الفصل الثاني......
رفضت عينيه المثول امام رغبة عقله في الابتعاد عن نافذة الجنيه الصغيرة التي الهبت داخله بطريقه لم يعتد عليها من قبل ....
لا يستطيع تصديق انه فقد السيطره علي نفسه من نظرة واحده وهب عليها كالطوفان ...يا الله ما سر هذا الانجذاب الرهيب اتجاهها فهي تبدو طفله لا تتعدي ال 18 عاما !!!!
ربما لبراءتها وعيناها الشبيهتان بماء المحيط ...
لا يعلم ما الذي اشعله اكثر ارتعاشتها حين رأته وخوفها ام قدرتها علي توجيه الاتهام له بوجهها الاحمر الصغير ؟!!زفر مصطفي و ضرب كف علي كف في وسط ذهول رجاله وبلال الذي رفع حاجبا وهو يحاول فهم ما بداخله ...
بلال : مصطفي ؟!
لم يرد عليه مصطفي و بقت انظاره معلقه علي نافذتها بترقب رهيب ...
-انت يا جدع ، مش بكلمك !!
مصطفي بضيق وملل...
-عايز ايه يا بلال ؟!
محمد صديقهم وهو يضحك ويتكأ علي الكرسي امامه ....
-طبعا انا لو قلت ليك ان السبب في اللي هو فيه واحده مش هتصدقني ...
رمقه مصطفي نظره جمدت الدم في عروقه فتنحنح ونظر الي الجهه الاخري...
بلال وقد ارتفعت اذناه استشعارا لما يدور في حياة مصطفي..
-واحده ؟!! مين ياااض يا محمد....
محمد بتوتر وهو يضحك بوجهه احمر خجل...
-هاه واحده ايه ..انا كنت بهزر ؟!
زم بلال شفتيه وقال بغيظ...
-عيل جبان خسارة ان انا مصاحبك والله ...خايف منه ياااض ده انا هنفخك !!!
مصطفي بقله صبر وهو يرغب في ضرب رأسيهما معا ...
-انا قاعد هنا علي فكرة !! وبطلوا حكاوي النسوان دي وركزوا في حالكم ...رن هاتف مصطفي فأضاءت الشاشة باسم والده الحاج دياب...رد بهدوء....
-ايوة يا حاج..اؤمرني ؟!
دياب بثبات : انت فين ؟ تابعت موضوع الارض اللي قلتلك عليها مع المهندس ؟!!
مصطفي بجمود : ايوة بس زي ما قلت هيحصل مشاكل كبيرة بسبب الراجل صاحب الارض اللي جنبها ..حطيتنا في دماغه ... وهيغرقنا مع الحي ...
دياب بثقه : متقلقش انا عارف هوقفه ازاي عند حده ...ماتتأخرش انهارده اما نشوف حكايه اللي اتهجم علي بنت عم ايوب ده !!استغفر الله ...
-حاضر يا حاج ...
اغلق الهاتف واعاد نظره الي اعلي فلمحها تنظر اليه وكأنها تتأكد من وجوده قبل ان تلتقي اعينهم ...
توترت ونظرت الي الاسفل ، رفعت سمر ذراعها ببطئ حتي تغلقه فرن هاتفها لتترك النافذه وتجيب سريعا...
-الوو..
مراد: الو صباح الخير يا انسه سمر ..انتم كويسين؟؟
-صباح النور..اه الحمدلله ..هو في حاجه ولا ايه ؟؟
-لا انا بس كنت بطمن عليكم عشان باباكي قلقان وقالي اطمنكم ...
دمعت عيناها قليلا قبل ان تجيب بصوت خافت...
-هو في حل يا استاذ مراد ولا خلاص كده؟!
-متيأسيش ده اولا ...ثانيا ربنا علي الظالم يعني بأذن الله والدك هيرجع وهياخد حقه ..وانا بعمل كل اللي في وسعي اني الاقي ورق او ملفات تنفعنا...
سمر بإمتنان : انا مش عارفه اشكر حضرتك ازاي انا........!!
قاطعها مراد بسرعه : من غير ما تكملي انا عارف وبعدين والدك انا بعتبروا والدي وانتي اختي الصغيرة وليه دين في رقبتي مش هقدر اسدده طول عمري ...
ابتسمت سمر قليلا واردفت بصدق...
-انا كان نفسي في اخ بس واضح ان ربنا بيحبني وحب يعوضني بيك فاينلي يعني..
