خلاصة سنة

181 32 61
                                    


في بحر عميق من الفوضى و أثناء عاصفة اللاوعي، خرج عدد من الفرسان في مهمة بحث. لم يدرك ايّهم عمّا كان يبحث.

الحقيقة! تم استغفال الفرسان بحيلة بسيطة، حيث أقنعهم أحد حكماء جبال المرايا القديمة بالبحث عن قلم، قلم أقوى من سيوفهم و أشد تأثيرا على المدى الطويل...
و لكن قبل أن ينطلقوا حذرهم، فالرحلة ليست إلا للواثقين، حيث أنهم سيواجهون الكثير من الكواسر و الأباطرة الطغاة، و قد يمرون بأرض أطياف الروح و حكايا العذاب؛ لذا و لأن بعضهم لم يكن مستعدا للمخاطرة تراجع ببطئ..

كانت المهمة باعتقادهم أوضح قليلا بعد مقابلتهم للحكيم، استعد كل فارس للبدء منفردا كما طُلب منه، و لكن قبيل الرحيل اتفق الجميع على نبلهم و قطعوا عهودا بأن لا يحيدوا عن الطريق و أن يعاونوا كل محتاج...

افترق الفرسان و في نفس كل واحد منهم الآسى و الألم، لم يرد أيّهم العثور على القلم و ترك أخيه خلفه.

 استطاع أخيرا أحد الفرسان الوصول إلى قمة جبل المرمر، و من هناك أدرك أن الحقيقة دوما تختبئ بين ثنايا الكذب، أن لا شيء مطلق... و بعد رحلته الطويلة في الصعود استدار و هبط بدون أي تفسير، لم يؤمن بقوة جبل المرمر و اتجه شمالا نحو جبال الزمرد...

لم يكن يبحث عن القلم المزعوم، أدرك هو أن القوة لا تنبع من القلم، الحقيقة التي توصل لها كانت أن بداخل كل فارس جزء من القلم. القوة التي لا يستطيع احد فهمها إلا بعد أن يتصالح مع نفسه بعد أن يرضى بجميع تناقضاته، سيعرف طريقه؛ اكتشف فارس المرمر ان كل الطرق صحيحة، جميعها تؤدي لنفس الهدف، فقط ما كان ينقص من البداية هو الإمان بأنفسهم...

غرس فارس المرمر سيفه في قمة جبل الزمرد بعد أن توصل لسلامه الحقيقي "الذي يؤمن به" و تربع ينتظر مصيره؛ فرحلة العودة التي فكر بها لم تكن لتكون خيرا محتملا، و فقط عندما حاولت أطياف جبال الزمرد الاقتراب من الفارس، أحاطته هالة من الظل و استحال درعه مرمر، ليدرك هو اخيرا أن قوة القلم استطاعت الخروج لتعكس جوهره..

 ابتسم بمرمرية جذابة بعد أن لمح صاحبه بجواره يغرز السيف و يجلس متخذا منه مسندا. لكن ما لفت انتباه فارس المرمر و ما زرع استغربه أن: درع صاحبه لم يكن قد تغير، و قبل أن يهم بسؤاله سمع صاحبه يقول:

"اسمع يا صاحبي، أدرك أن أطياف الاستغراب تطوف حولك، و أعلم جيدا بكل ما مررت به، و لكن أنا لم أكن مثلك، أنا منذ اللحظة الأولى أعرف سر القلم، صدقني كان قلبي يعتصره الأسى حين افكر أنك و الرفاق لم تتوصلوا لحقيقة السلام بعد. ذلك الحكيم المتغطرس كان حقا ذكيا، جعلنا نظن أن رحلتنا كانت من أجل العثور على قلم، و لكنه حقا كان قد أرسلنا نحو الخطر فقط لأنه يؤمن بنا يؤمن بأننا نستطيع تجاوز المحن و الوصول للسلام الحقيقي. أنا مذ أول خطوة أدركت قوتي يا 'ميم' فارس المرمر أدركت قوتي" اكمل الفارس ثم وضع يده على صدره و اغمض عينيه لتشع حوله هالة من البياض و يستحيل درعه زمرديا

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Jul 26, 2017 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

فرسان قلم المرايا "Pen Of Mirrors"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن