البارت الرابع
(لم تتحرك سلمى ولم تهتز لها ريشه عندما رات مافعلته بهدى... وكأن قلبها هذا قطعة حديد او فولاذ لايشعر ولا يأن لاي شي..) .
.نغم:امي!! ماكان عليكي ان تقولي هذا لها... لقد جُنت تماما.. انها عمياء.. هل الحق بها ياامي؟
سلمى ببرود: لا.. دعيها ..هي من ارادت ذلك.. وهذا ماكنت ارجوه
نغم:لكن ياامي قد يخطفها احدهم اوتصطدم بسياره... ياامي ارجوك دعيني احضرها وبعدها افعلي بها ماتشاءين
سلمى بغضب:لا..قلت لا..دعيها تذهب..هيا بنا لننام
《ركضت في كل الطرق .. صرخت وبكيت وانهرت ثم وقفت مره اخرى حالمة بامي ساصل الى امي اينما كانت.. سقطت بين كل خطوه واخرى.. حاولت القيام حينما تلاهي لذاكرتي ذكرياتنا معا واوقات لعبنا وضحكنا وسعادتنا التي اصابتها اللعنه... امي!! امي رحلت عن الحياه!! امي التي بدونها يتوقف نبضي!! وتتوقف حياتي!!..لاااا...انهم يكذبون... لم يخبرني ابي بهذا.. فتذكرت ابي..لقد تركني وحيده..اصبحت وحيده تماما في هذا العالم.. تمنيت ومن كل قلبي ان تاتي سياره مسرعه فتجرفني في طريقها فاسقط ميته وارحل عن هذا العالم المخيف..المخيف جدا…لقد يأست حينها ... واستفذت اخر ذرة امل كنت املكها... الياس والحزن والاحباط والعجز وقلة الحيلة والوحده والخوف كلها كانت مزيجا مروعا لفتاة عمياء تركض في منتصف الليل لا تأبه بما قد يصيبها》
(سمعت هدى صوت كلب ينبح وصوته مع الوقت يقترب... فخافت وتوقفت لوهله وكأنها خائفه على حياتها بعدما تمنت الموت... حقا نفس الانسان عزيزه مهما يكن) (بينما هي واقفه اصطدمت بشخص يركض في الاتجاه المعاكس) الشخص بغضب:انتبهي ياانتي... الا ترين!؟ هدى بحزن: نعم لا ارى
الشخص:هل تمزحيين
هدى بانهيار:لاااا لاامزح انا فتاة عمياء حمقاء امها ماتت وتبحث عنها واباها تركها.. اتركووووني امت اقتلني ارجوووك.... ارجوك اقتلني... ارحني من كل هذااا (وانهارت بكاء على الارض.. وكانها وجدت قلبا تشكي له وتفرغ كل مافي قلبها) (حن لحالها ورق قلبه لها.. فاخذها وركض بسرعه)
《لا اعلم ماذا اصابني وقتها ...لقد كدت ان اموت قهرا من كل الذي حولي.. لم اجد من يخفف عني..وعندما وجدت من سال فقط بكيت نهرا من الدموع المتدفقه...وظللت اركض ولا اعلم الى اين.. كان ممسكا بطرف عصاي وانا بالطرف الاخر اركض الى اللامكان... وبعد مده وصلنا لذلك المكان...》هدى:من انت؟! (لسوء حظ هدى كان هذا لص هارب من منزل احد الاثرياء الذين قام بسرقة قصرهم وكلبهم هو ذاك الذي كان يلاحقه...هو لص نعم لكن لص جديد في المهنه اضطرته الظروف لفعل ذلك لكنه بالاصل شخص جيد.. لم يشأ ان يخيفها مع كل مآسيها ويخبرها بحقيقته..فقال): انا عبد من عباد الله يابنتي.. كنت عائدا من الصلاه.. دائما اذهب تضرعا لله في هذا الوقت... اسف لمعاملتي لك لكني خفت حين رأيتك ف البدايه (حاولت هدى ان تسيطر على حزنها واخذت نفسا عميقا ثم قالت): ولم يطاردك كلب؟!
اللص(امير)بارتباك: لان.. بسبب... عندما كنت عائدا في هذا الظلام وبدون قصد دُست على قدمه واخذ يلاحقني طول الطريق.. لكن لم تخبريني لم تجولين ف الطريق وحدك؟
هدى بتنهد حاولت الكلام لكن بكائها سيطر عليها ولم تستطع الحديث( امير(اللص): حسنا حسنا لابأس.. لاتخبريني الان ...اعتبريني مثل اباكي.. سارعاك حتى يحضر اهلك او حتى تستطيعي التكلم ... لا تحزني الان (قام واخذها معه الى حيث يسكن .. حينما دخلا المنزل سمعت هدى صوت سعال امرأه كبيره ) هدى:انني اسمع صوتا ياعم امير..اين نحن؟
امير:نحن في منزل استأجرته لي ولوالدتي المريضه... وماسمعتيه هو صوتها فهي امرأه كبيره في السن تعاني من مرض خطير في الرئتين وقد تموت بين لحظه واخرى اذا لم نجري لها عمليه جراحيه خلال اسبوع على الاقل...ارأيتِ!!..لست الوحيده من تملكين احزانا وهموما ومتاعب قاسيه
هدى بحزن:شفاها الله ياعم امير
(تم التعارف بين الطرفين.. علمت هدى من خلال تسامرها معهما ان والدة امير تحتاج عمليه بقيمة ثلاثون الف وهم عائله فقيره... هذا حقيقة ومالم تعلمه انها تسكن في بيت لص قد يطلب فديه من اهلها... وبالفعل هذا مافكر فيه امير.. لقد سرق من منزل الاثرياء عشرون الف.. وسيطلب فديه صغيره من عائلة هدى قيمتها خمسة عشر الفا ليضمن تكاليف عملية امه وعلاجها وسفرهما... هو مضطر للسرقة بعد ان رفض في اكثر من عمل!! هذه هي الدنيا... نامت هدى عندهم وهي تشعر بالطمأنيه فماسمعته من همومهم انساها همها...)
(في الصباح الباكر استيقظت هدى وام امير فزعتان على صوت صراخ امير وهو يناديهما لان..)
انتهى البارت الرابع
أنت تقرأ
مذكرات عمياء
Aventuraاهدي هذه الروايه اللى كل مهموم ومغموم الى كل حزين وبائس ومسجون الى كل مريض ومبتلى وصاحب ديون سابحر بك عبر الزمن لاريك كيف يكون الابتلاء... كيف تقضي شابه عمياء يومها بلا ضياء كيف تفقد امها بين ليلة وضحاها وتنتهي بها سبل الرجاء كيف يحول القدر الس...