البارت الثالث

5.8K 99 0
                                    

جلس عمرو علي مقعده وأخذ الملف ويفتحه لكنه لا يقرأ بل كان سرحان في الذي فعله مع قمر ، كان سرحان في عيونها الخضراء التي جذبته وفي شعرها الأشقر القصير ، ليقول في أعماقه :

- ايه ده يا عمرو انت بتفكر فيها ليه ... انت خاطب ومينفعش كده لازم اشلها من دماغي .

لينظر في الملف ويقرأه ليقلب الصفحه الثانيه ويقرأ واثناء قراءته تتغير معالم وجهه للصدمه والدهشه ، قرء بصوت مسموع :

- الأسم اكرم عبدالعزيز ، العمر 55 سنه ، الأبناء قمر اكرم و مروة اكرم ، العمل ضابط ، الزوجة سماح .

قلب الصفحه وقرء :

- معلومات عن بناته ، الأولى هي مروة اكرم ، 26سنه ، البنت الكبيرة ، في كليه هندسة ، دخلت الجامعة متأخرة بسبب تعب مامتها ، مش مرتبطه ، التانيه هي قمر اكرم ، 24 سنة ، في كلية طب ، اصحابها هم " فرح فايز ، عمار رأفت " و ....... .

صمت عمرو عن قراءته.... صدمه اخري صُدم منها مما مكتوب ( هتعرفوها بعدين ) ، اكمل عمرو قراءة  الملف ، لينتهي من قراءته ويرميه بعيداً عنه بغضب ، نظر عمرو مكان الملف الذي يوجد علي الأرض ويقول وهو يصق علي أسنانه :

- بقي قمر تبقي بنت اكرم اللي قتل بابا .... وانا اقول ايه كل الطيبه دي ... طلعت زي ابوها ... والله مانا سايبك يا اكرم انت وبناتك .... وبالذات حببتك ... قمر .... قسماً بالله لخلي حياتها جحيم يا اكرم الكلب .

                                                          *** 

بعد اربع ساعات تقريباً وصلت قمر لبيتها بمفردها ، دخلت واقفلت الباب ورائها لتري امها داخل المطبخ لتدخل لها وتسألها بأبتسامة :

- فين مروة يا ماما .

أخذت سماح القدر من علي البوتجاز ووضعته في الحوض لكي تغسله قائلة دون أن تنظر لقمر :

- اول ما خلصت محضرتها اتصلت بيا وقالتلي انها رايحه عند اكرم علشان ميكنش لوحده لو تعب .

ضحكت قمرو وقالت مازحه :

- وهتعمل ايه البت دي ..... اكيد هتهرب المجرمين اللي هناك .

نظرت لها سماح بسخرية قائلة :

- اهي علي الأقل راحت معاه .. مش زيك يا قمر بابا .

نظرت قمر لسماح ثم تنفست بحنق قائلة :

- هنرجع الموضوع ده تاني يا ماما .... انا بجد زهقت من معملتك ليا .... انتِ ... ولا اقولك  .. اعملي اللى انتِ عيزاه .

ثم تركتها وخرجت من المطبخ وصعدت لغرفتها ودموعها علي وشك النزول ... بل هي تدحرجت علي وجنتيها من الأساس ، أقفلت الباب ورائها ووضعت الدفتر والكتب علي المكتب ثم دخلت الحمام ونظرت لصورة وجهها التي تعكسها المرآه وهي تبكي ... فتحت صنبور الماء لتنزل الماء من الصنبور ، وضعت يدها الأثنتين بشكل دائري في الماء لتغسل وجهها بالماء الذي يختلط مع دموعها ، هذا الجرح موجود بداخلها .... موجود لسنين ... دائما تسأل نفسها سؤلاً واحد لا غيره وهو لماذا والدتها تعاملها بهذه الطريقة ... انها ابنتها فلذ كبدها ... لماذا تجرحها بكلامها وافعالها هذه .... كانت تريد جواب هذا السؤال .. لكن لم تحصل عليه ابدا .

حب بلا أملحيث تعيش القصص. اكتشف الآن