Weroold part •4•

51 9 12
                                    

فوت+كومنت بليز  💙
•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°
لم يكن سهلاً على تيا أن تستفيق  من شرودها .. في الواقع هي لم تكن من النوع الاجتماعي الذي يملك الأصدقاء والأحبة ويقيم حفلات وغيرها لكن كانت عيناه عميقتان جداً...رأت داخل عيناه عالماً خرافياً .. بعثرت تلك الأفكار السخيفة واستعادت وعيها.. صافحته وقالت بجفاف:"أهلاً أنا تيا".. ابتسم هاري وساد الصمت.. ومازلت يد تيا عالقة بين يدي هاري.. سحبت يدها وقالت بارتباك :"حسناً هاري أراك في الجوار " ورحلت .. سمعت صوت هاري ينادي ولاشك أنه يضحك:"في الواقع .. سترينني كثيراً" .. كانت تيا مصدومة مما قالته لهاري "بقصد أراك في الجوار'' فهي لم يكن من عادتها مخالطة الشباب او ما شابه ..قررت تأجيل الحادثة لتركبها في عقلها لاحقاً..
كانت تسير في الملجأ كأنها ولدت فيه .. وقفت أمام لائحة كُتِبَ عليها .. "الأدارة" طرقت الباب...سمحت لها ميس ووكر -كما خمّنت- بالدخول .. دخلت تيا بهدوء وأدب وقالت :"مرحباً آنسة ووكر .. أنا تيا أوكلي ".. ردت ميس ووكر:"أهلا آنسة أوكلي تفضلي بالجلوس" ... كانت الآرائك الجلدية شبيهة جداً بالآرائك في مكتب السيد ليام باين..جلست تيا وباشرت ميس ووكر بالحديث .. "إنه إمرأة لا تحب المقدمات" هكذا كانت تيا تقول في نفسها.
ميس ووكر:"في الواقع انسة تيا أنتي جئت في الوقت المناسب.. نحن بحاجة فعلاً لعمال .. وإن كنت موافقة على العمل.. ستبدأين حالياً بتحضير الأطعمة لفئة المراهقين "
أشرقت الابتسامة على وجه تيا وردت ببهجة :" أقبل بأي عمل .. مهما كان.. أنا فقط أريد الرحيل عن لندن ونسيان الماضي والبدأ في العمل"
قالت ميس ووكر:" بالإضافة إلى أنني وجدت لك مكاناً للنوم.. لقد فرغت إحدى الغرف في غرف العاملات .. لقد تركت صاحبتها المآوى البارحة ليلاً .. أراك متحمسة جداً.. آمل ألّا تخيبي ظني"
كان الكون بأكمله لا يسع فرحة تيا في تلك اللحظة التي قالت :"هذا عظيم!! عليّ العودة إلى لندن لإحضار أغراضي.. يا إلهي .. أغراضي كثيرة!"
ابتسمت ميس ووكر وقالت :" لا عليكِ سنرسل معك أحد العمال.. لربما أحدهم متفرغ اليوم" .. قبض قلب تيا .. وهي تتمنى ألّا يكون ذاك ال"هاري" سيرافقها .. هي لا تعرف ما خطبها أو لماذا توترت .. لكن حاولت جاهدةً إخفاء هذا التوتر.. وقالت:" حسناً هذا جيد .. سأذهب لأحضر تذكرتين لي ولأيً كان من عمال الملجأ" ... ودعت ميس ووكر  وخرجت تكلم نفسها .. "لننسى الجانب السلبي ونفكر من الناحية الإيجابية.. أخيراً سأخرج من لندن ولن أعود حتى تتحسن الأحوال وتنتهي تلك الحرب السخيفة.. لربما غيري قد يندهش من شدة فرحي لكن أنا لم أتأذى جسدياً فقط .. أنا تأذيت نفسياً وروحياً وفقدت أغلى ما أملك .. تلك الحرب التافهة سرقت مني صديقتي الوحيدة..سرقت مني عائلتي التي لم أكن أهتم بها لكن لم يكن سهلاً عليَّ فقدانهم .. سرقت مني عملي .. عملي الذي كان ملجأي الوحيد...كنت سعيدة بذلك العمل.. كانت خياطة الملابس للمحتاجين شيئاً جميلاً.. هذا سبب فرحتي العظيمة.. سأنسى الماضي وأركز على حاضري ومستقبلي .." على أثْر كلامها لم تلاحظ أنهى قطعت كشك التذاكر ... عادت أدراجها حيث رأت كشك التذاكر صباحاً ..كانت بالفعل من الأشخاص الذين يركزون على التفاصيل والأشياء البعيدة أكثر من القريبة ..وصلت الكشك.. سحبت الباب الخشبي العتيق ...
قال الشاب الصغير:"أهلاً سيدتي.. تفضلي"
"أريد تذكرتين لأقرب رحلة إلى لندن"

