"الإحتياج فطرة خلقنا بها لحكمة من الله فلا يحيا الإنسان وحيدا"
4يوليو 2019
الثانية مساءا
يارا: لا اصدق انني فعلتها... فعلتها فعلتها، تحدثت امام هذا الجميع الغفير و تلقيت ثناءا على افكاري.. ها انا؟ انا اشتعل حماسا.
كنت متصلة بشبكة الانترنت الخاصة بالقاعة وأرسل الصور لأبواي و لمؤيد طوال الوقت، تحدثت مع والداي و أستاذتي بالجامعة ثم التقطت بعض الصور وحفظت المكان جيدا وقفت أنظر إلى كنيسة ويست مينيستر آبي وكنيسة القديسة مارجريت من الخارج...بناء مهيب يشبه مبان عديدة في القاهرة القديمة وبعض الصور لبرج الساعة ثم خلعت حذائي الضيق وحملته بيدي واكملت طريقي مشيا وعلى يساري نهر التيمز ذا الهواء المنعش
عدت للفندق و انا ابتسم للشارع و الاشجار والنهر والمباني الكبيرة والجسر ولكل شخص اقابله لم أستطع التحكم بإبتسامتي، كانت إبتسامة رضا وشكر وإمتنان لله ... ألقيت بحقيبتي على الفراش
بدلت ملابسي الرسمية بملابس أكثر راحة استعدادا لجولتي في لندن الجميلة، نظرت للدفتر الوردي على المكتب وابتسمت، أمسكت بهاتفي نقرت بضع نقرات حتى جائني أكثر صوت تحبه أذناي ورأيت صورته تظهر أمامي على الهاتف فابتسمت أكثر محدقة فيه
مرحبا بأشطر كتكوت قالها بمرح
فنطقت بكل حماس... لقد تحدثت وتوترت و سعلت ولكنني انجزت المهمة و أثنى الحضور علي وعلى افكاري وكتبت اسمك امام برج الساعة وامام النهر رميت حجرا وتمنيت أن تكون معي واشتقت لك، واريد العودة إلى هنا مرة اخرى وإعادة التجربة لكن معك، واشتقت إليك و هيا اخبرني ماذا فعلت بدوني.
ضحك فأذاب قلبي وقال: فعلت كل هذا بمفردك.. انا فخور بك حقا، وانا أيضا اشتقت إليك كثيرا، وانا الأن انهى بعض الاعمال حتى نتفرغ للعيد.
اوه العيد، سأعود اول يوم... قلت بتفكير
إن شاءالله عودي سالمة وإنتبهي لنفسك، قال بهدوء و صوت دافئ لطيف ثم أضاف بمرح وإياك أن تضيعي في لندن كما تضلين الطرق في القاهرة.
مهلا انا لا افعل هذا.. قلت بطفولة
قلت: هيا دعني أريك كل شئ... نبدأ بغرفتي ثم الفندق كله ثم المنطقة حولنا، مارأيك؟
قال وابتسامته لم تفارق وجهه: موافق هيا لنبدأ.من الرائع أن يكون لديك شخص بجانبك، يشجع نجاحك، يطمئنك، يخبرك في أسوأ حالاتك انك جميل ويذكرك كل لحظة أنك محبوب.. تماما كما أنت، شخص يعرف حلمك ويبني معك سُلم الوصول، لو استطاع امساك يديك والوصول للسماء لفعل... دعوت الله منذ عرفت معنى كلمة حب ألا أحب في حياتي الا شخص واحد وان يحبني ويشجعني ونكون لبعضنا البعض سندا وعونا، وأن يكون كمؤيد... فكان ورزقني الله به وياله من رزق.... لا حُرِمتُك يا رفيق دربي ونوره.
أغلقت الدفتر واعدته إلى حقيبتي بينما أحدق في عين لندن امامي، باللون الأبيض ترتفع بشموخ للسماء، لن أجربها هذه المرة ربما مرة اخرى عندما يكون معي... قلت لنفسي هيا لاستكشاف لندن وانطلقت في جولتي.أغسطس 2022
بدأت بإفراغ حقائبي وترتيبها من وقت طويل سمعت بعض الدقات على الباب... وضعت حجابي وفتحت الباب، فإذا بفتاة لطيفة تحمل طبق من الورق المقوى وتقف بابتسامة جميلة ألقيت التحية فقالت
مرحبا بك أنا إيما جارتك في الباب المقابل _وأشارت لشقتها_ رأيتك اليوم تدخلين وعلمت ان لديك مهمة ترتيب قاسية فأحضرت لك بعض الطعام.. ولا تقلقي انه حلال بالكامل لدي زميلة مثلك _تعني محجبة_ إبتسمت بإمتنان وشكرتها، دعوتها للدخول فاستأذنت بأدب حتى أرتاح ثم نتقابل مرة أخرى.. وانصرفت بكل هدوء
اغلقت الباب وفي قرارة نفسي... مازالت لندن لطيفة.
مازلت اذكر ذلك اليوم الذي طالعني النادل في الفندق انا انتقي شطائر الجبن و بعض الفواكه فأخبرني ببعض اطباق اللحم الحلال الموجودة واحضر لي عصير البرتقال اللذيذ وها هي إيما تفعل ذلك مجددا.يوليو 2019
عزيزي استمتعت كثيرا وانا اتجول في لندن... لم اضل الطريق بل حفظته كله، وغدا سأزور مكانا جديدا لم استكشفه اليوم، أكلت الطبق الرسمي هنا السمك والبطاطس لا اعلم لم يسمونها شيبس ولكنها لذيذة على اية حال، نسيت إخبارك أن السماء لا تظلم هنا الا بعد التاسعة مساءا او العاشرة... انا متعبة جدا واتوق شوقا لفراشي الناعم، إتصل بي حين تستيقظ، أحلاما سعيدة يا أنيس حياتي.
اطفأت هاتفي ثم غصت في الفراش ولم أشعر بشئ... فقط هدوء وعضلات جسدي تأنِ من التعب.
أنت تقرأ
لندن الغائمة
Kurzgeschichtenملاحظة: أحداث هذه القصة حقيقية بنسبة 80٪، تم التلاعب بالاسماء والسنوات مع اضافة بعض اللا واقعية. كنت مندهشة ومتحمسة جدا، متحمسة لدرجة تجعل النوم يطير من الاعين ويزول أي تعب أو أرق، ياالٰهي أنا الفتاة البسيطة التي سمعت دعائها شكرا يا الله... كم أ...