4 يوليو 2019
اليوم الثاني في لندن الجميلة، إستيقظت مبكرا أتضور جوعا، بدأت تجهيز ملابسي انه اليوم المنتظر ويجب أن استعد تماما، نزلت بكامل أناقتي إلى مطعم الفندق ولم ينقص الاناقة سوى حذائي الجديد المؤلم.
من اللطيف أن تكون في مجتمع غير مجتمعك ولا تشعر انك غريب او غير مرحب بك... شعرت بذلك اللطف منذ قليل حين سألتني موظفة ما إن كنت أود الاكل في القسم النباتي حتى اكون مطمئنة للطعام الحلال، وبالفعل كنت قد اكتفيت بشطيرة من الجبن خالي الدسم و بعض قطع الفاكهة وكأس من عصير البرتقال اللذيذ.
نصف ساعة حتى أصل إلى مركز الملكة إليزابيث الثانية للمؤتمرات، لذا لا مانع ببعض التمشية وإن ضللت الطريق سأسأل لا مشكلة.
بعد بضع خطوات شعرت انني سأندم على هذا القرار بحذائي هذا لكن من يهتم انها الثامنة صباحا والاجواء جميلة هواء النهر منعش للغاية.
ها هو مبنى البرلمان وها هو برج الساعة وعلى اليسار وجهتي.... حسنا اشعر بالتوتر اود التحدث مع أمي وأبي ومؤيد... مؤيد هو خطيبي و زوج المستقبل، كلمة منه كافية لإشعال شعلة الحماس بداخلي.•أغسطس 2022 _لندن
يارا غيث: مرت ثلاثة اعوام وها انا ذا أضع قدماي على أرض لندن... مرة أخرى، ولكن ليست كالمرة السابقة، لا تشبهها أبدا، من السخرية أن المرة الأولى دائما مميزة ولا يعاد شعورها أبدا، تترك شعورا لا يُنسى، المرة الأولى من كل شئ لا تُعوض ولا تُنسى ربما لهذا السبب تحديدا تكون ذكراها الأكثر ألما ووجعا.
الطريق نفسه، الوجهة نفسها لكنني يارا مختلفة.. لست يارا الطالبة، انا يارا الباحثة... يارا المحطمة الضعيفة التي تتمنى ان تُحْقن ذاكرتها فتنسى وتبدأ من جديد.
دخلت شقتي التي ستصبح منزلي لبعض الوقت... الكثير منه في الواقع، بعثت رسالة لأمي وأبي انني بخير و لم افعل شئ آخر سوى النظر من النافذة المطلة على نهر التيمز واشجاره.
متي فقدت نفسي وملجأي متى حصل كل ذلك، ومتى تحولت لصورة باهتة تمشي على الأرض.
اخرجت ذلك الخطاب من حقيبة يدي وانا أردد "مدينة الضباب مجددا، إمبريال كوليدچ... اتمنى أن انسى بكم حياتي وتكونون نقطة البداية".
أنت تقرأ
لندن الغائمة
Short Storyملاحظة: أحداث هذه القصة حقيقية بنسبة 80٪، تم التلاعب بالاسماء والسنوات مع اضافة بعض اللا واقعية. كنت مندهشة ومتحمسة جدا، متحمسة لدرجة تجعل النوم يطير من الاعين ويزول أي تعب أو أرق، ياالٰهي أنا الفتاة البسيطة التي سمعت دعائها شكرا يا الله... كم أ...