الفصل السادس عشر

21.9K 729 204
                                    

جلس في صمت لعدة ثواني وحقيقة كونه لا يظهر أي شيء تحبطني. هل استمر؟ هل اوضّح؟ ماذا اقول؟ لقد اخبرته للتو واحد من اظلم اسراري. هل اثق به؟ عضضت شفتي شاعرة بالتوتر. ابهامه يمرر على مفاصل يدي , ذهاباً وإياباً , ودقات قلبي متسارعة بينما اتنفس بسرعة. كيف يفعل ذلك بي ؟ انه فقط يلمس جزء صغير من جسدي , وقلبي يطير.

" لماذا لم تخبريني من قبل ؟ " تحول مزاجه من وجه البوكر الى الانزعاج.

" انا لا اكشف ماضيّ لجميع من اقابلهم.وأنا فقط اعرفك لثانيتين(ليس من وقت طويل). " تململت بأصابعي في توتر , انها فجأةً مثيرة للنظر اليها .

" انظري اليّ. " صوته متأمر لكن رقيق. ارغمت نفسي لـ النظر اليه وعينيه باردة جداً.

" عندما كنتِ في لندن او امريكا ؟ "

" امريكا. انتقلت الى لندن عندما كنت في الـ 18. "

*الرجوع الى الماضي*

" توري! " سمعت صوت الينا يصرخ من فوق صوت الموسيقى الصاخب. حاولت الوقوف على اصابع قدمي لأبحث من فوق الحشد من الناس , انظر بتمعن خلال الغرفة الخانقة , لكن لا استطيع ايجادها. اين هي ؟ " ري! هنا! " تعثرت بطريقي الى الركن الذي تجلس فيه بجانب ديفون , بأمان تحت ذراعه. انا ثملة , ثملة جداً. ولا استطيع الوقوف باستقامة.

لم اكن اعتقد ابداً باني سأشرب تحت السن القانوني , لكن لـ حقيقة اني سأغادر الى لندن قريباً , لم يزعجني هذا. لذا لا امانع مواجهة عواقب أمي الوخيمة. ارتميت بجانب الينا , اضحك ضحكة خفيفة لنفسي بدون سيطرة بينما اريح رأسي على كتفها. وضعتْ رأسها على رأسي وضحكنا.

" لقد لعبتي جيداً الليلة! " عانقتني بقوة وأدركت ان الكحول هي التي تجعلها اكثر رقة حتى ,  لكني اكثر تعباً من ان احتج على عناقها. ابتسمت في نفسي بينما أتت احداث هذه الليلة في بالي. الينا كانت صديقة لـ توري كيللي , غريب لان اسمائنا متشابهة , لهذا الينا تدعوني بـ توري بدلا من ري او فيكتوريا. توري كيللي كانت عازفة قيتار هائلة , والينا تكلمتْ مع توري عني. كنت متحمسة للعزف معها. انها موسيقار عظيمة ؛ وقصتها كالخرافة. نجمة يوتيوب اكُتشِفتْ وألان تعزف في المدرجات الكبيرة. لقد احببت العزف لها ؛ احب العزف على القيتار.

" هل تعتقدين ان توري ستسمح لي بالعزف معها مجدداً ؟ " قلت كلماتي ببطء , شاعرة بالنعاس. اه هذه الاريكة مريحة.

" بالطبع. " ربتتْ على ساقي بينما بدأت اغفو.

استيقظت لكن الغرفة حولي تدور. لا ازال اشعر بتأثير الكحول. ألازلت ثملة ؟ الموسيقى حولي لا تزال صاخبة والفتيات والفتيان يرقصون بشكل حميمي مع بعضهم. هذا محرج. وقفت , شاعرة بالدوار قليلاً وأخرجت هاتفي. اللعنة انها الـ 3 صباحاً. كان يفترض بي العودة الى المنزل في الـ1. شققت طريقي من خلال الجماهير شاعرة بالهواء المقشعر يضربني. اللعنة الجو بارد. اين الينا ؟!.

باردحيث تعيش القصص. اكتشف الآن