😡الفصل التاسع عشر😡

216K 7K 305
                                    

الفصل التاسع عشر ....

بعد مرور اسبوع وقفت سمر تضع اذنها خلف الباب تحاول سماع صوت اقدامه فقد اعتادت طوال ذلك الاسبوع تتبع وصوله و ذهابه وصوت خطواته المميزة اصبحت محفوره في ذهنها ....
ما ان وصلت الي مسامعها حتي اخذت نفس عميق و مررت اصابعها بين شعرها لتبدو اكثر جاذبيه، فتحت الباب وهو امامه مباشرا ...نظر لها مصطفي وشعر بقلبه يقفز من مكانه فمهما حاول تجاهلها يبقي شوقه لها متغلغل في اعماقه !!
نظرت له سمر بحب دفين تتأمل ملامحه القاسيه وعينيه السابحة في بحر من العسل الصافي متزينه ببريق مشاعره ....
وجدت نفسها تتفحصه من اخمص رأسه الي اصبع قدمه مرورا بساقيه الضخمتان و خصره المنحوت بطريقه تلفت الانتباه وصولا الي صدره الذي لا بدايه او نهايه له ...
لكنها لم تنتبه الي قبضتيه المتحجرتان بجواره وهو يراها تتفحصه باشتياق ما ان اتم تفحصها هو ذاته مانعا نفسه من اختطافها من غباءها لينهل منها ما يتمناه و يتوق اليه ....اااه كم يرغب في ضمها الي صدره لتختفي بين ضلوعه تلك الحمقاء العنيده !!
ربما مرت دقائق قليله او كثيرة ليست متأكده اخيرا استجمعت شجاعتها وهي تتصطنع اللامبالاة...
الا انه ما ان شاهد تغير ملامحها حتي اشتعل غضبه واستدار ليصعد الي مخبأه بعيدا عن الجميع بما فيهم حبيبته !!
رفعت يدها سريعا صائحه ..
-مصطفي !!!
تسمر مكانه واغمض عينه متشربا نغمات صوتها  ثم التفت لها ورفع حاجبه ليردف ...
-نعم !
اغتاظت من رزانته فقالت علي امل ايقاظه من فترة تجاهله ....
عجيبة هي حواء تبدأ الامر وتغضب ان رد لها ....
-احم ماما بعتالك ده !!
كيف غفل عن الطبق في يدها !!
نظر للطبق الملفوف ثم لها واردف بهدوء!
-ايه ده ؟
نظرت له وهي تردف ...
-ماما عملت كيك و طلبت مني اديك منه .....
هز رأسه ومد يده متعمدا لمس يدها التي ارتجفت من شده توترها وحنينها !!
-ادخلي انتي عشان في ناس هتطلعلي !
ارادت صفعه اهذا ما يقوله لها بعد كل ذلك التجاهل !!
عقدت ذراعهيها وسألت بغرور...
-ناس مين دول ؟
رفع حاجبه علي فضولها ليقول بهدوء يخالف السعاده التي تعتريه من رغبتها في التدخل بحياته ..
-واحد صاحبي !

