البارت التاسع عشر

2.8K 267 245
                                    

لم يكن هناكَ شيءٌ يُدعى بالنَدَم. لقد بدا غير عادلٍ أنّهُ مهما جاهدَ في أن يكون فتى سيهون المُفضل الفشل يسخرُ منه. كُلُّ مرةٍ هو يجب فيها الشعور بالنَدَم، هوَ لن يكون راضياً على تأنيب ضميرهُ له. سيعود دائماً ضميرهُ ليُلازِمَه في اليوم التالي.

ومعَ ذلك هذا لن ينجح. هو فقط دفعَ تلكَ الأفكار والمشاعر المُقرفة عميقاً في مَعِدَته، هو كانَ عليه قضاء المزيد من الوقت في التفكيرِ في هيونا و بيكهيون. لوهان أخذَ حياتيّهِما بيديه بطريقةٍ قاسية من دون أن يشعرَ بالنَدَم.

والدا بيكهيون إتصلا بالشُرطة في اليوم التالي لأنَّ إبنهما لم يرجع. هما نشرا العديد من الأوراق في المدينة التي كانَ مكتوبٌ فيها أنّهُ كانَ مفقود. الجميع إفترضَ أنَّ بيكهيون 'مفقودٌ' فحسب وليس أنّهُ قد فارقَ الحياة. تشانيول كانَ قلقاً جداً، هوَ إستمرَ بالإتصال بـ لوهان وإرسال الرسائل إليه، مُحاوِلاً إيجادهُ في الجامعة. لكنَّ لوهان أغلقَ هاتفه. هو قد خمّنَ أنَّ تشانيول سيتصل به فهوَ بعدَ كُلِّ شيء قد رتّبَ لهُ موعداً معَ بيكهيون.

هوَ كانَ آخِرَ شخصٍ يراه.

ولكّي يتجنب رؤيته في الحِصص، لوهان توقفَ عن الذهاب للجامعة. هوَ فقط بَقِيَ في شُقّةِ سيهون. هذا لم يُشكّل أيَّ فارِق، لا أحد إتصَلَ به أو سألَ عن سبب غيابه. في البداية هذا كانَ ليومٍ واحد واللذي إستمر ليومين، ثلاثة وفي الأخير شهراً كامِلاً. يأكُل، يُشاهد التلفاز ويتسائل كيفَ يكون شكل غرفة سيهون، هذا كانَ الشيء الوحيد الذي يدور في رأسه. هو كانَ يعلم أنَّ سبب غِيابه عن الحِصص سيجعل الإدارة تُرسل رسالة لمنزل والديه.

هوَ لن يُسميه منزله بعدَ الآن لأنّهُ ليسَ مُرّحباً فيه.

والداه لا يُريدانِهْ. شُقّة سيهون كانت منزِلَه. هيَ كانت صغيرة لكنّها مُريحة و دافئة جداً. هو يستطيع الإستمتاع بنومٍ هانئ، سيهون جعلهُ يشعرُ بالحماية والأمان. منزله القديم كانَ بارداً و فارغ مُقارنةً مع شُقّة سيهون. لوهان لن يستطيع معرفة ما إذا هاجمهُ مُلاحِقَهُ فجأة من دونِ أحدٍ ليُنقِذَه. هو أيضاً كانَ يعرِف أنَّ سيهون سيعود من حيثما هوَ موجود. والداه كانا فقط يُخبِرانه أن يعود للمنزل في السابعة.

السابعة بالنسبةِ لفتىً في الرابعة والعشرينَ من عمره كانَ وقتاً مُبكراً. كُلّما كانَ يسمع ضحكات الفتية والفتيات حينما يتحدثون عن السهر والذهاب للنوادي الليلة هو فقط كانَ يحبس دموعه. هوَ لم يستطع فعل أيٍّ من تلكَ الأمور. هو كانَ عليهِ الإستماع لوالديه والعودة للمنزل مُبكراً.

كُلَّ يوم من دونِ إستثناء. هوَ شعرَ بالوَحدَة. هو غالباً ما كانَ يجلس في غرفتهِ المُظلمة لوحده و يتكأ بظهره على الحائط البارد و أصابع يده تسيرُ على الأرضِ الخشبية المُغَبِرة بعشوائية. كُلُّ هذهِ الأمور إبتلعت سلامة عقلِهِ بأكملها. هوَ بعدها يستلقي على الأرض الصَلِبة وهو يتنفس بهدوء.

Reply - [ hunhan ]حيث تعيش القصص. اكتشف الآن