ابتسم مراد فظهرت الابتسامه في كلامه ...
-انا ليا الشرف !! كفايه ان اختي عسوله وبتلبس شوز عليه كرتون !!
اختفت الابتسامه من علي وجه سمر ومعها اكثر لحظاتها جدية لترد بحرج و دفاع ...
-ده مش كرتون ده تويتي !!!
مراد بضحك : واستاذ تويتي تبع الاذاعه والتلفزيون !!
تأففت سمر : لا والله !! انا لما طلبت اخ كنت عايزة حنانه وحمايته بس واضح اني لازم اتحمل رخامته !!
لم يستطع مراد كبت ضحكاته علي برائتها ...
-ههههههههههه بتاخدي الباكدج علي بعضه مفيش فصال !!
ضحكت سمر : هههههههه موافقه بس متتعودش علي كده ...
-مش هوعدك ...هضطر اقفل دلوقتي وهبقي اتصل بيكم بليل ...
-تمام مع السلامه....
-مع السلامه ...
اغلقت الهاتف وضمته لصدرها وهي تطلق تنهيده اشتياق لوالدها وحنانه الذي لا يعوض..كم تمنت ان تسمع صوته...
رفعت عينها فوجدت عيون ناريه تتابعها بشراسه ...اتسعت عيناها بذعر ، لماذا تقف امام النافذه كالبلهاء ؟؟ لماذا يوقعها حظها التعس في عيناه الحاده المتمرده ؟!!
سمر لنفسها : ريلاكس ريلاكس ده بعيد خدي نفس عمييق واقفلي الشباك بهدووووء بهدوووء....
ظلت تحدث نفسها وهي تمد بذراعيها لاغلاق النافذه ..احكمت اغلاقها وتنفست الصعداء ....
-ايه الناس دي ؟؟!!!
اتاها صوت والدتها متسائلة ...
-بتكلمي مين يا سمر...
توجهت سمر اليها في الصاله مجيبه..
-ده مراد يا مامتي كان بيسأل علينا...
-كتر خيره ..بس متتعوديش علي كده ..انا اللي هرد ع التلفون..
ضحكت سمر : ايه ده بتغيري عليا يا سوسو..
ضحكت والدتها رغما عنها ...
-بطلي شقاوتك دي ....
......................
وقف مصطفي يغلي ذهابا واياب امام القهوه .....وهو يتساءل من يحادثها وما سر ابتسامتها وهيامها بعد انتهاء المكالمه ؟! اهي مكالمة غرامية ومن يكون ليحطم عظامه ..
وقف للحظه عندما جال بتفكيره بان تكون لتلك الجنيه البريئه علاقه برجل ما ....لماذا تزعجه تلك الفكرة وتتأكله ...
مصطفي لنفسه : هي قريبتك ولا حاجه ؟ ما اللي يتكلم يتكلم واللي يحب يحب الله !!
ليرد قلبه بكذبه واهنه ولكنها كانت كافيه لاقناعه ...انه يخشي عليها من هالتها البريئه المحاطه بها والتي ستجعلها فريسه مستساغه لاشد الذئاب ضراوة ..ذئاب لا تعرف الحب او الرحمه ...تعيش بواجب العيش فقط...ذئاب امثاله هو !!!
اغمض عينه بشده وهو يتذكر اول ما راود عقله حين وقعت عيناه عليها بصورتها الملائكيه وعيونها الخلابه التي لم يرا لها مثيل ...رأي نفسه يحملها ويخطفها من عيون الجميع رغبه جامحه داخله تسيطر عليه كليا في خطفها لنفسه وحبسها في املاكه الخاصة !!!
هز رأسه ذهولا من هذه المشاعر العنيفه ونظر الي مجموعة رجاله المجتمعون حوله ...
اردف بصوت لا يبث اي مشاعر الا الخوف و الحذر ....
-بلال و محمد ...الحاج مستنينا...
وقف كلاهما بملل من خوض تلك المعارك التي يتغلب فيها والديهم باللسان والعرف ...
.................
في بيت العرابي.......
أنت تقرأ
عشق بلا رحمة
RomanceThe Highest Ranked : #2 in Romance.. كالنور في صدره كلما انطفأ .. مال لقلبها لتضيئه.... 💖 عصفت بداخلي ... كالاعصار لا تهاب مخاوفي......💝 لتعشقني عشقا بلا رحمة .....❤