-مين يعني ؟
عقد ذراعيه مثلها ليقول..
-واحد صاحبي ماتعرفوش !!
لترد بعناد ...
-قول مين عشان اعرف بعد كده ...
ضيق عينيه بتحذير وهو يقول..
-مش عايزك تعرفي اصلا ، وبعدين ايه سر الاهتمام ده كان فين من الايام الي فاتت !!.
شعرت بخجل حاولت اخفاءة بغضب مصطنع وعدم فهم ..
-خلاص خلاص مش عايزة اعرف حاجه ....
تركته يغلي واغلقت الباب بعد دخول  شقتهم و بسرعه التصقت بالباب لتراه من العين السحرية يشتعل من الغضب ويكاد يكسر الطبق بين اصابعه ...
وضعت طرف اصبعها في فمها بتوتر ، هل زادت في افعالها ....
صعد مصطفي سريعا حتي لا يكسر الباب فوق رأسها ويصفعها حتي تستعيد صوابها !!
............
دلفت سمر الي غرفتها وهي تستشيط غضبا منه ... ظلت تدور حول نفسها ما يقرب من ساعه حتي سمعت باب بيتهم يدق توجهت لتفتح فوجدت ندي مبتسمه ومعها صينيه من الشاي و الحلويات ...
ابتسمت لها سمر وقالت...
-اتفضلي يا ندوش تعالي...
ردت ندي بسرعه : لا معلش وقت تاني عشان مستعجله معلش هرخم عليكي وعايزة صنيه نضيفه ...
هزت سمر رأسها وقالت علي الفور...
-طبعا طبعا تعالي طيب المطبخ ...
دلفت ندي ورائها وهي تثرثر...
-معلش اصلي دلقت نص الشاي وانا طالعه وماما تحت ونسيت اجيب المفتاح فقلت لو نزلت هدلق الشاي كله فاخبط عليكي ابرك ...
ضحكت سمر وقالت بمرح...
-احنا مش عايزين مستر بلال يزعل مننا علي الشاي ....
مصمصت ندي وقالت بقرف...
-مستر بلال ياختي هينفخني اصلا بس اعمل ايه ...امي اصرت اني اطلع الشاي لمصطفي وصحابه وبلال لسه مجاش ..قلت الحق بسرعه وانزل قبل مايشوفني...
لمعت عين سمر فجأه لتقول باهتمام...
-ايه ده هو ممكن يحصل مشكله بينم وبين بلال عشان كده !
-اه ياختي ...اصل هو محذرني من الموضوع ده بس مقدرش اقول للناس اللي تحت دول لا !!
ابتسمت بانتصار لتقول ...
-ياحرام ..بصي هاتي الصينيه وانا هطلعها ،مصطفي مش بيزعل لما بطلع..
نظرت لها ندي بابتسامه ولكنها سألت بخوف...
-انتي متأكده انه مش بيزعل ؟
ردت سمر بمنتهي البراءه ...
-اه متخافيش هاتي بس وروحي انتي قبل بلال ما يجي ...
فرحت ندي كثيرا وخرجت واعطتها الصينيه بالخارج بعد ان اعادوا رص محتوياتها ...
وقفت سمر تبتسم بقلق لندي وهي تتجه الي اسفل فالتفتت الي الدرج وصعدت الي وكر زوجها ...وقفت امام الباب تأخذ نفس عميق واصواتهم تأتيها من الداخل ...
نظرت الي بنطالها الجينز و التي شيرت بنصف كم وتأكدت انه سيأكلها حيه ان نجحت بالفعل في اغضابه ...
سمر لنفسها : ولا هيعبرك اصلا ،مش هو بيتجاهلني يشرب بقا !!
..................
ضيق مصطفي عينيه بهدوء يستمع الي المعلومات الخطيرة التي جمعها احدي رجاله....
فتحي : واتأكدت ان الحته دي من ناس كبيرة اوي الغلطه معاها بتطير رقاب وهو اللي وقع نفسه فيهم !
هز رأسه بتفكير ليردف...
-يعني هو بكده محتاج فلوس او الحته دي مش كده !!
رد فتحي يؤكد كلامه ....
-ايوة طبعا الناس دي معندهاش غالي ولا يا امي ارحميني !! سعد الرواي ولا غيره المهم محدش يعلم عليها ....
بدأ يفرك ذقنه وهو يخطط في عقله ويحاول وضع نفسه مكان ذلك الخائن...
-واللي خد الحته عايز يتصرف فيها ولا خايف ؟!
-والله الواد غلبان مالوش في السكك الصعبة دي هو اخره يثبت عربيه يسحب موبيل مش يتصرف في حته اثار ...ده من كتر الخوف ولما سمع انها كانت لناس كبيرة وضاعت مش عايز يتصرف فيها وفكر يكسرها ....
ليجيب مصطفي سريعا ...
-لا هتنفعنا ....انت شايف ايه يافتحي تقدر تاخدها منه بالفلوس اللي يعوزها وأكدله ان اسمه مش هيتقال اساسا...
دعك فتحي رقبته بتوتر ليقول...
-والله هو ممكن يخاف ..بس لو عطيناه مبلغ محترم معتقدش يرفض...
سحب مصطفي سيجارة مع انه يكرها الا انه يلجأ لها وقت توتره وحيرته واشعلها وهو يحاوطها بكفه من الهواء ثم حدق به بحاجب مرفوع وهو ينفخ الدخان من انفه بشكل يعطيه رونق اكثر رعبا وقال بنبرة ناهيه بها امر غير مباشر...
-انا عارف انك هتقدر وان الحته دي هتبقي بتاعتي في خلال اسبوع ..ماشي !!
سمع الباب يفتح فادار رأسه ليري جنيته الصغيرة بكامل جمالها السار للأعين شعر بالسيجارة تسحق بين اسنانه فاعاد رأسه سريعا الي فتحي المحدق بها بانبهار ليهدر بعنف وهو يعيد وجهه ناحيته بغضب ويمسك ياقه قميصه...
-اياك تبص علي حد من اهل بيتي تاني واتعلم تبص في الارض في وجودهم ...يلا من هنا  !!
ابتلع فتحي ريقه بصعوبه بالغه و قد ظهرت قطرات من العرق علي جبينه من الخوف وهز رأسه بالموافقه قبل ان يردف..
-انا اسف مكنتش اقصد ....
وقفت سمر مكانها بصدمه واعين متسعه وهي تري مشهد تعنيف مصطفي لصديقه علي حد قوله  !!
وقف مصطفي في كامل هيئته وقد زاده غضبه ضخامه ...صعقت من سواد عينيه المريب وهو يقترب منها ...فتوقفت انفاسها رعبا وهو يبدو كالدب الغاضب ...
هل تمادت قليلا !! اممم ربما كثيرا !!
لمحت صديقه يهرول الي الباب هاربا من بينهم ...ارتجفت يداها بالاكواب ...وشحب وجهها عندما امسك ما بيدها ليضعه باهمال بجوارهم قبل ان يمسكها من ملابسها ...ويجرها الي داخل موطنه ..

عشق بلا رحمةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن