الفصل الرابع :
الصفحة 08/ اليوم الثالث : واجه نفسك
أتعلم ما الفرق بيننا نحن المسلمون العاديون والمبشرين بالجنة ؟ سهلة إنه بالتأكيد الفرق بين أصحاب الجنة وأصحاب الأرض الجرداء ! لأقرب لك الفكرة فإنهم واجهوا الكفار بينما نحن مازلنا لا نستطيع مواجهة أنفسنا !! أتعتقد أن رجلا يواجه الكفر ويتمسك بإسلامه لم يواجه نفسه ؟ أنت مخطئ لأنه بالتأكيد فعل ...
*************************************************************************************
الغريب الخائن
09 أفريل/نيسان عام 2010
البارحة ، وقبل البارحة والبارحة التي سبقت كل بارحة وفي كل يوم .. ! كنت أعود منذ 2007 حتى يومنا هذا إلى ذاك المقهى نفسه والذي أدركت فيما بعد بعده بمسافات كبيرة إلى حد ما عن منزلي الصغير في حينا البسيط، كنت أعود لرغبة في نفسي لملاقاة صديق قديم باسم الوفاء والإخلاص فنبقى لدقائق معدودة نتحدث في مواضيع ذات صيد وفير ، نناقض و نتردد و نتحمل آراء بعضنا البعض بكل موضوعية فكنا نواجه كل فكرة باسقاطها على موازيننا الشخصية الخاصة ... وهكذا استمرت صداقتنا لأكثر من يوم أو يومين او حتى شهر أو شهرين ! بل لما يقارب الـ 3سنوات !! كنت دائما استغرب من سؤاله الذي يطرحه كل يوم مع اننا نلتقي في نفس المقهى يوميا و أجيبه بنفس الجواب دوما ، كان يقول ممازحا : " هذه أنتِ هنا ؟ وكأنك أصبحت تشتاقين للأيام خارج المنزل تائهة ؟ '' فأجيب بعفوية : '' أجل ، جئت لملاقاة صديق '' .
أما اليوم فانه لم يسألني نفس السؤال ، أستغرب من نفس السؤال يوميا صحيح ! ولكن عدم سؤاله نفس السؤال يجعلني أكثر استغرابا !! صديقي الغريب هذا اليوم لم ينتظر مني نفس الجواب بل ولم أجده يكتب في مذكراته الخاصة التي كان لا يستغني عنها أبدا ! أليست هي إن ضاعت منه أو نسيها يوما أصبح يومه أشد الأيام حزنا ؟ إذن لماذا لا يذكرها هذا اليوم ؟ بل حتى مواضيعه الساخنة و أفكاره الغريبة العجيبة لا أجدها حاضرة .. منقذي الغامض أبدى غموضا أكبر عن ذات قبل هذا اليوم ... هذا اليوم صديقي لم يأتِ أصلا! .
يا لها من ذكرى ! أتذكر ذلك اليوم وكأنه هذا اليوم ، شعرت بمشاعر عديدة حينئذ.. منها الخيبة والخذلان والحزن والغضب وحتى الكره !! لعلي ترددت كثيرا عن سؤال نفسي عن سبب اختفائه فجأة بالقدر الذي سألت فيه عن سبب مغادرته قبل توديعي ؟ وكنت حينما أضع احتمالات للأجوبة أرى أنها كلها تصب في ( مللتك فكرهتك .. فابتعدت ! ) فسميته بدون تفكير (الغريب الخائن) مع أنه لم يظهر لي يوما أنني مميزة لذلك الحد الذي أصل فيه مكان الصديقة ، الصديقة نعم ! لا أدري كيف كنت أتحمل بدون عذاب الضمير هذه الكلمة مع أننا في عرفنا لا نعترف بالصداقة بين الفتى والفتاة فكيف كنت أتقبلها لمجرد كلمة قبل أن تكون أفعالا ! أظنه قد كان متمسكا بهذا المبدأ على خلافي مع أنني كنت ما أزال طفلة في سن الـ 10 إلا أنه كان يجب أن أتحمل مسؤولياتي ولا أغادر منزلي خفية من أجل الاستمتاع بوقتي . يا لها من ذكريات قاسية ولكن خيرا فعل هذا الصديق .
أنت تقرأ
ذات
Non-Fictionحياتي المملة الرتيبة ومسيرتها العادية لا تستحق أبدا أن أرفع قلمي وأخط كلماتي تبجيلا لها ، فهي لا تختلف كثيرا عن سيرة طفلة بعمر الست سنوات ! لم تخض بعد في قصص العظماء ولم تعترف يوما بالقمة التي وعدوها بها عند صعود الجبال !! السيرة الذاتية تستحق...