كنت مندهشة ومتحمسة جدا، متحمسة لدرجة تجعل النوم يطير من الاعين ويزول أي تعب أو أرق، ياالٰهي أنا الفتاة البسيطة التي سمعت دعائها شكرا يا الله... كم أنك رحيم بنا.
كان عقلي يصرخ فرحا وأنا اطير داخل الغيوم وأردد "إنك حقا مدينة الضباب"، بدأت لندن الجميلة تتألق بالأسفل كلما إقتربنا من الأرض.
كنت أعيش حلما على أرض الواقع ولم يوقظني سوى صوت الربان يطمئننا بسلامة الهبوط و يعلن درجات الحرارة بالخارج.. عشرون درجة مئوية
وهنا صرخت بذهول" ماذاااا"؟تبدلت الدهشة والحماس إلى صدمة وكأن تيارا كهربيا صعقني للتو، عشرون درجة؟ نحن في الصيف، الأن فقط تذكرت أن الصيف في مصر ليس كالصيف في المملكة المتحدة وأن العشرين درجة جو رائع بالنسبة لهم، أما بالنسبة للدخيلة المصرية التي قدمت من جو لا يقل عن أربعين درجة فهي كارثة... لم أُحضر ملابس ثقيلة.
لحظة حطت قدماي تلك الأرض شعرت بهواء مختلف، منعش وجميل، الضباب يغطي السماء بالفعل وبدأت الرسائل تنهال على هاتفي فشركة الاتصالات خاصتي تعمل هنا ايضا.
مرت برأسي فكرة أن أتصل بعائلتي ولكن ادركت مدى غباء الفكرة لاحقا والسبب أنني لأُجري مكالمات علي التوجه للشركة ودفع فارق بالعملة المحلية، اذا سأنتظر حتى أصل لمكان إقامتي.
وكانت صدمتي التالية هي ذلك الطابور الطويل الذي قضيت به ساعات لأحصل على ختم الدخول لكنني قضيت أكثره على الارض اكتب بعض خطابي واجهزه للمؤتمر نسيت إخباركم لدي دفتر جميل ذو فيل وردي أكتب فيه كل حياتي إن صح القول أهداني إياه أحب الناس لقلبي وحيث أن صاحبه لا يمكنه مرافقتي فها انا ذا ارافق الدفتر حيثما كنت....وأخيرا أمام الظابط يسألني لم جئت إلى أرضه وكم سأمكث ثم وضع علامة على جواز سفري وتمنى لي إقامة هادئة ومؤتمر ناجح... هذا فقط؟ قضيت ساعات انتظر من أجل هذا؟
ما أُعزي به نفسي ان الحقائب بالطبع قد وصلت ولن يطول الوقت.. هيا لنحضرها...*بعد بضع ساعات*
اااااااه رباه سأبكي، انتظرت حقيبتي لساعة وجاءت ممزقة وليس لدي وقت لأرفع شكوى وعلقت ساعة أخرى في طابور الخروج... لم المكان مزدحم هنا، ماذا تفعل يا هيثرو لقد تعبت حقا.. ضاع مخططي لقضاء باقي اليوم في استكشاف المدينة، إنها الخامسة مساءا وانا في سيارة تقلني إلى الفندق، تهللت اساريري حين رأيت اسم الفندق ثم عبست مرة أخرى حين أخبرني السائق أن هذا ليس المكان الصحيح ولكنه فرع آخر.
شكرا أيها السائق، سأقتل الوقت بالنظر لهذا الطريق المنظم الرائع الملئ بالاشجار الذي لا نراه في مصر، ربما لهذا السبب القاهرة تأتي كأكثر العواصم تلوثا في العالم!!!! نحن نزيل الأشجار بينما العالم يزرعها
اوه أتمنى لو أبقى هنا للأبد ولكن، سأحضر أحبابي أولا.
لدي الكثير لأحكيه لأسرتي و لراما و عزيز القلب ونور الدرب رفيق الرحلة
أظنكم تتساءلون عن هويته... سأبقيها سرا لكن يكفي أن أخبركم انه نور أضاء عتمتي وأخبرني أن قلبي يعرف طريق الحب ذلك الشخص الذي اتفق قلبي وعقلي على حبه وحفظت عيناي تفاصيله وأذناي كل طبقات صوته،إنه هدية القدر لي، أحبه حقا أكثر مما أحب لندن هل تصدقون... ربما ستتعرفون عليه لاحقا
أما الأن... حان فقد وصلت فندقي اللطيف قريب من مكان يدعي قصر لامبث lambeth palace، وأيضا كوبري ووترلوو، كما أن الوصول لمبنى البرلمان west minister وبرج الساعة الجميل على بعد 15 دقيقة من التمشية اللطيفة على ضفة نهر التيمز .. طمأنت الجميع انني وصلت ثم طلبت خدمة الغرف لتدفئة الغرفة قليلا فأنا اتجمد بردا، ارديت كل ما يمكن ارتداؤه وغصت في سريري المريح بعد يوم شاق وممتع.
أنت تقرأ
لندن الغائمة
Historia Cortaملاحظة: أحداث هذه القصة حقيقية بنسبة 80٪، تم التلاعب بالاسماء والسنوات مع اضافة بعض اللا واقعية. كنت مندهشة ومتحمسة جدا، متحمسة لدرجة تجعل النوم يطير من الاعين ويزول أي تعب أو أرق، ياالٰهي أنا الفتاة البسيطة التي سمعت دعائها شكرا يا الله... كم أ...