مراغماً كثيراً وسعة..

25 2 0
                                    

خرجت ملاذ من منزلها تاركة ورائها كل شيء ، كل شيء بمعنى الكلمة ، لم تأخذ معها سوا كتبها الدراسية والقليل من الملابس وهاتفها فقط!
وهكذا بدأت رحلة ملاذ في البحث عن الملاذ..
****************
أخذت بطلتنا تمشي بغير وجهة ، تاركة اقدامها تقودها الى حيث يشاء القدر ، كانت تردد في نفسها : اين سأبيت الليلة؟ هل سأستطيع الحصول على عشاء ام لا؟ هل انقطع عن الدراسة؟الى اين انا ذاهبة؟..
تبادرت العديد من التساؤلات في ذهن تلك الصغيرة ذات الأربعة عشر عاماً ، وبينما كانت الاسئلة تتضارب في رأسها استوقفتها قدماها امام منزل صغير محطم في احدى ضواحي المدينة النائية ، بعد ان تأكدت ملاذ من خلوه من السكان وضعت حقيبتها فيه..ثم ذهبت لأقرب متحر لتشتري ما يسد جوعها قبل حلول الظلام ، عادت مسرعة خوفاً من ان تُسرق اغراضها.
بعد تناولها لما أحضرته من المتجر همت بأخذ غفوة قصيرة فهي خائفة من ان تنام عميقاً وهي وحدها.
وقبل ان تسترسل ملاذ في النوم ، سمعت نباح عدة كلاب يقتربون من الكوخ ، ليس واحد ، ولا اثنين ، ركزت ملاذ نظرها كي تعدهم ، يا الهي !! خمسة عشر كلباً!!ينبحون حول الكوخ! لماذا؟؟
استعملت ملاذ مصباح هاتفها لتبحث عنا يدفع الكلاب للتجمع حول الكوخ ، عندما مشت قليلاً فوجئت بمنظر كاد ان يغشى عليها من هول الصدمة ، لقت رأت ما يتجاوز العشرين قطة ميتة تفوح منها رائحة العفن!!
وسرعانما ادركت ملاذ ان هذا عشاء الكلاب الضالة ، وأنها ان لم تخرج سريعاً فسوف تكون طبقهم الرئيسي!
هرعت ملاذ للخارج في عتمة الليل ووحشة الشوارع ، كادت ان تسقط لها دمعة غير انها تماسكت وقالت لنفسها : البكاء ليس حلاً ، ولن يزيدني البكاء الا ارهاقاً.
هنا ، رفعت رأسها في علياء السماء ، وصرخت بأعلى صوتها : يارب!اني لا أملك الا نفسي ، وإني أكافح كي أعيش ، فساعدني حتى اهاجر في سبيلك ، فمن يهاجر في سبيل الله يجد في الارض مراغماً كثيراً وسَعَة!.

أين ملاذي؟!حيث تعيش القصص. اكتشف الآن