، أتعلم ماذا حصل لهُ ؟ هجم عليه طائرٌ ضخم وهرع نحوه ، أتظن أنه سيأكله أو يقدمه طعامًا لأبنائه ؟  أبقاه ليعذبهُ كلما شعر بالملل ، وفي ليلة ما ؛ غضب الطائر لأن العصفور أكل القليل من طعام أبنائه ، كان عقاب العصفور هوَ أن يموت !  أراد فقط أن يطير في تلكَ الليلة ، هل الأمر صعب للغاية ؟ علم العصفور قبل موته أمرًا أن القدر يعصف بالضعيف ويمجدّ بالقوي والشديد ! هذا ما ظنه عن القدر لم يعلم بأن الحياة دوارة ، ما حدث أن والدة العصفور وأخوته قد هجموا في ليلة يكسوها السواد وقتلوا الطائر ومن معه .. ما نحنُ سِوى عابرين  ؛ وٌالعابر سيرحل ، ويبقى الصغار يتحملون أغلاط أهاليهم !"

شُعلة | Flameحيث تعيش القصص. اكتشف الآن