البارت الثالث عشر والأخير

6.5K 83 0
                                    

اندهاش وصدمة ظهرت علي ملامحه وهو يستوعب ما تقوله فرح لها ليقول بحيره :

- ازااي طيب ... معقوله تكون علاااا ... طب ازااي طيب ... انا مش فاهم حاجه .

نظرت له فرح وهي تتذكر ما كانت تفعله شقيقتها معها بسبب انحياز والدهم لها هي وأخيها ووالدتها لعلا ، فتشرح له وتقص له وعينيها تتلئ لئ بالدموع :

- لما كنا صغيرين كانت ماما دايماً متحايزه لعلا في كل حاجه كبيرة اوي صغيرة ده غير بابا اللي كان بيتحايزلي انا وعمرو وعلا لا ، كنا عيلة اسم بس مش معني ، مكناش قريبين من بعض ولا بنخاف علي بعض ولا حتي بنحس ببعض ، ولما كبرنا كان عمرو قريب مني انا اكتر حد فيهم لأننا كنا غيرهم ، كنا دايما قريبين من بعض ونحس ببعض وقررنا اننا منبقاش زيهم مع ان بابا كان بيحبنا اوي بس كنا بنزعل من معاملته لعلا وماما كذلك الأمر ، وعمرو كان عارفني كويس وواثق فيا اني عمري مهفرق بينه وبين علا في المعامله لاننها اخوات ، بس علا كانت شايفه حاجه تانيه كانت شايفه اللي هي عايزه تشوفها ، كانت دايما زعلانه من عمرو ومني علي أساس اننا مش بنحبها زي بابا وكانت بتعاملنا وتكلمنا قدام بابا بوش والوش التاني بعد ما بابا يمشي يروح الشغل ، وده سبب انها تكون متكبرة ومغروره حتي مع اخواتها ، كانت بتكرهني ومازالت بسبب معملة بابا وعمرو نحيتي ، وانا مبلمهاش لان بابا وماما هما السبب في تفرقنا كأخوات ، لكن مع كل ده انا بشر وبحس وعندي مشاعر وهي كانت بتجرحلي مشاعري بأسلوبها وطريقتها معايا ، وفيوم لو فكره يعني ، لما اعترفنا بحبها لبعض .. .

- اكيد فاكر يا فرح .

خطت فرح خطواتان للأمام لتكون أمام عمود عالي لتستند برأسها عليه وهي تكمل ودموعها علي وجنتيها تتساقط :

- كان ساعتها اكتشفت اني تعبانه عندي ثقب في القلب ، وعمرو مسبنيش ده وداني لأكبر الدكاترة في البلد وكنت بتحسن واحده واحده بس التحسن ده كان نفسي مش جسدي ... كانت بتنتقم مني يا ماذن من غير ما اذنب أو اعملها حاجه ... انا وعمرو مالنا ذنبنا ايه .. هي كانت صغيرها وتفكيرها كان اصغر ... في اليوم اللي  كان في اخر جلسه علاج ليا ، حطت في الميه دوا للجلطه مش للأمراض الثقب في القلب وياريت اكتفت بكدا لا دي حطته بكميه كبيره ، وانا طبعا شربت الدوا لاني اكيد مش هشك فاختي ولا حتي فكرت انها ممكن تعمل كدا ، ودا أثر عليا جدا وحالتي ابتدأ تسوء بدل ما هي كانت بتتحسن ، وعمرو كان عايزني اعمل العمليه بس انا كنت برفض لاني كنت عايزه اشوفه عريس وفي الكوشه مع حبيبته اللي اخترها كنت عايزه اشوفه مبسوط زي مبسطني ، والحمد لله امنيتي اتحققت يعني كدا انا هعمل العملية وانا مرتاحه ، حتي لو مت هموت مرتاحه .

اقترب منها ماذن بقلب حزين ينزف من منظر حبيبته وهي تحكي له كل ما عانته من دونه ، وضع يده علي كتفها وأبعدها عن العمود وأحتضن وجهها بين كفيه وهو يمسح دموعها بأصابعه قائلاً :

حب بلا أملحيث تعيش القصص. اكتشف الآن