فولاذية.

29 3 0
                                    

كانت جميلة مصدومة من رد فعل ملاذ ، فقامت بإرسال فتاة تدعى منى وهي فتاة من نفس صف ملاذ ، تراقبها كي تتأكد انها لن تقدم على فعل متهور .. ولكن على العكس تماماً فملاذ اكملت يومها بشكل طبيعي وسط دهشة كل من عرف الخبر.
..................... ....................... ..........................
في نهاية اليوم ذهبت ملاذ للمعلّمة جميلة كي تطلب منها اخذها للمشفى ، ليس لترى اَهلها بعد ان ودعوا الحياة ، بل لتأخذ مفتاح المنزل من ملابس والدها فهي لا تستطيع الذهاب للجيران بعد ما حدث ولابد انهم علموا بالأمر.
ملاذ فتاة صلبة ، فعلى الرغم من تعلقها الشديد بعائلتها الا انها الى الان لم تذرف دمعة واحدة بل لم تبدِ اي شعور بالحزن ، لا لانها لم تحزن ، بل لانها عرفت انها بحاجة الى ان تكون فولاذية كي تستمر بالعيش..
عادت ملاذ آلى منزلها بعد ان رأت جثث عائلتها في ثلاجة الموتى وهناك أيضاً لم تذرف دمعة واحدة ، نعود..
عادت للمنزل وبدأت تجهز أغراضها وتحزم القليل من الأمتعة التي يتسنى لها حملها ..
                            *************
بالفعل علم مالكو البيت بأمر الحادث ، وبما انهم معميون بالجشع اول ما طرأ في بالهم ان يطردوا ملاذ من الشقة لان الايجار لن يُدفع بعد اليوم!!
ابنة مالكي البيت كان صديقة لملاذ وكان اسمها هديل ، ودعت الصديقتان بعضهما ثم سألت هديل : الى أين أنتِ ذاهبة الان؟
كذبت عليها ملاذ قائلة : لا تقلقي فعمتي دعتني للعيش في منزلها وهو ليس بعيداً من هنا
ردت هديل : حسناً ، اراكِ بخير
ابتسمت ملاذ ابتسامة خفيفة : وداعاً.

أين ملاذي؟!حيث تعيش القصص. اكتشف الآن