أعطاه الشاب تذكرتين فشكرته وخرجت.. لكنها كانت متعبة فقررت أن تركب بالتاكسي إلى الملجأ... أوقفت إحدى السيارات المارّة .. ركبت بها وقالت:"رجاءً إلى ملجأ ويروولد" ..أومأ لها السائق وراح يشق الطريق إلى أقصى شمال المدينة .. كانت كلمة "ويروولد" تسبب القشعريرة لتيا لسببٍ تجهلهُ ..وصلت الملجأ..سحبت حقيبتها الصغيرة التي لم اكن تحوي الا بعض النقود والقليل من السجائر ومفتاح المنزل في لندن..سارت حتى الإدارة حيث وجدت ميس ووكر وشاب خمّنت أن عمره يبلغ حوالي عشرين سنة .. قالت ميس ووكر مرحّبة :"أهلاً آنسة تيا...هذا مايكل سيمبسون" واشارت بيدها إلى ذلك الشاب الذي قال مبتسماً :"رجاءً ناديني مايك" .. زيّفت تيا الابتسامة  وقالت :" أهلاً مايكل" قالت ميس ووكر:"اذاً تيا .. مايكل سيرافقك إلى لندن ليساعدك في نقل حاج..
قاطعها أحدٌ بالخارج يطرق الباب .. قالت ميس ووكر بصوتٍ عالٍ:" عد لاحقاً" ..رد الطارق:"إنه مرسوم  للسيد سيمبسون ".. أشارت ميس ووكر لمايكل بيدها ان يحضر المرسوم.. خطى مايكل .. فتح الباب..سحب المرسوم..وفتحه وراح يقرأ بصوت مسموع" عزيزي مايك.. أتمنى منك تفهم وضعنا في برادفورد ... والدك يحتاجك وصديقك زين بأمسّ الحاجة إليك .. أرجو أن تأتي بأقرب قطار.. أحبك
أمك "...
سقطت دموع تيا سهواً على آخر كلمتين ... لم تعتد أن تسمع مثل ذاك الكلام لكنها مسحتها سريعاً.. وضعت ميسووكر  يداها على رأسها وراحت تفكر...وتقول "ما العمل الان؟ .. علينا إيجاد شخص آخر .. وأنت سيد سيمبسون يمكنك الذهاب لعملك .. هنالك من يحتاجك .... " .. وأردفت :" أعتقد أنني أستطيع إيجاد حل .. سأعود حالاً" ورحلت هي و مايكل .. بقيت تيا وحيدة وقلبها يخفق بسرعة .. لم تعرف لما!
مضى حوالي ربع ساعة حتى عادت ميس ووكر ومعها .... هاري.. شعرت تيا أن قلبها خرج من صدرها عندما رأت التجاعيد اللطيفة حول عينيّ هاري إثر ضحكته اللطيفة.. قالت ميس ووكر:" حسناً تيا .. هذا هاري إنه أحد أفضل العاملين هنا" ردت تيا بحذق:" همم واضح .. أهلاً هاري أنا تيا أوكلي " وصافحته.. قالت ميس ووكر :"هاري متفرغ تماماً وهوي سيرافقك إلى لندن... لا يوجد ما يعطله" .. انحنى هاري بطريقة كلاسيكية وابتسم .. حاولت تيا  جاهدة إظهار تلك ال"لا مبالاة" الفاشلة  ..
قالت تيا بثقة :" حسناً أنا مستعدة .. القطار على وشك الانطلاق ..هيا" .. لحق بها هاري وانطلقو سيراً الى المحطة صامتين  .. قطع هاري حبل الصمت وقال :"همم إذن أنت تجيدين الطبخ؟"
استغربت تيا وقالت:" اعذرني؟؟!"
ضحك هاري وقال :"أقصد المهنة الّتي وُكِّلتْ لكِ"
قالت تيا بجفاف:"أنك تضحك على أمور كثيرة وسخيفة" تعجّب هاري من وقاحتها بالرد... وهي بالمقابل انصدمت.. كان كلامها سيئاً بعض الشيء فحاولت كسر ذاك الجو وقالت:" ولكن كيف عرفت؟أني سأعمل في قسم الأطعمة؟"..
رد هاري بغرور:"ألم تسمعي ما قالت الآنسة ووكر؟ أنا أحد  أفضل العاملين .. أنا هاري ستايلز"
زفرت تيا  وقالت :"مغرور"
وصلا المحطة .. اقتربا من باب القطار .. كان هاري يسبق تيا ببضع خطوات ولكن فور وصوله للباب ابتعد وانحنى قائلاً" السيدات أولاً"
ابتسمت تيا وقالت :"همم رجلٌ نبيل".. اتخذو مقعداً يتسع لأربع أشخاص بجانب النافذة.. ولكن .. صدمت تيا عندما جلس هاري بجانبها.. نظرت له باستغراب وابتسم هوَ الاخر... وزيّنت وجهه حفرة عميقة لطيفة.. كعيناه تماماً...
°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°
آرائكم ؟💙🙆

Weroold |H•S|حيث تعيش القصص. اكتشف الآن